مقالات وآراء

سلام الحرب، وحرية العبودية عند “الأخ الأكبر”!

صديق النعمة الطيب

بعض الروايات يجب ادراجها في المناهج التعليمية (مجرد هلوسة)، فالحقيقة أن المناهج التعليمية هي مجرد أدوات لقتل العقول واستعبادها، وبالتالي يُستبعد منها كل المواد التي من شأنها أن تُحدث بعض القلق للتوازن “الغبي” الذي ينتظم مجتمعنا.

في عمله الذي ينتمي لأدب الديستوبيا أو “الواقع المرير”، وهي معكوس اليوتوبيا “الواقع الفاضل” يتحدث المبدع البريطاني جورج أورويل في روايته “1984” عن الاستبداد والوسائل التي يتوسلها المستبد الذي يُطلق عليه “الأخ الأكبر”.

من أخطر تلك الوسائل هو ما اصطلح عليه الكاتب “بالتفكير المزدوج”، الذي يستخدمه الأخ الأكبر في عملية اقناع الناس بالفكرة ونقيضها في نفس الوقت، دون أن يُحدث ذلك أي نوع من الصراع في ذهن المرء.

من أروع عباراته في ذلك السياق:
“الحرب هي السلام.. الحرية هي العبودية.. الجهل قوة”

انظر إلى عدد الذين قتلوا في جنوب وغرب وشرق البلاد، باسم الحرب من أجل السلام، وكيف أصبح ذلك من أعظم القربات لله. ولم يسلم من تلك المكيدة كافة الحركات المسلحة فكانوا يقتلون كذلك من أجل الحياة! فيعيش القادة ويموت الجنود ومن قبلهم الاهالي الأبرياء! ومازال السلام غائباً والتهميش قائماً!.

الحرية هي العبودية (السمع والطاعة في المنشط والكره)، وعليك أن تتلقى من الشيخ كل شيء وأنت (كالجثة بين يدي مغسلها)، وهكذا يتم تلقينك بأن العبودية هي عين الحرية، والجهل قوة فالقلم ما بزيل بلم، وبطل فلسفة “القُر الينفخك”!

أنظر لهذه العباراته فإنك تكاد تُجزم بأنه قد كتبها من وحي واقعنا:
“أنت متمرد فقط من الخصر إلى الأسفل”

فالحرية عند الشعوب الاسلامية المقهور لا تعني سوى الاباحية الجنسية، فتجد الشيوخ يحاربون الحرية لأنها تفضي إلى الاباحية، والشعوب ما إن تتنسم الحرية تبدأ في ممارسة الإباحية! فيخسر المجتمع الحرية على يد جماعات إرهابية قبل أن يتعلم المجتمع معنى الحرية، فيدخل المجتمع في دورة جديدة من الاستبداد.

لذلك كل حراك لا تواكبه ثورة وعي فهو مجرد رغوة نتيجة فواران ما يلبث أن يتلاشى!

صديق النعمة الطيب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..