مقالات وآراء

عليهِ دلائل وإليهِ رموز

هناك جماعة من تجار العملة والسماسرة والكيزان ، وبعضٌ عابِرٌ مِمَّن حضر .. بيصلُّوا جماعة في أتنيه .وأنا لما يبدأوا في اجراءاتم ، بمشي بقعد جنب إشراقة تحت اللبخة ، وانتظرهم .نعم .. انتظر لأنو هم بينتهوا من صلاتهم ، وبيخلُّوا الأباريق مجدعة هنا وهناك ، والمفارش يغمرها التراب ويشيلها الهواء ويطأها الناس بأحذيتهم .ف بجي ألملم الأباريق وأفرِّغها من الموية، وأنفض المفارش وأطويها ، وأخُتَّها ليهم بنظام في مكتب موريس .وهكذا كل يوم، وكل صلاة ظهر وعصر . وكثيراً ، ما الشباب يقولوا لي: ياخ مالَك ومالهم .. انتَ قاعد تصلي معاهم .?! .وصلاتهم دي ذاتها ، هنا ما دايرنَّها نحنَ .

روى أبو هُرَيْرَة ، وأخْرَجَ البخاري أنَّ أعرابِيَّاً نزلَ بساحة المسجد ، والنبيُّ هناك .فصلَّى ، ثُمَّ دعا اللهَ ،قال: ( اللهُمَّ ارْحَمْني ومُحَمَّداً ، ولا ترحم معنا أحداً .) .فقالَ مُحَمَّد ;( لقد حَجَّرْتَ واسِعاً ، يا هذا .).
إِذَنْ ، هذا هُوَ المبدأ .وهُوَ ردِّي على الرفاق الأماجد, لِمَ نُضَيِّق واسِعاً .?. ففي رأيي ، وفي إمكانهم أن يصلُّوا صلاتَهُم ، وفي امكاني أن ألملم الأباريق ، وأنفض المفارش وأطويها ، وأحفظها لهم إلى حين صلاةٍ لهم قادِمة .
ثُمَّ ما لَبِثَ الأعرابي أن بالَ في المسجد . 🙁 .فقامَ إليه الصحابة يهِمُّون أن يقعوا فيه ، ويفتكوا به. فقالَ لهم النَبِيُّ : ( دَعُوهُ ، واهْرِيقُوا على بولِه سَجْلاً من ماء. ). إِذَنْ , هذا أيضاً مبدأ .مبدأ سلوك المسلك الأقصر ،المستقيم المُباشِر، وبأقل ما يُقَال ويُفْعَل ،فلا تنبهم المسالك ، ولا يَضِل السالِك .
ولو سلكَ محمود محمد طه، الطريق المستقيم الأقصر ، وخرجَ من الصندوق لَوَصَل ، ولكانَ بالإمكان تعدادَهُ مُفَكِّراً في جملة المفكرين .ولكنَّهُ آثَرَ أن يكون مُبَشِّراً من المُبَشِّرين ، وجعلَ يَلِف ويدور ويفرفر داخل الصندوق يَحْسَبُ أنَّ هناك تحت القُبَّة فكي 🙁 .وهذا ما فضحَ عُوَارَه ، وبَيَّنَ ضَعْفَه ، وجعلَهُ – في نظري على الأقل – إمَّا متخاذِلاً جباناً ، أو ضعيفاً أصلاً في أصل موهبته ، وبنيته العقلية والنفسية ، فقامت الآلة الإعلامية بسد الثغرات ، وحجب مكامن الضعف والعوار بالنفخ والتضخيم .
كانَ بإمكان محمود النفاذ مباشرةً إلى فكرة الوحي ، وإلي الأسباب التاريخية – في أشراطها الاقتصادية وأبعادها الاجتماعية – والتي جعلت ضروريَّاً خلْق الإله الديني، وتأليف الأديان ، وابتكار الرسالات ، واختراع الجن والشياطين والملائكة .هذا بدلاً من أن يقول ردَّاً على سائل ;( وأنْتَ تسأل ، كيف أعرف شريعتي التي أوتاها من اللهِ بلا واسِطة .?.. والجوابُ ; أنَّك لن تعرف ، قبل أن تبلغ مشارف الفردانية ، بتفريد التوحيد .). طيب ، جميل ..لكن كيف للعوام أن يفردوا التوحيد، أو يبلغوا مشارف الفردية ورؤوسهم مليئة بالخُرافات ، ومُتْخَمة بالأساطير ..?!! .
نعم. هنالك إله ، هناك عقلٌ حكيم وراء هذا الكون ويُدَبِّر الأمر .لكن ما غفلَ عنه محمود هو أنَّ المسألة الجوهرية هي أن نُكَوِّن عن هذا الإله وعن جلالِه فكرة صحيحة لائقة به ، ونقدمها كشكل صحيح للتقوى لا يلجأ إلى الخرافة والذبائح والعرَّافين والملائكة والشياطين والأنبياء الكذبة. بل تصوُّر يقوم بأن نملك عن الإله المعرفة التي تعترف لهُ بالكمال ،وتبعد عنه الضعف والشهوات والغضب ، والرغبة في أن يُعْبَد. إنَّ الخالق الذي يطلب من المخاليق أن يعبدوه ليسَ إلهاً .من المؤسف أن يكون محمود اقتربَ من هذا المعنى ، ولكنَّهُ جَبُن ، وكانَ الأساس خاطِئاً .. فقد كتب ;( حقيقةٌ دقيقة يقوم عليها التوحيد ، وهي أنَّ الخلق ليسوا غير الخالق ، ولا هُم إيَّاهُ ، وإنَّما هُم وجهُ الحكمة العمليَّة ، عليهِ دلائل ، وإليهِ رموز .).

