أخبار السودان

طريق نيرتتي زالنج .. انطلاقة قطار التنمية

نيرتتي: حسن حامد

لا شك أن الطرق تمثل العمود الفقري للتنمية والنهضة الاقتصادية، ويعتبر طريق نيرتتب ــ زالنجى بولاية وسط دارفور، من الطرق المهمة، لأنه يمثل امتداداً لطريق الإنقاذ الغربي الممتد حتى مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور، إلا أن عدم  إكمال هذا الجزء ما بين نيرتتي وزالنجي بطول (٦٦) كيلو متراً ظل عقبة كبيرة أمام الحركة التجارية وتواصل المواطنين  بين ولايات جنوب ووسط وغرب دارفور وحتى الجارة تشاد.

فالطريق ما بين نيالاـ زالنجي بطول ٢٠٨ كيلو متر بدأ العمل في تنفيذه بواسطة شركة الجنيد منذ العام ٢٠١٦م عبر ثلاثة محاور، الأول بدأ من نيالا إلى كاس، وانتهى والثاني من كاس إلى نيرتتي واكتمل، أما الثالث من نيرتتي إلى زالنجي فقد تعثر التنفيذ فيه للعديد من الأسباب أبرزها المشكلات الاقتصادية وفروقات الأسعار بسبب ارتفاع الدولار منذ الفترة التي تعطلت فيها كل المشاريع القومية بدارفور ومنها الطرق ومشاريع المياه وغيرها.

وبمحهودات مقدرة ومتابعات قادها والي وسط دارفور واستجابة للنداءات المتكررة من المواطنين وشكواهم مما يجدونه في هذا الطريق من معاناة جاءت الموافقة والاستجابة من الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو بأن تستأنف شركة الجنيد عملها فى إكمال هذا المحور رغم التحديات المتمثلة في عدم توفر التمويل الكافي والوقود بجانب ارتفاع قطع الغيار.

وبداية العمل في تنفيذ محور نيرتتي ـ زالنجي الذي وقف عليه والي وسط دارفور د. أديب عبد الرحمن يوسف بمدينة نيرتتي وجد ارتياحاً كبيرًا من قبل المواطنين الذين أشادوا بجهود الوالي والشركة على مواصلة العمل وتحقيق حلمهم الذي طال انتظاره ليودعوا بذلك مشواراً طويلاً من المعاناة ويتمكنوا من توصيل خيرات ومنتجات جبل مرة بكل سهولة ويسر إلى مناطق الاستهلاك.

أهمية اقتصدية وأمنية واجتماعية

والي وسط دارفور د. أديب عبد الرحمن يوسف، زف البشرى للمواطنين بولايات دارفور وحتى غرب إفريقيا بالبداية الفعلية في تنفيذ محور نيرتتي ـ زالنجي الذي يعتبر إكمالاً للطريق القاري نيالا ـ زالنجي ـ الجنينة والذي يلعب أدواراً مهمة في الجوانب الاجتماعية للمواطنين في التواصل وربطهم سواء كانوا في سفح جبل مرة أو المناطق الأخرى ويسهل من مهمة وصولهم في وقت وجيز.

وقال أديب إن الطريق في المحور الاقتصادي تكمن أهميته في ربط مناطق الإنتاج بمناطق الاستهلاك سواء كانت من الناحية الشرقية نيالا أو الغربية الجنينة، والجارة تشاد ومناطق غرب أفريقيا فله مدلول اقتصادي كبير جداً سيعود بالنفع على البلاد في المستقبل القريب.

وأضاف أديب بأن المسافة ما بين نيرتتي ونيالا ١٤٧ وما بين نيرتتي زالنجي ٦١ كيلومترا فقط، ولكن للخدمات الصحية وغيرها من احتياجات الناس يسهل الوصول إلى نيالا للعقبات التي تواجه المواطن في الذهاب إلى زالنجي حاصرة الولاية. وتابعك (لذلك حرصنا على أهمية إكمال هذا المحور حتى نتمكن من ربط الخدمات ومحلية غرب الجبل بحاضرة الولاية وهي واحدة من مهام وخطة حكومة الولاية للفترة الانتقالية ربط المحليات برئاسة الولاية.)

