مقالات وآراء

دموعك غالية يا ترباس..!!

كمال الهِدَي

 

  • قناة الهلال واحدة من القنوات التي يصعب التعلق بها رغم استغلالها لهذا الاسم الكبير.
  • لم أعتد على متابعتها لأكثر من دقائق أي مباراة يكون طرفها الهلال قبل أن أهرب منها سريعاً بعد إطلاق الحكم لصافرة النهاية.
  • وفي مناسبتين حضرت تلك اللقاءات التي كان يجريها (سلطان) زمانه مُحاطاً بجيوش من المذيعين والمذيعات المتهافتين الذين تعودوا على الإحاطة به كما السوار حول المعصم.
  • حدث ذلك في زمن مضى بكل شروره وآثام وجرائم سادته.
  • وبعد قيام الثورة لم تخيب هذه القناة القميئة ظني فيها، حيث استمرت في دس السم في العسل، وفتح المجال أمام المخربين و(بعض) مفسدي الذوق العام.
  • وبعد أن توهم بعض مذيعيها ومذيعاتها أنهم صاروا  فرساناً وفارسات راحوا يحدثون الناس عن الثورة وضعف حكومتها في مواجهة التحديات، تماماً مثلما تفعل مذيعة مثل أم وضاح، أو يصرح فاسد مثل كرتي أو (يجعر) إعلامي مثل حسين خوجلي.
  • قبل ساعات وصلني على هاتفي النقال فيديو لحلقة استضاف فيها مذيع ومذيعة بقناة الهلال المطرب كمال ترباس.
  • شكي ترباس خلال الحلقة من سوء أوضاع المطربين والمطربات بسبب حالة الإغلاق المفروض جزئياً بسبب وباء الكورونا.
  • ومن حق ترباس كأي مواطن سوداني، وكصاحب مهنة أن يشكو من سوء الحال وتدهور الوضع الاقتصادي في البلد جراء ضعف الحكومة ورداءة أداء وزرائها وخيانة جُلهم لشعارات الثورة.
  • لا ضير في أن يشكو شخص ممثل ترباس أو غيره ممن كانوا حتى وقت قريب يُسبحون بحمد الطغاة ويغنون لهم في الجلسات الخاصة والعامة، فهم في نهاية الأمر من مواطني هذا البلد.
  • لكن عندما يطيل هؤلاء ألسنتهم أكثر من اللازم ويحاولون التدثر بأثواب المناضلين والحادبين على مصلحة البلد، فلابد من تذكيرهم سريعاً بأنهم كمطربين غير وطنيين ما كان يهمهم سوى اكتناز الأموال طوال سنوات الظلم والفساد والتمكين قد أدوا أسوأ الأدوار خلال تلك الفترة كالحة السواد من تاريخ السودان.
  • ولو كنتم يا نجوم (ورق) ذلك الزمان الأغبر قد ساهمتم ولو بالقليل في توعية أفراد الشعب العاديين وحثهم على انتزاع حقوقهم لما طال الظُلم واستطال بذلك الشكل الذي أثر على حاضرنا وسيلقي بظلاله دون شك على مستقبلنا أيضاً.
  • نعم حكومة حمدوك التي يسيرها بعض فلول النظام القديم بالإضافة لعدد من بلدان الإقليم والمؤسسات الدولية التي لا تريد الخير لشعوب البلدان الفقيرة فاشلة، بل الأكثر دقة أن نقول إنها ناجحة جداً في التآمر على الشعب الثائر وعلى الوطن.
  • لكن ذلك لا يبرر إطلاقاً تعالي أصوات  و(لعلعة) من ساعدوا المفسدين بتخدير الشعب وشغله بتوافه الأمور خلال سنوات حُكم أولئك (المقاطيع).
  • فقد كنتم لهم سنداً وعضداً.
  • فيكم من تغني لهم.
  • وبينكم من سخر قلمه للتطبيل وتزيين الباطل والإطراء على القتلة والمجرمين والمفسدين لكي تُفتح له/لها أبواب الثراء السهل وغير المشروع.
  • وما نشاهده الآن من تدهور في كافة مناحي حياة أهلنا  نتاج طبيعي لتلك السنوات العجاف التي كان لهم لكم نصيب الأسد في سوئها باستغلالكم السيء للشهرة والنجومية.
  • فالوضع الاقتصادي بدأ في التدهور قبل أن يُلقى ببعض قادة حكومة المؤتمر اللا وطني في مزابل التاريخ.
  • وإن نسيتم أن السودانيين كانوا يقفون في الصفوف لأيام لكي يحصل الواحد منهم على حفنة جنيهات من حسابه بالبنوك، فنحن لم ولن ننسى.