شكري عبد القيوم

‫2 تعليقات

  1. لالا لا يا شكري عبد القيوم، لا تقل إنَّ الخالق الذي يطلب من المخاليق أن يعبدوه ليسَ إلهاً! ولماا اله يخل المخلوات ويمنحها العقل والادراك؟ أم يخلهم هكذا عبثاً؟ إت مهمة العقل ومساعدة الفطرة كلها نوازع إلى معرفة الضرورة المنطقية لوجود سبب ومسبب لهذا الوحود، وعليه فهذا ليس غرض الأديان ولا سبب ارسال الرسل لكي يثبتوا للناس وجود الإله الخالق! فالناس بفطرتهم السليمة وبعلهم الجمعي وبعد التفكر في أنفسهم وفي الكون من حولهم يعرفون في نهاية المطاف حقيقة وجود الإله الخالق! والخالق يقول في سورة الذاريات (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)) ولم يقل ليعرفونِ! حسناً، ولكن إذا لم يطلب منهم الخالق عبادته والتقيد بأوامره ونواهيه ليس لمجرد اظهار سلطة الخالق على خلقه، ولكن لتنبيه الخلق إلى شروط أو قل سننه في الخليقة والحياة مع باقي الخلق من الأحياء والجماد، فكيف يهتدون إلى لك ويعيشون في لام مع أنفسهم وغيرهم على الأرض؟ ف مهمة الدين ذن هي تزويد الانسان بالقيم اللازمة والتوجيهات الضرورية للعيش بسلام على الأرض وحفظ النوع من الانقراض بسبب التناقضات والنوازع المركوزة في الأنا الانسانية وذلك لتهذيبها وكبح جماحها بإخضاعها للمنطق العقلي ودفعها طوعاً من أجل العيش بسلام. وإلى هنا لا حاجة إلى التدخل من الإله بفرض العقاب أو الإغراء لحمل الانسان على التقيد بالقيم الدينية إذا توفرت الضمانة في تقيد الانسان بالقيم الدينية المستوعَبة عقلياً، ولكن من يضمن؟؟ ف ، أو لذا كان لابد من الاغراء بالوعد بالثواب والمنع بالتهديد والوعيد بالعقاب في الآخرة وفي الدنيا أحياناً كما في قصص سنن الله مع الأولين. وحيث العبادة هي تنفيذ أوامر وتعليمات الخالق واجتناب نواهيه وليست فقط الذكر كما في الصلوات والحج رغم أن هدف هذه العبادات بموعودها من الثواب هو التعبئة بالتقوى اللازمة لحمل الانسان على التقيد بالأوامر واجتناب النواهي.
    عليه فلا يمكنك يا شكري النظر للعبادات بهذا المنظور الضيق بمعنى إرادة الخالق فرض محبة خلقه له وهو القائل في العديد من الآيات بأنه لا يضره من ضل عن سبيله أو لو كفر كل من على الأرض. وإلا فإن الانسان لايسحق الأجر في الآخرةعلى شيء ن لم يعبد الخالق وييع أوامره ونواهيه في الدنيا! فالمسيح عيسى (عس) كان يقول لحواريه: «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ وَٱلصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ وَٱلظَّالِمِينَ. لِأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ ٱلْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ ٱلْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟ مَتَّى 5:43-48
    ** العشارون هؤلاء هم عمال تحصيل الضرائب والمكوس من المواطنين اليهود للحكام الرومان وهم مكروهون لدى اليهود – المعلق.

