أخبار مختارة

وداعاً يا أبا أم سلمة .. إلى جنات الخلد

بسم الله الرحمن الرحيم

وداعا يا أبا أم سلمة .. إلى جنات الخلد

بسم الله الرحمن الرحيم (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإلى إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) صدق الله العظيم .

روعت الأمة السودانية برحيل الحبيب الإمام الصادق المهدي فجر الخميس السادس والعشرين من نوفمبر ٢٠٢٠ فقد كان الحبيب الراحل قائدا ملهماً، وعقلاً راجحاً ، ومفكراً لا يشق له غبار ، ووطنياً قل أن يجود السودان بمثله، رحل والوطن في أمس الحاجة لحكمته.
لقد جمعت بيننا والحبيب الراحل العقيدة الأنصارية ووحدة الفكر والوجدان وزمالة النضال قبل أن تجمع بيننا أواصر القربى .
أول مرة التقي فيها بالإمام الراحل الصادق المهدي كانت في النصف الثاني من العام ١٩٧٠ بمعتقله بمدينة بورتسودان حيث كنت كادرا سريًا اعمل مع قيادة الجبهة الوطنية بالخارج في معارضة نظام نميري، وكنت وقتها طالبًا بالسنة النهائية بالمرحلة الثانوية حيث حملت إليه سرًا مسودة ميثاق الجبهة الوطنية وبقيت معه ثلاثة أيام في المنزل الذي كان معتقلا فيه، ثم حملت منه راجعا رأيه وملاحظاته في الميثاق ورسائله لقادة الجبهة الوطنية ( حسين الهندي،عمر نورالدايم، عثمان خالد ) فكان هذا أول تعارف بيننا، ثم عاودت زيارته مرة أخرى عام ١٩٧٣ في ذات المعتقل، وقد توثقت علاقتنا بعد إطلاق سراحه في نهاية ٧٣ عندمًا انتقل إلى لندن عام ١٩٧٤ وكنت حينها طالبًا بالجامعة هناك.
عند تخرجي في عام ١٩٧٥ كلفني الإمام الراحل مع قيادة الجبهة الوطنية بالتحضير وإدارة حركة ٢ يوليو ٧٦ ، بعدها وفي المنفي عام ١٩٧٧ سكنًا سويًا بحي المقريف بطرابلس بليبيا وعدنا معًا الى السودان عقب المصالحة الوطنية في سبتمبر ٧٧، ثم أمضينا سويًا سنتين بمعتقلات مايو عام ٨٣ و٨٤ وعملت معه في كل المكاتب السرية في مقاومة مايو والإنقاذ وتزاملنا أكثر من أربعين عاما في النضال وثلاث سنوات في حكومة الديمقراطية الثالثة ، جمع خلالها بيننا تاريخ وثقة كبيرين واسرار تهد الجبال، .
في عام ٢٠٠٢ حدث بيننا خلاف حول منهج وتكتيكات العمل ولكن لم نختلف أبدا حول المبادئ والأهداف ورغم ذلك ظل التواصل قائمًا بيننا اجتماعيًا وسياسيًا حتى قبل رحيله.
لقد كان الحبيب الراحل الإمام الصادق المهدي مدرسة في شتى ضروب الحياة، تعلمت منه كثيرا في مجال السياسة.
السيد الصادق المهدي شخصية لعبت دوراً كبيراً في تاريخ السودان المعاصر منذ الستيناتًًً حيث كانت مسيرته الدينية والسياسية مليئة بالنشاط والمخاطر .

أولًا: بدأ مسيرته في قيادة حزب الأمة وكيان الأنصار في أخطر مرحلة يمر بها الكيان والحزب بعد ضرب الأنصار في الجزيرة أبا وود نوباوي واستشهاد الإمام الهادي ، فقد انتقلت المسئولية إلى الحبيب الراحل وهو حبيس في معتقلات نظام مايو، خرج من السجن بعدها بثلاث سنوات ليعيد تنظيم صفوف الأنصار وحزب الأمة ويقود تحالف الجبهة الوطنية ليرد الصاع صاعين لنظام مايو في حركة يوليو ٧٦ ويواصل مسيرة النضال حتى إسقاطه في رجب/ابريل ١٩٨٥.
ثانيا: قاد الحزب في انتخابات ١٩٨٦ باكبر فوز انتخابي في تاريخه.
ثالثا: تصدى لانقلاب الإنقاذ ٨٩ ووحد المعارضة في التجمع الوطني الديمقراطي من سجن كوبر، وتوليت أنا قيادته خارج السودان وقمت بضم حركة قرني للتجمع، ثم وحد الحبيب الراحل الحركات المسلحة في نداء باريس، وأمضى ما يقارب ثلاثون عاما بين المنافي وسجون الإنفاذ حتى سقوطها في ١١ أبريل ٢٠١٩.
رابعاً: عمل على توحيد المعارضة خلال الحراك الثوري ٢٠١٨ من خلال اعلان الحرية والتغيير.

