مقالات وآراء سياسية

تسميم الفترة الانتقالية 

يوسف السندي 

يحاول الكثيرون تصوير الوجود العسكري في حكومة الثورة بأنه خطة ومؤامرة محكمة هدفها الانقلاب على الثورة في اي لحظة، وهذا القول متمكن من الكثيرين لدرجة ان هناك أحزاب سياسية انسحبت من قوى الحرية والتغيير لأنها تريد أن تثبت هذا الزعم السام، المؤسف ان هذا الزعم انتشر في أوساط ضخمة وأصبح متمكنا من فئات وجماعات متعددة لا ترى في العسكر خير ولا ترى في الشراكة معهم وسيلة وطنية هدفها التحول من الشمولية إلى الديمقراطية. هذا الزعم من أكبر معاول هدم الفترة الانتقالية فقد فخخ هذا الزعم الشراكة ودمغها بانعدام الثقة وجعلها هشة تعاني من الخلافات والتباينات، وهي نتيجة قد تقود إلى تحول الزعم إلى حقيقة وتغري العسكر وغيرهم بالعمل على الانفراد بالسلطة، لذلك مهم جدا معالجة هذا الملف حتى لا يتواصل تسميم جو الفترة الانتقالية باتهامات المؤامرات المزعومة .
اول رد على زعم أصحاب المؤامرات العسكرية هو التاريخ السوداني نفسه، إذ لم يحدث ان انقلب العسكر لوحدهم على نظام حكم سوداني، ولم يحدث أن انفردوا بالحكم في فترة انتقالية أعقبت ثورة، فلماذا يقومون بذلك الان؟ في كل المرات التي حدث فيها انقلاب عسكري او محاولة انقلابية كان الانقلابيون العسكر مجرد واجهة لحزب او تيار سياسي، لنحسبها منذ عام ١٩٥٨ حين استلم الفريق ابراهيم عبود الحكم، فهل استلمه كانقلاب عسكري مجرد على السلطة الديمقراطية؟ لا ، بل تم تسليمه السلطة بواسطة رئيس مجلس الوزراء عبدالله خليل. انقلاب العقيد جعفر نميري على الحكم الديمقراطي في عام ١٩٦٩ كان بدعم وتدبير الحزب الشيوعي وبعض القوميين، انقلاب الرائد هاشم العطا ضد نميري في عام ١٩٧١ كان بتدبير من الحزب الشيوعي، حركة يوليو ١٩٧٦ ضد نظام نميري بقيادة العميد محمد نور سعد كانت بتدبير الجبهة الوطنية المعارضة بقيادة حزب الأمة والاتحاديين والإسلاميين، انقلاب العميد عمر البشير على الحكم الديمقراطي في عام ١٩٨٩ كان بتدبير حزب الجبهة الاسلامية. كل هذه الانقلابات والحركات المسلحة كانت بتدبير الساسة، لذلك اذا كان هناك انقلاب او حركة مسلحة ستحدث فيجب أن نبحث عن الساسة الذين سينقلبون وليس عن العسكر، فمن هم هؤلاء الساسة المتوقع انقلابهم على الحكم الديمقراطي لو ان ثمة مؤامرة انقلاب يجب التفكير فيها؟
إن كان ثمة انقلاب قادم فالتاريخ يقول لنا إن الساسة المتوقع قيامهم بانقلاب على الحكومة الانتقالية هم الساسة الذين قام حزبهم بانقلاب على الحكم الديمقراطي في الماضي، وهؤلاء اثنان فقط : الشيوعيين والكيزان. وكلاهما الان خارج السلطة وكلاهما ليس مستبعد من مواقفه الراهنة ان يقوم بانقلاب، الكيزان اسقطتهم الثورة ويبحثون عن العودة، والشيوعيين خرجوا من الحاضنة السياسية وينادون الان بإسقاط حكومة الثورة، لذلك اذا لم يأتي انقلاب من هذين الحزبين فلن يأتي لا من البرهان لا حميدتي لا كباشي لا من الأمة لا الاتحاديين لا المؤتمر السوداني لأن جميع هؤلاء لم يفعلوها من قبل فلماذا يفعلونها الان؟! هكذا يحدثنا التاريخ وهكذا نتعلم من دروس الماضي، ولا يوجد في الماضي السوداني درسا اسمه انقلاب العسكر على الثورة، حتى الفريق سوار الذهب الذي ترأس الفترة الانتقالية باسم الجيش بعد ثورة أبريل ١٩٨٥ لم ينفرد بالسلطة بل سلمها بعد عام فقط للحكومة المنتخبة في عام ١٩٨٦ ، لذلك الذين ينادون الان بأن العسكر يبحثون عن انقلاب عسكري كامل الدسم جاءوا بشيء غير موجود لا في التاريخ القريب لا في الماضي، فهو في نهاية الأمر مجرد تكهن لا يجب الاصرار عليه لدرجة تسميم الشراكة او لدرجة إقناع العسكر به، بل يجب استبعاده ومحوه من الاذهان وزرع الثقة بين الشركاء من العسكر والمدنيين حتى العبور بسلام نحو الانتخابات الحرة النزيهة.

