تحدثنا في مقال سابق عن انجاز الثورة لمرحلتين.الأولى تجميع كتلة ثورية وإسقاط النظام المستبد. والثانية تغيير قوانين اللعبة وإختيار اللاعبين. للأسف تسلل المتضررون من سقوط النظام وقللوا من قوة إندفاع عجلة الثورة.لكن لابد من المضي قدما. لإنجاز المرحلة الثالثة يجب التخلص من التركة السيئة ووضع اسس البناء السليم لتنمية مستدامة. في محاولة لتقديم مقترحات حلول. نبدأ بتحسس ما عندنا. لحسن الحظ هناك أسس قوية علينا البحث عنها وتعضيدها.لدينا تاريخ عريق وحضارة ضاربة في القدم. لدينا وعي ريادي وإحساس قيادي نستحقه عن جدارة. هذا امر أكرمنا به الله وهو مغروس في الجينات . فقط علينا أن نثق في قدراتنا ونحدد أهدافنا. أن ندرس تجاربنا السابقة ونتجاوز منزلقاتها نراجع دراسات مراكز البحوث والمؤسسات الاكاديمية. نقرأ بتعمق كتابات المفكرين. نستفيد أيضا من تجارب الشعوب التي لها خبرات مشابهة.. نفكر في كيفية الإفادة من كل ذلك. نستخلص حلول و نختار الأنسب للمرحلة . نطبق أنسبها لحالتنا الراهنة وأكثرها ملاءمة لمرحلة ما بعد إنتصار الثورة.نحدد المنهج والمسار والأولويات. ونضع السياسات الصحيحة. نختار أدوات التطبيق الفعالة.الموارد البشرية .التمويل المناسب. القوانين والإعلام و… . نستنفر كل الطاقات. نواصل تعقب بؤر القلاقل في مؤسسات الدولة. نبعد المتقاعسين. نتابع تنفيذ الخطط. نتكيف مع المستجدات الداخلية والخارجية. نؤهل قياداتنا الوسيطة والمستقبلية. الأهم في كل ذلك هو طرح الأسئلة الصحيحة للبحث عن الإجابات التي تحقق أهدافنا. من نحن وماذا نريد أن نحقق وكيف نحققه كأفضل ما يمكن و بأقل تكلفة وفي أقصر وقت؟
لدينا كتلة ثورية قائدة. لدينا شعب واعي وصبور ومتفهم. لدينا الإرادة القوية. لدينا أحلام مشروعة. نملك كل الموارد المطلوبة . ماالذي ينقصنا لنعود دولة عظمى؟ لنبدأ أولا بتجميع الكتلة القوية الفعالة. لكل كيان مهم وجيع. والسودان لأهله وللعالم بلد في غاية الاهمية.
أين وجعاء السودان؟