دوره الفكري والثقافي

* جمع السيد الصادق ما بين التعليم والثقافة الغربية في جامعة اكسفورد والثقافة العربية الإسلامية وهو صاحب نظرية التوفيق بين الأصل والعصر والتي شملت كثير من كتاباته ومؤلفاته.
* اثرى السيد الصادق المهدي المكتبة السودانية بكثير من المؤلفات الفكرية والدينية والتاريخية وكانت له كثير من المنابر الإقليمية والعالمية، حيث ترأس منبر الوسطية الإسلامية وكان عضوا نشطا في نادي باريس للرؤساء السابقين.

دوره في مجال الأنصارية

قام بتخريج مجموعة كبيرة من الكادر الشاب المدرب من خلال مدرسة الكادر التي خصها باهتمامه حيث استطاع هذا الكادر ان يلم ويمزج مابين المعرفة العقائدية الدينية والعلم الحديث.
أسس تنظيمًا دعويا قام من خلاله بتطوير وتحديث هيئة شئون الأنصار.
كانت آخر وصية سياسية تركها الإمام الراحل هي وثيقة العقد الاجتماعي التي اوضح فيها للشعب السوداني فشل تحالف قوى الحرية والتغيير في تحقيق أهداف الثورة نتيجة لغياب الرؤية والبرنامج ، وبسبب ضعف مكوناته، والصراعات فيما بينها، الى جانب فشل الحكومة الانتقالية في كافة الملفات أهمها ملف الاقتصاد ومحاسبة المفسدين والمجرمين من نظام الإنقاذ واستعادة الأموال المنهوبة، لقد دعا الحبيب الراحل في العقد الاجتماعي الى تحقيق اصطفاف وطني وإعادة تشكيل السلطة الانتقالية وفق رؤية وبرامج تحقق أهداف الثورة في الحرية والسلام والعدالة.
إن تنفيذ وصية الإمام الراحل الأخيرة مهم جدًا لتدارك انهيار السلطة الانتقالية في ظل الأزمة الاقتصادية والغلاءالطاحن الذي يكابده المواطنون.

تنفيذ وصية الإمام وفي ظل رحيله المفاجئ يتطلب منا جميعا وحدة الصف الأنصاري والحزبي خاصة في ظل الفراغ الكبير الذي خلفه رحيل الإمام الصادق المهدي.

إن تاريخ كياننا كحركة وثورة ملئ بالتحديات فقد غيب الموت الإمام المؤسس بعد أربعة اشهر من تاسيس الدولة واستطاع خليفته واصحابه من إدارة الدولة وبسط نفوذها في رقعة أكبر من السودان الحالي، ثم غيب الموت الإمام عبد الرحمن المهدي المؤسس الثاني ولحقه خليفته الإمام الصديق بعد سنتين، ولكن استطاع الإمام الهادي وصحبه قيادة الكيان والحزب واستعادة الديمقراطية عام ٦٤ وتحقيق الفوز في الانتخابات عام ٦٥، ثم حمل الإمام الراحل الصادق المهدي الراية ونحن بجانبه سندًا وعضدًا قويًا بعد استشهاد الإمام الهادي وضرب الكيان بشريًا وسياسيًا واقتصاديًا فأسقطنا النميري وعاد حزبنا الرقم الانتخابي الأول في انتخابات ٨٦ والآن علينا ان نقبل على هذا التحدي بنفس روح كياننا الثوري الذي لا يعرف اليأس والهزيمة، وهنا أعاهدك أخي الحبيب الراحل اننا سنعمل على :

اولا: وحدة صف حزب الأمة قيادة وقاعدة ليضطلع بمسئولياته الوطنية
ثانيا: تقوية ودعم مؤسسات هيئة شئون الانصار لتواصل رسالتها الدعوية.
ثالثا: العمل على إزالة الخلافات التي ارتبطت بطموحات البعض من أفراد أسرة المهدي في اطار بحثها عن دور قيادي في كيان الأنصار.

مبارك الفاضل المهدي

‫12 تعليقات

  1. طيب يا ورل ابا سلمة انت قد تآمرت مع الكيزان عليه وتمردت وشققت حزب الامة وبعد ان قتلت القتيل تمشي في جنازته ولا منتظر ليك شوية كرتة.

