مقالات وآراء

ليس بلوحات مايكل انجلو وحده يتعلم العيال

د.فراج الشيخ الفزاري

لو كنت مسئولا في المركز القومي للمناهج، لقمت فورا بحزف لوحة ( خلق ادم) لمايكل أنجلو،المثيرة للجدل ، ومثيلاتها، وأوقفت بذلك ( الفتنة الهوجاء) في مهدها، واستعضت عن ذلك( ان كان لابد) بلوحات اخري أكثر قبولا للعامة ما دامت تؤدي ذات الغرض.فهناك، كما نعلم، عشرات اللوحات الخالدة في عصر النهضة الاوروبية يمكن عرضها، منها، مثلا، لوحة ( مدرسة أثينا) ليوناردو دافنشي، وهي واحدة من بين اللوحات الجدارية الأربعة الرئيسية علي جدران القصر الرسولي في الفاتيكان، وترمز الي الفلسفة والشعر واللاهوت والقانون.وكذلك لوحته الشهيرة( الموناليزا) فهي معروضة في متحف اللوفر بباريس وممنوع شراؤها أو بيعها ، باعتبارها ملكا للجميع.
وهناك لوحة (ميلاد فينوس) للفنان (ساندروبوتشيلي) وتمثل فكرة الافلاطونية عن الحب الالهي، وتعتبر من أكثر الأعمال الفنية روعة في عصر النهضة…وهناك الكثير الكثير من الفنانين واللوحات التشكيلية والفنانين الكبار وأعمالهم الفنية التي تستحق العرض والتحدث حولها لتدعيم أهداف المنهج.
أقول ذلك، للتأكيد ، بانه ليس بسبب لوحة ل (مايكل انجلو) يجب أن نختلف وتتعطل مساعينا نحو ايجاد منهج مدرسي تربوي مستوفيا للشروط والمعايير الدولية، حيث لا يزال السودان خارج خارطة الاعتبار الدولي للتعليم، ولم يتم احتسابه في ترتيب الدول، حتي العربية.وذلك لافتقاره الي معايير الجودة في التعليم ، حيث يعد المنهج المدرسي أحد أهم متغيرات العملية التعليمية.
أعلم، وادرك، واعرف، أن اسباب الخلافات الدائرة الان حول المناهج، ليست قصة ( لوحة) او ( صورة غير مكتملة) بل هي موضوع خلافات فكرية وسياسية ومرئيات شخصية ضد مدير المركز نفسه، ولن تتوقف الحملات بمثل هذا المقال او غيره…ولكننا نحاول ان نتجاوز كل تلك الاعتبارات فما يهمنا بالدرجة الاولي أن يحظي التعليم عندنا بوجود نظام وأسس تنظيمية تجعل من التعليم وسيلة للمعرفة وتطوير المجتمع..ووجود منهج علمي متفق عليه هو الأمل في تحقيق ذلك الحلم.
اذن، نحن نتفق، بان وجود اامنهج المدرسي من ضروريات العملية التعليمية، وهو أحد مرتكزات التربية الرئيسة..وحتي يأتي هذا المنهج ملبيا لكل متطلبات العملية التعليمية، فان وضع المنهج وتطويره ومراجعته..هي عملية شراكية لعدة جهات مثل الخبراء وقادة الفكر من العلماء والأدباء والفلاسفة والسياسيين وقادة العمل الاجتماعي والمختصون في المجالات المعرفية والمعلمون وأولياء الامور ، ممثلين في مجالس الاباء، لأن أخطر مؤسستين يؤثران في شخصية المتعلم هما الأسرة والمدرسة.
وتعكس المناهج تطلعات وطموحات الأمة ومستقبلها، كما تعكس الواقع المعاش وماتعانيه من أحداث، وما يمر بها من أزمات…فالمنهج هو العمود الفقري للتربية..وهو الوسيلة المثلي لتحقيق أهداف المجتمع..وبالتالي فالمجتمع هو المرجع الأول والأساسي الذي يعتمد عليه أي منهج تربوي…ولكون المدرسة مؤسسة اجتماعيةلها أكبر الأثر في التقدم الاجتماعي، فلابد ، هنا، من التوازن مابين حاجة المجتمع وحاجة المتعلمين وطبيعة المعرفة.وأن الخبرات المختارة يجب أن تعبر عن فكر المجتمع وفلسفته وليس عن فكر أحد أفراده أوبعضهم .
وأرجع واعود للقول، بان الفرصة لا زالت متاحة امام المركز القومي للمناهج للتصالح مع كل اطياف المجتمع السوداني، باعادة تكوين مجالسه واداراته وأعضائه ، بتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية، فالمجتمع عضو أصيل في هذه المشاركة، وكذلك وزارات ومؤسسات ومنظمات مجتمع اخري عديدة لها علاقة بالمنهج والتربية وحتي اصحاب العمل..فالكل مطالب بالمشاركة ، علي ان يطرح ( مشروع المنهج المقترح) علي الجمهور العام من خلال وسائل الاعلام المختلفة وعبر الندوات والمنتديات والحوارات..واستقبال المقترحات والمرئيات التي تدعم المنهج وتجعل منه منهجا قوميا وطنيا متفق عليه…بعد اعادة صياغته وبلورته كمنهج ساهم كل المجتمع في بلورته…وعندها لن يكون هناك لا (مايكل انجلو) ولا ( وليم بليك) أو ( شكسبير) هو الخيار الوحيد في تعليم العيال.

f.4u4f@ hotmail.com

‫5 تعليقات

  1. هل سردت كل ما مررت عليه من لوحات؟
    ما هذا الموقف المتخاذل المشبوه؟
    أتريد (يا دكتور) أن يفرض الجهلة و المغالون و أصحاب الغرض مؤامراتهم و دسائسهم على اللجان المتخصصة من العلماء و الخبراء؟

  2. الكيزان ديل لو حزفت دي خيقولو ليك احزف المنهج كوووولو

    عايزين منهجم العقيم ولن يرضالكيزان بغير ذلكز
    اتكرب يا دكتور
    واللا انت من نفس الطينه؟

  3. لوحة خلق آدم (بالإيطالية: La creazione di Adamo) أو “خلق الإنسان” هي جزء من فريسكو مصور على سقف كنيسة سيستين في الفاتيكان. تم رسمها العام 1511، وتجسد حسب الإنجيل القصة الواردة في سفر التكوين حين قام “الله الآب بنفخ الحياة في آدم أول إنسان”. لوحة خلق آدم تعد حسب الترتيب اللوحة الرابعة في سقف كنيسة سيستين في الفاتيكان، والتي قام ميكيلانجيلو برسمها جميعا في الفترة بين أعوام 1508-1512، وتعتبر اللوحة الأبرز بين اللوحات التسع المتتالية على سقف الكنيسة والتي تغطي مساحة 1100 متر مربع.

    اللوحة مقسمة تقريبا إلى جزئين، الجزء الأيسر يمثل الأرض حيث يظهر آدم ممدًا باسترخاء، في حين يمثل الجزء الأيمن السماء حيث “يظهر الخالق” محاطا بملائكة يمد بيده نحو يد آدم وأصابعهما تكاد تتلامسان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..