رسالة للمعارضة السودانية و(الإنقاذ)

لماذا لا تكون المعارضة السودانية بكافة أطرافها خاصة المعارضة المسلحة فى دارفور وكردفان والنيل الأزرق مثل حزب العمال الكردستانى فى تركيا؟ ولماذا لا تكون حكومة الإنقاذ مثل حكومة أردوغان ــ غل التركية؟ لقد جاء فى الأخبار أخيراً أن حزب العمال الكردى أفرج عن ثمانية معتقلين لديه منذ عامين لأسباب انسانية لا تخلو من مغزى سياسى، سيما أن هناك حواراً يجرى بين الزعيم الكردى أوجلان المعتقل فى أنقرة والحكومة التركية، فى خطوة لا تخلو من حكمة وحنكة سياسية من الطرفين، ذلك أن أكراد تركيا يتمتعون بحقوق كثيرة فى تركيا بعكس أكراد سوريا الذين لا حقوق لهم، وبعكس أكراد العراق الذين حصلوا على الحكم الذاتى ورئاسة الجمهورية.. وحين يحصل أكراد تركيا على باقي الحقوق والمطالب المتبقية ممثلة فى الحكم الذاتى أو الفيدرالى والاعتراف بلغتهم بوصفها لغة ثانية فى تركيا مثل اللغة التركية، من المؤكد سيكون لهم ولتركيا شأن كبير ومؤثر وحاسم على المستويين الاقليمى والدولى. ومن المؤكد سيؤثر ذلك ايجابياً على أكراد سوريا، سيما اذا انتصرت ثورة الشعب السورى على جلاده المجرم بشار الأسد ونظامه الطائفى وحزبه البعثى الذى انتهى دوره فى العراق وسوريا، ولم ينتج الا الدمار والموت والتدخل الأجنبى والديكتاتورية والتسلط والفساد والتجزئة العربية فى تناقض واضح لشعاراته الذى ظل يرفعها منذ عقود.
أعود للسودان وأقول بكل الوضوح والصراحة لقد أخطأت الانقاذ وأخطأت المعارضة السودانية فى منهجهما وسلوكهما السياسى القائم على الكنكشة ومحاولة الغاء الآخر دون جدوى من الانقاذ، وبين الاصرار على اسقاط النظام من المعارضة السياسية والعسكرية دون تقديم بديل مناسب، كانت النتيجة الحتمية هي انفصال الجنوب، ومن ثم تراجع الدور السودانى عربياً وافريقياً، بل عادت الحرب من جديد بين الشمال والجنوب.. يحدث كل ذلك ويظل المواطن السودانى يدفع ثمن ذلك كله فقراً وبطالة وركوداً، بل هناك كساد تضخمى وعزلة دولية وتدهور مستمر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.. أين العقل وأين الحكمة وأين الوطنية وأين الأخلاق، بل وأين الدين والشريعة التى أضحت مجرد شعار لا نجدها فى الواقع؟ وما هى الحلول الممكنة للخروج من هذا النفق المظلم والمعادلة الفاشلة؟ الحل فى المقام الأول بطبيعة الحال بيد نظام الانقاذ، ولكن اليد الواحدة لا تصفق، ولا بد من تجاوب المعارضة، ويتعين على الطرفين أن يتركا هذا المنهج الذى سيضر الشعب، بل من المؤكد سيضرهما معاً حاضراً ومستقبلاً، وليتعلما الدرس من اندفاع الحركة الشعبية نحو الانفصال دون حكمة، فها نحن نشهد بداية دولة فاشلة فى الجنوب ودولة مغلقة لا ولن تستطيع تحقيق طموحاتها فى النماء دون دفع فواتير وتنازلات كبيرة لمن حولها من دول، دون أن تتعرض للابتزاز ولا حتى الاستقرار داخلها، وهى تحتضن قبائل متحاربة ونخباً سياسية غارقة فى الفساد المالى والسياسى حتى اذنيها، ولا تستطيع حكومة الجنوب فعل شيء تجاهها.
الحل فى تقديري أن تبادر الانقاذ بخطوات ومبادرات جريئة تنم عن حكمة وارادة سياسية نافذة، مثل أن يصبح رأس النظام ممثلاً فى رئيس الجمهورية وحكومته رئيساً قومياً لكل السودانيين، ويكون محايداً، وتعود الحركة الاسلامية التى جاءت به الى العمل بوصفها حزباً سياسياً مثل الأحزاب الأخرى، ويترك للرئيس تشكيل حكومة وطنية بحق وحقيقة من أهل الخبرة والحيدة والكفاءة والقبول، ولا بأس من تمثيل رمزى للقوى السياسية ذات الوزن، وليت الأمر يمتد للمجلس الوطنى بتمثيل القوى الكبرى مع ممثلين للرئاسة مناصفة، ومع مستقلين يمثلون المجتمع المدنى، ومع القوى الأخرى المشاركة فى المعارضة حالياً على رأسهم ممثلون للحركات المسلحة فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الآزرق، اضافة لشرق السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال، حيث سيشكل هؤلاء مع النيل الأزرق وجنوب كردفان فرصة كبيرة ووسيلة فاعلة لعودة وبناء الثقة مع حكومة الجنوب لحل المشكلات العالقة مع الشمال، ثم يعهد لهذه الحكومة ادارة حوار سياسى حقيقى لتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة بناء الثقة بين جميع مكونات الوطن. ثم يقوم المجلس التشريعى الجديد باعداد دستور توافقى يحدد كيف يحكم السودان.. فهذه الطريقة فى تقديرى ستمكن السيد الرئيس خلال الأعوام الخمسة التالية بعد انتهاء دورته الحالية من إرساء وبناء نظام سياسى راسخ ومستقر يجنبنا الاخفاق، وسيكتب له اذا فعل ذلك أنه أنقذ البلاد فعلاً لا قولاً وشعاراً من مستقبل مظلم.. اما هذا المنهج الذى تمارسه المعارضة السياسية والعسكرية وحكومة الانقاذ فإنه يصب فى صالح الأجنبى بما يوفره من اختراق لسيادتنا وأوضاعنا كافة، ومناخ طارد للاستثمار وأية مساعدات يمكن أن تأتينا، فمن لا يساعد نفسه ليس جديراً بمساعدة الآخرين سيما فى ظل تدهور الأوضاع المالية الدولية.
دعونا يا ساسة السودان ونخب المجتمع المدنى والنظامى «الذين مارسوا جميعاً الحكم والمعارضة منذ الاستقلال ولم يحققوا استقراراً ولا رخاءاً»، دعونا نتجاوز ذواتنا الفانية ومصالح أحزابنا وكياناتنا الضيقة حزبية كانت أو جهوية أو قبلية من أجل مصالح الوطن، ولنرسل رسالة لمن حولنا من جيران وأشقاء بل للعالم أجمع، ولجيلنا الحالى وللأجيال السودانية القادمة حتى لا تلعننا، بأننا شعب وجيل محترم جدير بحياة حرة كريمة محترمة يمارس السياسة والحكم بحكمة وحنكة وبمستوى حضارى راقٍ، وأننا رجال دولة من الطراز الأول، ولسنا سياسيين مبتدئين بتبادل الشتائم والتحديات والاتهام بالعمالة وممارسة قشور السياسة، الأمر الذى يجعلنا أضحوكة فى العالم لا نستحق الاحترام والدعم، لأننا جميعاً حاكمين ومعارضين وبشهادة بعضنا ضد بعض، «فاشلون وفاسدون وعملاء».