وقال الوالي إن هذا الطريق له أهمية كبرى في الجوانب الأمنية ويمكن من سرعة وصول الأجهزة الأمنية حال وقوع أي توتر أمني أو حادث وخلافه، مشيداً بشركة الجنيد على استجابتها بمواصلة العمل وقدم شكراً خاصاً للفريق عبد الرحيم حمدان دقلو لانحيازه لقضايا المواطنين واستجابته للنداء باستئناف العمل رغم الفوارق في الأسعار وغيرها من التحديات الماثلة.

وتعهد الوالى بالالتزام بكل ما يلي ولايته في الجانب الحكومي تجاه الطريق وتذليل كافة المعوقات للشركة وتشجيع المواطنين بإبراز الدور الشعبي والكرم المعهود تجاه منسوبي الشركة حاثاً الأجهزة الأمنية على القيام بدورها كاملًا في توفير الأمن والحماية اللازمة للشركة حتى تنفذ الطريق دون معوقات.

وقال إنهم سيبذلون قصارى جهدهم باستغلال علاقاتهم الشخصية والرسمية في أن ترى المشروعات الطموحة التي وضعتها حكومته النور من أجل راحة المواطنين بالولاية وخارج حدود الولاية وحتى الحدود الدولية للمستفيدين من خدمات هذا الطريق.

عقبات تواجه الطريق

المهندس المقيم لطريق نيالا ــ كاس ـ زالنجي، حامد آدم حامد أبو الحميرة قال إن الطول الكلي للطريق يبلغ (٢٠٨) المنفذ منه بالطبقة الأسفلتية حتى الآن (١٤٧) كيلو والمتبقي (٦١) كيلو مشيرًا إلى أن العمل بالمشروع بدأ في أكتوبر العام ٢٠١٦م بالقطاع الأول نيالا ـ كاس بطول (٩٧) كيلو متراً وكان تمويله حينها دفعة واحدة ولم يجدوا أي معاناة وتم التنفيذ في مواعيده وهو الطريق الوحيد في السودان الذي نفذ في موعده المحدد له وتابع: (من بعد ذلك واجهتنا مشاكل تتمثل في التمويل الذي يأتي في شكل دفعيات محدودة لعدد من الكيلومترات ثم نتوقف وهذه مشكلة حقيقية كذلك تغيير الأسعار للمقاول خاصة أزمات الوقود التي نعلمها جميعاً وخاصة الجازولين وهذه سببت كثيراً من التأخير في العمل.)

وأضاف أبوالحميرة أنهم في مايو ٢٠١٩م وحتى يناير ٢٠٢٠م وجدوا أول تمويل للقطاع الأخير نيرتتي ـ زالنجي ونفذوا منه خمسة كيلو مترات فقط بالأسفلت المتبقي من مبلغ التمويل وزاد (كنا واضعين تنفيذ ٣٧ كيلو، لكن بالوضع الراهن ستكون هناك صعوبة لتنفيذ ذلك، لأن التكلفة كبيرة جداً والوقود كل يوم فى زيادة بجانب ارتفاع سعر الإسبير.

وقال أبو الحميرة، إنهم بدأوا العمل، والآن مستمرون وإذا قدر لهم توفير الوقود والتمويل لكل القطاع سينفذونه حتى زالجني في فترة وجيزة، وتابع: (أكبر مشكلة تواجه إكمال المشروع هي التمويل والوقود).

من جانبه يقول مدير مشروع طريق نيالا/ كاس/ زالنجي بشركة الجنيد للطرق والجسور المهندس المعز سليمان بشير  إن الشركة بدأت تنفيذ الطريق من نيالا عبر ثلاثة قطاعات اكتمل العمل في القطاعين حتى الكيلو ١٤٧ والآن باشروا العمل منه لإكماله حتى الكيلو ٢٠٨ بمدينة زالنجي نهاية المشروع.

وأضاف المعز أن المشاكل كثيرة جداً منها الوقود والمشكلات الاقتصادية وارتفاع الأسعار وبرغم ذلك إلا أن شركة الجنيد عقدت العزم على تكملة الطريق.

وقال إنهم قدموا برنامجاً إسعافياً يعملون بموجبه الآن آملاً قبل الانتهاء منه أن تقوم الهيئة القومية للطرق والجسور أو وزارة المالية أو حكومة وسط دارفور للمساعدة في معالجة ما يواجهونه من مشكلات تتمثل في الوقود والأسعار والتمويل. وختم حديثه (نحن نشعر بمعاناة المواطن هنا في وسط دارفور ونتمنى أن نواصل العمل لتكملة الطريق).