  2. قال ليك لمن مات الشاعر الفرزدق قام منافسه الشاعر جرير رثاه ليك بقصيدة باكية (لن تلد بعد الفرزدق حامل) فقيل له في ذلك فقال اتخيله يشد لحيته و يقول بصوته الاجش (ابن المراغة يرثيني) .. فتضحك الملائكة وتضحك الزبانية

    منقول من كتاب الرائع محمد المنسي قنديل بتصرف وسودنة

  3. واضح ان مبارك الفاشل او الفاضل ندمان الان انو مارجع لحزب اللمة الفترة الفاتت عشان كان حيبقي رئيسه حاليا بدل الجنجويدي برمة

  4. يا رجل المكاىد والدسائس تجاوزت عبد الرحمن والبشرى والصديق و مريم ثم تكني الامام الراحل بابي ام سلمة… سيادتك تقول دي صغيرة ما ناقشة الاعيبي و تركاتي هههه ابشرك ديل كلهم من اكبر واحد لاصغر واحد عاجننك وخابزنك… بطل حركات

  5. وداعا يا أبا أم سلمة” دى فيها شئ يعنى مافى راجل يخلفة الا انا عجبا زمن الغزعبلات فات

    يوليو ٧٦ ، بعدها وفي المنفي عام ١٩٧٧ سكنًا سويًا بحي المقريف بطرابلس بليبيا وعدنا معًا الى السودان عقب المصالحة الوطنية ف دسبتمبر ” ان الله يمهل ولايهمل حســــــــــــاب المرتزقه وقتل الارقاب ومحمد نور سعد وفظائع جيش الامه المتحالف مع قرنق وقتل ناس الشرق وتديد تلاميذ خلاوى الشيخ بيتاى

  6. باالله عليكم لو كان منهجكم صيح انت والإمام الفاشل لكنتم قفزتم بهذا البلد الي مصاف النمور الاسيوية والدول الناجحة مثل سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا لكنها نظرتكم الحزبية الطائفية السيادية الضيقه وحب الزات والنفس وان تكونوا حكام ويظل الشعب سجين العقل تحت انكم أسياد وسادات خلقتم للحكم وان ناس لكم عبيد لكن سنة الله في الأرض ان تزهبو الي مزبلة التاريخ ويولي الله من يصلح لهذا البلاد ان شاء الله.
    سبعون عام من الفشل انتم فاشلووووووون

  7. بالنسبة لما قاله مبارك الفاضل حول التجمع الوطني الديمقراطي هذا تزييف للحقائق والتاريخ.
    لأن من وحد التجمع هو السيد محمد عثمان الميرغني، واستطاع أن يقنع الراحل قرنق بالانضمام للتجمع بحكم العلاقة المتميزة التي تكونت بينهما بعد اتفاقية الميرغني – قرنق، ثم أصبح السيد محمد عثمان رئيسا، لهذا الكيان المعارض.
    هذه حقائق لا تقبل التشكيك لأن الأحياء الشهود عليها بالمئات، إن لم يكن بالآلاف.

  8. لا يستطيع أحد تزييف التاريخ ، أنتم لم تسقطوا عبود بل أتيتم به و لم تصنعوا أبريل بل إمتطيتموه و مكنتم الجبهة الإسلاموية من رقاب السودانيين في ٨٩ ثم سانتدوها و سدنتوها حتي ٢٠١٩ و عقد الراحل الإجتماعي ليس إلا محاولة تسوية معها و تمكين للجنتها الأمنية أما قولك أن الصادق أمضي في سجون مايو ثلاث سنوات فكذب بواح و قولك أنه أمضي في سجون الإنقاذ سنين أكذب منه ، التاريخ لا يمكن تزييفه و دافعك الوحيد لكتابة هذا الهراء هو محاولة غبية لتوحيد حزبك الكرتوني مع حزب الإمام الراحل و ما أنت في الواقع إلا واهم موهوم ، لقد مضي زمانكم الي غير رجعة .

  9. “ثالثا: العمل على إزالة الخلافات التي ارتبطت بطموحات البعض من أفراد أسرة المهدي في اطار بحثها عن دور قيادي في كيان الأنصار.”
    ده ما ياكا انت زاتك “بعض افراد اسرة المهدي الباحث عن دور قيادي …الخ ، نسيت كان تضيف رابعا: العمل على إزالة الأضرار الناتجة عن ضرب مصنع الشفاء نتيجة للطعرسة التي قمت بها اآنزاك مما ادت لمقتل شخص واحد على الاقل و خسارة ملايين الدولارات و تعطيل إنتاج الدواء بالسودان وذلك لانني شخص اناني معفن.
    خامسا: اعتزر لأسرة السيد ابو حريرة عما بدر مني في برلمان الديمقراطية حينما كنت وزير داخلية فاسد و قمت بتهديده بخصوص مؤتمر امبو!
    سادسا … و سابعا …. وعيييييييييييك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..