الصحافة

تعليق واحد

  1. يا أخ عروة ارجو ان ترد على هذة الأسئلة المركزى ومن بعدها سنناقش مقترحاتك ونفندهامن الذى اتى بالبشير ورهطه الى سدة الحطكم؟
    من الذى ألغى الآخر ومن ثم احتكر السلطة لنفسه؟
    من الذى انقلب على الديمقراطيةبليل واطاح بحكم ديمقراطى منتخب؟
    هل يمكن لرأس الحية ان تبدل جلدها الا للتنكر او مخافة دهسها؟
    من اين اتيتم هل ولدتكم امهات ممن ولدوا الامام المهدى وعبدالقادر ود حبوبه وعبدالفضيل الماظ وعلى عبداللطيف والعقد الفريد الذين صانوا استقلال السودان؟
    تتباكى اليوم على انفصال الجنوب وتصفها بالدولة الفاشلة ولا تتحدث عن فشل الدولة المركزية – لماذا ؟ ألشىء فى نفسك؟ ولماذا لاتعترف بفشل ما يسمى بالاسلاموية عن ادارة وطن طيلة ال 24 عاما؟
    ياسيد غروة انت وامثالك كثرين يتحدثون اليوم عن باطنية مخفية لتغيدوا انتاج نظام قععى آخر- ولكن هيهات فسفينتكم غارقة لا محال بأذن الله

  2. اقتباس “وأقول بكل الوضوح والصراحة لقد أخطأت الانقاذ وأخطأت المعارضة السودانية فى منهجهما وسلوكهما السياسى القائم على الكنكشة ومحاولة الغاء الآخر دون جدوى من الانقاذ، وبين الاصرار على اسقاط النظام من المعارضة السياسية والعسكرية دون تقديم بديل مناسب”
    السؤال هو: كيف تستطيع المعارضه تقديم بديل مناسب ومنهج الانقاذ وسلوكهما السياسى قائم على الكنكشة والغاء الآخر؟

  3. بالله كيف نكون حكومـة قومية مع سياسة الكنكشة والاقصاء والتهميش وتفكيك الاحزاب باي ثمن وعقلية لـحس الكوع ، وكل ذلك تحت مظلة المشروع الحضاري بعد ان مضى من العمر 24 عاما.

