مقدمة
” دائما كان هدفي في ان أدرس و أوظف زمني جيداً. اريد ان اكون مثالاً جيداً لأطفالي بحيث ان أعمل بجدٍ لتحقيق شئ في الحياة” السيد اوطا اكوج.
في سابقة تاريخية جديرة بالاحتفاء وملحمة بطولية تستحق الاشادة اصبح اوطا اكوج اول جنوب سوداني ياخذ مقعدا بجدارة في مجلس مدينة وارنامبول الاسترالية بعد جولة انتخابية حامية وحصد في نتائج التصويت على المرتبة الثانية من جملة سبعة منتخبين بعد خروج العديد من المرشحين الاصوات الانتخابية، وبكل شموخ واعتزاز يقف بين زملائه المستشاريين رافعا عالياً سمعة افريقيا ومكانة جنوب السودان.
لجأ السيد اوطا الى استراليا باحثاً عن فرصة حياة افضل وبناء مستقبل زاهر لابناءه ورغم ظروف الهجرة واللجؤ لم ييأس ولم يكل عزيمته فقد عمل ليلاً ونهاراً وجرب كل انواع الاعمال وتحمل كل المشقات، وبصبر وعزيمة تخطى كل هذه الصعاب واخذ بكل جدارة وعزيمة السلطة وبذلك اصبح شخصا اعتبارياً وقيادياً ونموذجاً جيداً يحتذى به في مدينة وارنامبول الاسترالية ليصبح عضواً في مجلس المدينة الواقعة في ولاية فكتوريا باستراليا.
مدينة وارنامبول
وارنامبول هي مركز الخدمة الرئيسي لجنوب غرب فيكتوريا ، فضلاً عن كونها وجهة تقاعد وسياحية شهيرة، تفتخر المدينة بحرم جامعي لجامعة ديكن وتحتوي على قطاع رعاية صحية مهم.
تشمل الصناعات والخدمات الرئيسية البيع بالتجزئة والسياحة والتعليم والصحة ومنتجات الألبان ومعالجة اللحوم والبناء.
تعد وارنمبول جزءًا من تجمع مجلس المدينة الإقليمي ويمكن مقارنتها بالمجالس المماثلة.
من هو اوطا اكوج:
السيد اوطا اكوج جنوب سوداني الجنسية والاصل من منطقة تونجة بولاية اعالي النيل واسترالي بالتجنس وصل الى مدينة وارنامبول عام 2003 لاجئاً مع زوجته وطفل رضيع ومنذ ذلك الوقت استقر في تلك المدينة الى ان اصبح عضوا في مجلس المدينة بعد 17 عاما من العطاء والعمل المتفاني ، وهو من اشرف الامثلة واجملها عندما نستعرض الحياة السودانية في المهجر، فهو زوج ملتزم ومخلص لذلك وجد كل الدعم والتشجيع والحب من زوجته السيدة الفاضلة شارتي جوزيف، وهو ايضا اب مسئول ومحب لابناءه قانو، موجوك و فوج ،هذه المحبة العائلية كانت الدافع الاول والأهم في اجتيازه كل الصعاب حتى وصوله الى قمة السلطة .
استحقاقا لانجازاته وعمله الدؤؤب في مساعدة اللاجئين والعمل في مجتمع فكتوريا حصل السيد اوطا على جائزة التقدير باللاجئين الفكتوريين من حكومة ولاية فكتوريا.
امكانيات و مؤهلات
يمتاز السيد اوطا بصفات قيادية وادارية ومهارات الاتصال الفعال ومكنكة شئون العمل والقدرة على حل المشاكل، فهو يعرف كيف يؤثر في الناس ولديه القدرة على ادارة العمل المؤكل اليه بنجاح وفوزه بالانتخابات خير ديل على ذلك، ويجيد لغة الخطاب العاطفي المفعم بالحب والاهتمام فهو يعرف كيف يخاطب القلوب بكلمات حكيمة وببصيرة مدركة.
ويتمتع ايضا بصفات شخصية تجمع مابين المرح والجدية، المرونة والحزم، عزة النفس والتواضع، لذلك كسب قلوب اصدقائه الاستراليين لانهم وجدوا فيه الصديق الامين وهل هناك أجمل من أن تكون زوجاً صالحاً واباً مثالياً وقائداً محبوباً !!.
السيد اوطا حاصل على درجة بكالاريوس آداب في العلوم السياسية والسياسة العامة، كما انه حصل على درجتي ماجستير الاولى في العلاقات الدولية والاخرى في العون الانساني من جامعة ديكن الاسترالية، وقد قامت حملته الانتخابية على الاولويات التالية: الصحة، الرفاهية وازدهار الاقتصادي لمجتمعه.
يمتلك اوطا خبرة عملية متراكمة في مختلف المجالات، لذلك فهو مؤهل ويستحق هذا المنصب الجديد بجدارة وسيكون هذا العمل رصيداً اضافياً في طريقه المهني و السياسي وحافزاً تشجيعياً لبقية اقرانه والشعب الجنوب سوداني.
رسالة لجيل الشباب
من خلال هذه الملهمة الرائعة والمثال الرائع للسيد اوطا نرى أن مازال هناك بصيص أمل وان العمل بجد يعود بفائدة عظيمة ولا يجب للانسان ان يستسلم للظروف والركون للمحدودية بل يجب أن نشرع في الابحار ولنجعل الرياح تأتي بما تشتهي السفن وليس العكس، دائما حيث ذهب الانسان الجنوب سوداني يترك أثراً طيبا وعبقا يفوح منه رائحة ذكية تعطر الاجواء الملبدة الكئيبة. شكرا سيد اوطا على هذا الدرس البليغ.
إمانوئيل سابينو موجوك
محاضر بدوام جزئي – كلية كمبوني
[email protected]
