أخبار السودان

تمرين الديمقراطية.. التجمع الاتحادي في الملعب

الخرطوم: ياســــر الكُــردي

استعدادات تمضي على قدم وساق للكثير من الأحزاب المؤمنة بحسب البعض بأهمية احترام تواريخ الوثيقة الدستورية ومصفوفتها الزمنية، التي تنتهي بإعلان الانتخابات، فابتدرت عملها ترتيباً وتجهيزاً للعملية الديمقراطية.. ليبتدر التجمع الاتحادي مشواره بعقد ثاني تمارينه في مدينة الدامر..

المشهد سابقاً

ولَّى بلا عودة؛ عهد (خج) صناديق الانتخابات، واستبدالها بالكامل كما يرى الكثيرون، من قِبَل الحزب الذي حَكَمَ بالانقلاب ثم التزوير المؤتمر الوطني (المحلول) ونتائجه التي تفوق الـ(90%) أحياناً، في مسرحية هزلية مكشوفة لم تكُن تنطلي على أحدٍ، حتى المُنظِّمين لها، وبالتالي فقد حتَّمت نهاية تلك الفترة الأكثر سواداً في تاريخ السودان؛ على بعض الأحزاب ومنها التجمع الاتحادي الاستعداد منذ الآن للانتخابات القادمة لأنه ومن ثمار ثورة ديسمبر المجيدة أن الأحزاب بمختلف مُسمَّياتها وآيديولوجياتها ستقفُ بعد أربع سنوات فقط، على خطٍ مستقيمٍ وواضح لتتسابق أمام الملأ وصولاً إلى (ميس) مقاعد الحُكم بدءاً برئيس الجمهورية وانتهاءً بآخِر مقعد مجلس تشريعي بأقاصي السودان. وبالتالي فكل المؤشرات تؤكد أن السباق سيكون محموماً هذه المرة وسيعيد للأذهان ذكريات انتخابات 1986م إبان الديمقراطية الثالثة التي وأدتها الجبهة الإسلامية بإنقلابها الشهير عام 1989م ومن ثمَّ فُتِحَ الباب على مصراعيها للانتخابات المُزيَّفة.

البقاء للأقوى

ويبدو أن التجمع الاتحادي الذي دخل في قائمة الأحزاب السودانية، نهاية يناير 2018م، بعد أن تلاقت عدة كيانات اتحادية تحت مظلته، قد تأكَّد له بما لا يدع مجالاً للشكِّ أن انتخابات 2024م سيكون فيها الفوز للحزب الذي سيُقنع الناخبين بوضوح برنامجه، لعدة أسباب أهمها انتهى عهد (الفهلوة) والتزوير المُشار إليهما آنفاً، وكذلك غياب قيادات تاريخية كان يتبعها ملايين الناخبين؛ غض النظر عن الأحزاب يقودها أولئك ويقفُ على رأسهم الإمام الصادق المهدي الذي غيَّبه الموت بالإمارات، وقبله بأربعة أعوام انتقل زعيم الإسلاميين ومُرشدهم حسن الترابي إلى الدار الآخرة، وقبله بأربعة أعوام أيضاً غادر الفانية محمد إبراهيم نقد زعيم الحزب الشيوعي، ورغم أن رابع أولئك (المخضرمين) السيد/ محمد عثمان الميرغني؛ حيٌّ يُرزق لكن ابتعاده عن السودان والساحة السياسية، ربما يكون له تأثير سالب على حزبه (الاتحادي الأصل)، لجهة أنَّ أغلبية أنصار الحزب يلتزمون بتبعية (عمياء) لمُرشد الختمية.

ويرى مُراقبون أنَّ شباب ثورة ديسمبر الذين أطاحوا بدكتاتورية عمرها (30) سنة رتيبة لا ولن (يصوِّتوا) بذات الطريقة التي كان ينتهجها آباؤهم وأجدادهم قبل ثلاثة عقود لجهة أنها تقوم على انتماء (عقدي) لا علاقة له بالبرامج البتة، وفي ذات الوقت لن يمنح أولئك الشباب أصواتهم للانتهازيين الذين كانوا يستميلون الناخبين عن طريق الابتزاز الوظيفي والوعود الكذوبة بمشاريع التنمية.

رايات (أُم دافوق)

وبالعودة إلى التجمع الاتحادي، يقول المتحدث الرسمي باسمه، جعفر حسن عثمان، لـ(السوداني) إنَّ الحزب بدأ عقد مؤتمرات قاعدية في عدد من الولايات، تمهيدًا لقيام المؤتمر العام خلال الأشهر القادمة. مؤكداً انضمام عدَّة كيانات اتحادية إلى التجمع بأعداد كبيرة، فضلًا عن آخرين لا علاقة لهم بالاتحاديين، وأرجع ذلك إلى الدور الكبير الذي لعبه حزبهم في دعم الثورة منذ التخطيط لها وحتى انتصارها المبين على الدكتاتورية.

ونوَّه عثمان إلى أن رايات التجمع الاتحادي ترفرف الآن في (أم دافوق) – إحدى المُدن بالشريط الحدودي بين
السودان وافريقيا الوسطى في ولاية جنوب دارفور على بعد 370 كلم غرب نيالا-، وأضاف بقوله: فرغنا الآن من عقد المؤتمر العام بولاية نهر النيل وتم تكوين المكتبين السياسي والنتفيذي في جو ديمقراطي غير مسبوق بالولاية، وقبله كان الحزب قد عقد مؤتمره الأول بولاية غرب كردفان وانتخب رئيسه بالولاية. وشدَّد على عدم وجود أيّ معيقات تعترض المؤتمرات القاعدية، مُرجعاً ذلك إلى عاملٍ مُهم؛ هو أن الحزب لا تُلاحقه أيَّة اتهامات أو (وصمة) عند السودانيين، ودعا جعفر كل الأحزاب للإستعداد منذ الآن لسباق الانتخابات التي لن تكون فيها (الغَلَبَة) إلا للحزب الأكثر جاهزية وتنظيماً، وأضاف بقوله: نُريد نحن في التجمع أن ننتصر على الأقوياء لأنَّ الفوز على الضعفاء يعني ضعف وهوان (البطولة) كلها، وأن الفترة التي ستعقبها ستكون أكثر وَهْناً.

مظلة واسعة

وكما هو معلومٌ بالضرورة؛ تكوَّن التجمع الاتحادي (بشكله الحالي) في نهاية يناير 2018، بعد أن تجمَّعت تحت مظلته كيانات اتحادية كانت كلها تتبع للحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة السيد/ محمد عثمان الميرغني، وهي الوطني الاتحادي الموحد، الحزب الاتحادي الديمقراطي العهد الثاني، الوطني الاتحادي، الاتحادي الموحد، الحركة الاتحادية، الاتحاديين الأحرار والتيار الحر.

وحسبما أكد لـ(السوداني) الناطق الرسمي باسم التجمع فإنَّ المؤتمرات القاعدية للحزب قد انتظمت في عدة ولايات بينها الشمالية ونهر النيل وكسلا والجزيرة، في وقت انطلق فيه العمل القاعدي في ولاية الخرطوم، تمهيدًا لقيام المؤتمر العام خلال ثمانية أشهر. وأشار إلى أن الحزب فتح دُورا له في كل الولايات وبعض المحليات.

السوداني

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..