  4. سيد عروه .. البقنع الديك منو ؟؟
    وجه خطابك ده لنافع بعدين تعال .. المعارضه تنتظرك بماذا ستأتي لانها قد ملّت و اعيتها الحيل وهي تحاور هذا النظام الاقصائي منذ 24 عاماً بل تستجديه
    .. أسأل الصادق المهدي لقد افنى الرجل 20 عاماً من عمره المديد ولازال في حياكه مبادره تلو الأخرى .. والنتيجة كما ترى (صفر) كبير .
    يا سيدي هناك فرق كبير جداً بين النظام والمعارضه كان من الانصاف ان لا تساوي بينهما في الجرم .. الاّ ان الذي يعرف تاريخ (عروه ) لايعجب من طريقته
    هذه والتي اقل ما يقال عنها (كسر) عنق الحقيقه .. كما عهدناهم .

  5. الاخ محجوب محمد الحسن عروة لا اظن انك تقصد المقارنة بين حكومة الانقاد والمعارضة عامة بل القصد من المقال ان تقول ما حواهو المقال كانك تقول اسرع الطيارة ام حلو السكر وسيكون الرد عليك بمثل تلك المقارنات بعيدة الدلنج يا اخى مصيبة السودان هى هدة الحكومة وبس

  6. اعجبتنى الفكرة .. لكن من يستمع لهاومن ينزلها على ارض الواقع ياعروة ؟؟؟ هذا هو المستحيل بعينه وعندما تكون الاشياء مستحيلة !!! يرجع مالي الكلام فااااااااضي !!!!!!!!!!

  7. كلامك كلو فى محلو بس كيف نصلح بين الطرفين وخاصة الطرف الذى ينازع بالسلاح ويريد نزع الحكم بالقوة هذا ليس بمنطق معارضة سياسية سلمية وايضا على الحكومة التنازل من جبروتهاومراعاة واحترام راي الشعب وهو الذى يختار من يحكمه وفى رائ ان تكون هناك حكومة انتقالية لفترة محدده وان لايكون بها اى سياسى سابق مهما كان حتى رئس الجمهورية يبعد نفسه وبعد ذالك تكون انتخابات حرة ولكل سياسي سابق او جديد ان يرشح نفسه والشعب هو الحر حتى لو جاب كل الحكومة السابقة برئسها الحالى له الحق ان يختار وهناك شخصيات فى نفس الحكومة تستحق الاختيار وفى النهاية الحرية للشعب والله يصلح الجميع

  8. ياخوانا شوفو جنس الكلام البكتبو الزول ده!! ..مويه عدييييل..لا طعم..لا لون..لا ريحه !..بساوي المجرمين مع الثوار الاحرار! .. شغل بني كوز!! نسال رب العزه ان يدمركم ويزلكم في الدنيا قبل الاخره…اميييييييييييييييييين.

  9. يااخي ده كلام فطير وسازج اين اموال الشعب التي نهبت اين ارواح المناضلين التي زهقت اين ضحايا الصالح العام مدنيين وعسكريين … دع التملق والنفاق ايها المنافق … هل مشكلة السودان اين يحكمه ال المهدي او الميرغني اوعصبة من اللصوص اوالمنافقين .. ؟ ايها الكريه ..

  10. عليك أن تتبرأ يا محجوب عروة من حزبكم الماسوني المسمى زورا بالأخوان المسلمين فحزبكم
    هذا صناعة بريطانية وحماية أمريكية ولا داعي للمراوغة فأعمالكم أنتم المتأسلمون واضحة
    للعيان وبعيدة كل البعد عن تعاليم الاسلام الحنيف …. وينطبق على حزبكم قوله تعالى :
    ( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) صدق الله العظيم .

  11. الصحفيين الحاليين عندهم توجيه من الاجهزة الامنية ان ينتقدا الانقاذ كما يشاوون لكن عليهم ان ينتقدوا المعارضة فى نفس الوقت لاحظت ذللك فى برنامج خالد ساتى اشتم الحكومة ذى ما داير لكن برضو ادى المعارضة لكزة و شتمة رايكم شنو يا معلقين؟؟؟؟

  12. و كمان قال ابو الصحافة السودانية

    انت ورل الصحافة السودانية

    الورل يقدل فى عالم الصافة بعد اختفاء التماسيح

  13. انت بتقول في شنو ومعي مين خليك واضح بدووووون لولوة افضح النفاق وماتخاف من الحرامية سنحبك والا000

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..