أخبار الرياضة

أكدا فعلياً “ما خاب من راهن على الشباب” ..”أباذر والجزولي” يؤكدان النظرة الثاقبة لـ”فيلسوف” الكرة السودانية

المواكب : علي هباش

“أوصيكم بالشباب خيراً فإنهم أرق أفئدة ؛ لقد بعثني الله بالحنيفية السمحة فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ”. هكذا أوصى أشرف خلق الله ورسول الأمة الإسلامية “محمد صلى الله عليه وسلم”، لاستبشاره خيراً في الشباب، الذين يعتبرون نصف الحاضر وأمل المستقبل، وظل التاريخ يشهد بالقوة الشبابية، ومساهمتها في رفعة الأمم وتقدمها، بالطاقة الإيجابية والمواهب العالية والدماء الحارة، التي يتمتع بها “الشبان”، الذين يكفي القول السائد والمنتشر “نصرني الشباب عندما خذلني الشيوخ”، ويشير ما سبق إلى أهمية الإعتماد على الشباب والإيمان بالدور الكبير الذي يمكن أن يقومون به، في سبيل نهضة الدول، بكافة المجالات، وفي كرة القدم الحديثة، تحديداً، نجد أنها باتت تعتمد على الشباب أو الفئة الشابة ..

هنا في السودان، عرفت مسابقة الدوري الممتاز الجارية حالياً، بروز العديد من “الشبان” مع أنديتهم، إثر تطبيق اللائحة التي أصدرها اتحاد الكرة السوداني، بضرورة وحتمية إشراك اللاعبين ذوي الأعمار الصغيرة “الشباب”، عبر التشكيلة الأساسية لكل مباراة، مع فرقهم، وإلزام كل فريق بتطبيق ذلك، والذي يمتنع عن ذلك سيكون معرضاً للعقوبة، وأعاد الاتحاد السوداني لكرة القدم؛ الذي يقف على رأس هرمه الإداري، البروف كمال شداد، ذلك لعدم وجود بطولة قائمة بذاتها للشباب، والاستفادة من مشاركتهم مع الفرق، في تجهيز منتخب شباب يمثل البلاد في البطولات القارية الخاصة بـ”الشباب” خاصة بطولة أمم أفريقيا للشباب، وخوض التصفيات المؤهلة من القارة السمراء لمونديال الشباب ..

وترك هذا القرار أو اللائحة، ضجة كبرى بالأوساط الرياضية، حيث رأى الكثيرون عدم الجدوى أو الفائدة من هذه اللائحة، التي تعللوا بأنها تسهم في إنقاص قائمة الفريق الذي يلعبون به، لعدم امتلاكهم الخبرة الكروية اللازمة لخوض مباريات تنافسية قوية مثل الدوري الممتاز، والتخوف من تعرضهم للإصابات لعدم اكتمال نموهم الجسماني، بالشكل الذي يجعلهم ينافسون أصحاب أجسام أكبر منهم ويفوقونهم في اللياقة البدنية.

قبل أن يأتيهم الرد العملي الذي يعكس النظرة الثاقبة لاتحاد الكرة السوداني، من داخل أرضية الميدان، بأن الكرة ليست بالخبرة وقوة الأجسام، وإنما هي موهبة تتفجر وعطاء يبذل داخل المستطيل الأخضر، حيث أفرزت اللائحة بزوغ نجم أكثر من لاعب يتنبأ له الخبراء والمراقبين لمباريات الدوري، بمستقبل مشرق وباهر في الكرة السودانية، على سبيل المثال لا الحصر، لفت ثنائي القمة ومنتخب الشباب أباذر عبد المنعم لاعب الهلال والجزولي نوح لاعب المريخ، الانتباه والأنظار لهما بشكل ملفت، في أعقاب المستويات الرفيعة والمتطورة التي قدماها خلال المباريات الأخيرة لهما مع فريقيهما.

واستطاع أباذر عبد المنعم “ميسي الصغير”، أن يفجر موهبته الكروية وينبئ بميلاد نجم لا يشق له غبار في المواعيد القريبة المقبلة، حيث ظل من أبرز نجوم المباريات التي خاضها مع الأزرق، وأبرز “أباذر”، لمسات تشير إلى امتلاكه موهبة كروية عالية وأنه صاحب فنيات على طريقته الخاصة، يستخدم فيها قدمه اليسرى، ولم يتهيب “ميسي الصغير” التجربة الكبيرة، حيث ظهر ثابتاً ولم يتوتر، ليكون له إسهام واضح وتأثير كبير في انتصارات فريقه، وقد أحرز هدفاً على طريقة الكبار في مباراة توتي الخرطوم الأخيرة، عندما واجه الحارس المخضرم حافظ أحمد محمد في وضعية انفراد ويضع الكرة بطريقة ذكية في الشباك، ومنذ الوهلة الأولى الذي ظهر فيها “أباذر” ظل حديث الجماهير.

بالمقابل يقدم المهاجم الشاب الجزولي نوح، مستويات قوية رفقة الأحمر، حتى أنه استطاع أن يكتب نفسه هدافاً للفريق في البطولة المحلية بامتلاكه لـ”3″ أهداف، بعدما سجل هدفين في لقاء هلال التبلدي أمس الثلاثاء، واللذين كان لهما الدور الكبير عودة الصدارة للمريخ، وبرهن “الجزولي” أنه مهاجم قادم بقوة يمتلك كافة المواصفات التي تتوفر لدى المرعبين، منها التسجيل عبر “الضربات الرأسية”، وسبق للجزولي نوح أن لعب بدوري الأضواء لفريق الجريف الخرطوم، قبل أن ينضم للمريخ، ما يوضح أنه تدرج في الكرة.

قبل ظهور “نوح وأباذر”، كان حضور الأسماء الشبابية ضئيلاً في المسابقة القومية، ما أدى لانحسار أسمائهم التي تاهت بين الزخم الذي يجده الكبار، ليعلنا الاثنين ونظرائهم بالفرق الأخرى، قيادتهم لثورة شبابية بالدوري الممتاز، وإثبات وتأكيد النظرة الثاقبة لفيلسوف الكرة السودانية، البروف كمال حامد شداد، الساعي لتطوير الكرة السودانية، عبر اكتشاف مواهب جديدة، بالفئة الشبابية وتعم الفائدة الجميع.
المواكب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..