‫4 تعليقات

  1. اسكت يا عميل المخابرات المصرية ويخس علي الراكوبة التي تتيح لامثالك الكتابة فيها كتاباتك دائما عفنة.

  2. الكوز الاسمه السندي ولا الهندي يا بابا سوف نناصر الشيوعيين طالما يوجد كوز على وجه الأرض الشيوعيين ديل سم الكيزان القدر عشاهم السندي فاكرنا هبل كل يوم شابكنا (الكيزان والشيوعيين الكيزان والشيوعيين) يعني عايز تفهمنا انه هناك ما يربط الشيوعيين بالكيزان اكثر من ما يربط الكيزان بالبرهان والكطباشي وحزب الامة والحزب الاتحادي والحرامية واللصوص والمرتزقة واولاد الحرام وتجار المخدرات والجواسيس والعملاء ، يا بابا الشعب السوداني عارف وعلى يقين انه الشيوعيين والكيزان ديل ما يجتمعوا لا دنيا لا اخرة حتى السندي الكوز وجماعته متيغنين وعارفين البلد دي ما بتشيلهم الاثنين عشان كده قالو نغطس معنا الحزب الشيوعي ونطلع باسم جديد ممكن يكون اسمه جبهة الميثاق او الجبهة الاسلامية او المؤتمر الوطني او الشعبي او شركاء الانتقالية اصلا معروفين بتغيير جلودهم والوانهم لا يتعبوا من التلون زي الحرباء ولا من اللف والدوران زي الموتور
    اللعبة اصبحت واضحة تحالف العسكر والكيزان وجماعة البهوط الناعم بعد ما خلصوا من الحزب الشيوعي لانه فضيحة كل حاجة يعرفها يطرشها في الشارع فتم تطفيشو من الحرية والتغيير اها وبعدها بداو الحفر للجنة ازالة التمكين ووجهوا نحوها كل اسلحة الدمار الشامل والآن من الواضح الخطوة القادمة الحفر للجان المقاومة باتهامها بالتخريب والتحريض والشيوعية ، طبعا الخطوة الاولى تفتيت اللجان ولاحظ (بعض لجان المقاومة) ، يعني جماعة السندي يا يفككوا الثورة دي صامولة صامولة يا الثوار يفككوا دولة الكيزان والسرقة والفساد والنهب صامولة صامولة وقيام دولة حرية سلام وعدالة يا نهزم لا قدر الله ويركبونا الكيزان الجدد باسم مجلس الشركاء.

  3. حرام عليك يا يوسف السندي الشيوعيين جابو لينا نميري وهاشم العطا رجاله وشجاعة ووطنية ونظافة وطهار يد والكيزان جابو لينا اشباه رجال برئاسة الخترتيت الاسمه عمر البشير وحرامية ولصوص وقتلة لا خلقه ولا اخلاق والعياذ بالله ايش جاب لجاب والله جزمة نميري وهاشم العطا اطهر من اطهر كوز في الدنيا يا راجل خليك منصف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..