بين الفرح والمعاناة

رغم معاناة السنين مع وعورة هذا الطريق، إلا أن علامات الفرح والارتياح بدأت تلوح في الأفق فقط بمجرد البدء في تنفيذ هذا الحلم مما يؤكد حجم المعاناة والمأساة التي لازمت المواطنين العابرين بهذا الطريق حتى الجنينة بولاية غرب دارفور.

ويقول العمدة أحمد تيراب محمد، عمدة القطاع الشمالي كرني إن المواطن ذاق أشد المعاناة بسبب وعورة طريق نيرتتي ـ زالنجي وخاصة الذين يعانون من الظروف الصحية.

وأضاف تيراب أن السفر إلى زالنجي يكلفهم وقتاً وإرهاقاً رغم أنها تبعد نحو٦٠ كيلو وبين نيرتتي ونيالا ١٤٧ كيلو، وتابع (زول يمشي نيالا وبجي وزول زالنجي لسه ما وصل).

وأثنى العمدة تيراب على جهود والي وسط دارفور والشركة على إنصاف المواطن الغلبان ببداية العمل في الطريق، آملاً أن يروه مسفلتاً  خلال شهرين حتى يرتاح المواطنون ورفع المعاناة عنهم ويتجاوزون ضائقة ومعاناة المواصلات.

فيما قال إسماعيل إدريس أحمد إن رداءة الطريق تكلف الشاحنات التجارية لقطع تلك المسافة القصيرة يوماً كاملاً مطالبًا الحكومة بأهمية استمرار العمل في الطريق حتى يكتمل. وزاد (نحن تعبانين في السفر من نيرتتي الى زالنجي، فالظلط مهم ونحن رغم المعاناة لكننا اليوم فرحانين، وعلى السيد الوالي والشركة أن يشدوا حيلهم ويكملوا لينا هذا الطريق وكذلك طريق نيرتتي ـ كرني).

بينما يقول المواطن عبد العزيز عبد الرحمن إن إنسان نيرتتي عانى من الظلم طوال السنين الماضية، وما زال يستقل اللواري والشاحنات كوسيلة مواصلات إلى مناطق غرب جبل مرة التي تعاني من وعورة الطرق، واصفاً خطوة إنشاء طريق نيرتتي زالنجي بالمهمة، ولابد من الإسراع في تكملته حتى ينعم المواطن بمواصلات جيدة تجنبه رهق السفر في هذا الطريق الوعر.

أما موسى عيسى إدريس، فقد أشار إلى أن محليات غرب ووسط الجبل تشتهر بإنتاج الفواكه والخضروات ومحصولات زراعية، لكن الأهالي يواجهون صعوبة بالغة في النزول بها إلى نيرتتي ومنها إلى أسواق الاستهلاك نتيجة لطرقها الوعرة مناشداً الوالي بوضع هذا الطريق الإنتاجي ضمن اهتمامات حكومته لربط مناطق الإنتاج.

وقال موسى إن بداية طريق نيرتتي ـ زالنجي ستقطع مشواراً طويل من المعاناة وتسهم في انسياب الحركة.

وقال موسى إن المكونات السكانية فى نيرتتى تعيش في وئام بالجهود التي تبذلها لجنة التعايش السلمي، مرحباً بسلام دارفور خاصة وأنهم في محلية الجبل عانواً كثيراً، آملا أن يكون السلام دائماً يوصلهم لسلام واستقرار حقيقي في دارفور يجعلهم يعيشون بطريقتهم القديمة وتعود الأشياء الجميلة التي كان عليها الأجداد.

من المحرر

ما بين تفاؤل المواطنين وإصرار الشركة على إكمال الطريق وعقبات الوقود ومتبقي التمويل تظل هناك مساحة واسعة من التحديات التي تتطلب تدخل السلطات العليا وحتى يرى هذا القطاع النور وحتى تكتمل حلقات الطريق المسفلت من نيالا عاصمة جنوب دارفور مرورًا بوسط دارفور، وانتهاء بالجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور الحدودية مع تشاد، ومن بعده عقبال محور الفاشرـ نيالا حتى تكتمل حلقات دارفور بالمركز لتعويض أهل ولايات الغرب، وفتح آفاق التجارة الحدودية وتسهيل نقل منتجات وخيرات دارفور إلى بقية ولايات البلاد.

الصيحة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..