  2. تصحيح:
    لالا لا يا شكري عبد القيوم، لا تقل إنَّ الخالق الذي يطلب من المخاليق أن يعبدوه ليسَ إلهاً! ولماذا الله خلق بعض المخلوقات ومنحها العقل والادراك؟ هل خلهم هكذا عبثاً؟ إن مهمة العقل و نوازع الفطرة هى لمعرفة الضرورة المنطقية لوجود سبب ومسبب لهذا الوجود، فهذا ليس غرض الأديان ولا سبب ارسال الرسل لكي يثبتوا للناس وجود الإله الخالق! فالناس بفطرتهم السليمة وبعقلهم الجمعي وبعد التفكر في أنفسهم وفي الكون من حولهم يعرفون في نهاية المطاف حقيقة وجود الإله الخالق! والخالق يقول في سورة الذاريات (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)) ولم يقل ليعرفونِ! حسناً، ولكن إذا لم يطلب منهم الخالق عبادته والتقيد بأوامره ونواهيه ليس لمجرد اظهار سلطة الخالق على خلقه، ولكن لتنبيه الخلق إلى شروط أو قل سننه في الخليقة والحياة مع باقي الخلق من الأحياء والجماد، فكيف يهتدون إلى ذلك ويعيشون في سلام مع أنفسهم وغيرهم على الأرض؟ ف مهمة الدين إذن هي تزويد الانسان بالقيم اللازمة والتوجيهات الضرورية للعيش بسلام على الأرض وحفظ النوع من الانقراض بسبب التناقضات والنوازع المركوزة في الأنا الانسانية وذلك لتهذيبها وكبح جماحها بإخضاعها للمنطق العقلي ومن ثم دفعها من أجل العيش بسلام. وإلى هنا لا حاجة إلى التدخل من الإله بفرض العقاب أو الإغراء لحمل الانسان على التقيد بالقيم الدينية إذا توفرت الضمانة في تقيد الانسان طوعاً بالقيم الدينية المستوعَبة عقلياً، ولكن من يضمن؟؟ ف ، أو لذا كان لابد من الاغراء بالوعد بالثواب والمنع بالتهديد والوعيد بالعقاب في الآخرة وفي الدنيا أحياناً كما في قصص سنن الله مع الأولين. وحيث العبادة هي تنفيذ أوامر وتعليمات الخالق واجتناب نواهيه وليست فقط الذكر كما في الصلوات والحج رغم أن هدف هذه العبادات بموعودها من الثواب هو التعبئة بالتقوى اللازمة لحمل الانسان على التقيد بالأوامر واجتناب النواهي.
    عليه فلا يمكنك يا شكري النظر للعبادات بهذا المنظور الضيق بمعنى إرادة الخالق فرض محبة خلقه له وهو القائل في العديد من الآيات بأنه لا يضره من ضل عن سبيله أو لو كفر كل من على الأرض. وإلا فإن الانسان لايسحق الأجر في الآخرة على شيء إن لم يعبد الخالق ويطيع أوامره ونواهيه في الدنيا! فالمسيح عيسى (عس) كان يقول لحواريه: «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ وَٱلصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ وَٱلظَّالِمِينَ. لِأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ ٱلْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ ٱلْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟ مَتَّى 5:43-48
    ** العشارون هؤلاء هم عمال تحصيل الضرائب والمكوس من المواطنين اليهود للحكام الرومان وهم مكروهون لدى اليهود – المعلق.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..