  • ولو تغافلتم عن حقيقة أن المتخاذلين في حكومة الثورة وبعض مصاصي دم الشعب المغلوب الذين يتبخترون هذه الأيام هم تربية أولئك اللصوص والمجرمين الذين حكموا البلاد على مدى ثلاثة عقود أساءوا فيها استخدام كل شيء حتى تمدد جيل من عديمي النخوة وضعيفي الحس الوطني على أيديهم، فمن واجبنا أن نذكركم.
  • نذكركم حتى لا تُضللوا الناس بتصوير الأوضاع وكأن كل هذا السوء قد هبط على السودان فجأة بعد أن كان مواطنه يرفل في النعيم ويعيش حياة الرخاء والطمأنينة.
  • فالمخدرات انتشرت في زمن حُكم الكيزان كانتشار النار في الهشيم وصارت تورد لبلدنا عبر الحاويات.
  • والأمن لم يكن مستتباً إطلاقاً وظللنا نسمع كل يومين أو ثلاثة عن جرائم اغتصاب الأطفال واعتداءات عصابات النيقرز على الأبرياء.
  • والحالة الاقتصادية لم تكن استثناءً، فقد بلغت المعاناة حداً لا يُطاق، وانعدم الخبز والدواء، وصارت المدارس أشبه بـالـ (خرابات)، وإلا فمن أين ولأي هدف تأسست  منظمات طوعية مثل (سيدسو) العطاء بمبادرة من ربانها الراحل المقيم دكتور أحمد النعيم، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح الجنان.
  • صحيح أن الدولار لم يبلغ حاجز الثلاثمائة جنيه وقتذاك، لكن الطبيعي أن تتزايد الأرقام طالما أن اللصوص أفرغوا البلد من كل ثرواته وباعوا موارده ومحاصيله وحتى دماء أبنائه برخص التراب.
  • كل ما تقدم ليس مبرراً لحكومة حمدوك (غير المحترمة) بالطبع.
  • فقد استمر هؤلاء أيضاً في ذات أكاذيب الكيزان وتقاسموا المناصب واستأثروا بالثروات دون أن يقدموا لهذا الشعب الثائر ما يستحقه من حياة كريمة كنوع من رد الجميل والإيفاء بحقوق شهداء الوطن.
  • لكن من أين جاء حمدوك ورهطه!
  • أليس جُلهم من تربية كيزان (السجم) الذين غنيتم لهم يا ترباس وأيدتموهم يا أم وضاح وحسين خوجلي وبقية جوقة المطبلين!!
  • حمدوك نفسه لم يعرف السودانيون ولا حتى اسمه قبل أن ترشحه حكومة (الساقط) البشير لمنصب وزير المالية.
  • لم نغفل هذه الحقائق طوال الأشهر الماضية، لكننا تعشمنا في أن يضغط الشعب الثائر على حكومته حتى تحقق ولو جزءاً مما قامت من أجله الثورة.
  • لكن المؤسف أنه لا الشعب ضغط ولا هؤلاء أحسوا بمعاناة الناس.
  • ولهذا استمرت الأكاذيب والأخبار الملفقة وأفسحت الحكومة بضعفها المجال لكل مندس لكي ينفث سمومه ويسهم بقدر ما في زيادة الوضع سوءاً على سوء.
  • مع كل صباح تسمع تصريحاً لوزيرة المالية – التي تبدو (دعامية) أكثر من آل دقلو أنفسهم – عن قروض وهبات ودعم بملايين الدولارات، إلا أن الشعب لا يشعر ولو بدخول دولار واحد في خزينة الدولة.
  • فمثل هذه الملايين التي تحدثنا عنها الوزيرة وغيرها من المسئولين يفترض أن يحسها الناس في معاشهم اليومي.
  • والشاهد أنه مع كل إعلان عن (فتح خارجي) جديد يضيق الخناق على المواطن في معاشه، وهذا ما يؤكد أن حُكام اليوم لم يأتوا من أجل خدمة هذا الوطن  والمواطن كما يزعمون.
  • فالقادة الوطنيين في أماكن أخرى حولوا بلدانهم إلى جنان خضراء بأقل دعم خارجي بالرغم من قلة مواردهم الذاتية بالمقارنة مع السودان الثري في كل شيء، إلا من الزعماء السياسيين الغيورين عليه والمخلصين لقضاياه.
  • نعود لبكاء ترباس ولهجته الحزينة لنبدي استغرابنا الشديد من المذيع والمذيعة الذيِن أحزنتهما دموع هذا المطرب وناشداه بألا يهجر الوطن لأن السودانيين يحتاجونه، وكأن انصلاح حالنا يتوقف على الغناء.
  • البلد فقد كفاءات نادرة يا مذيعي قناة الهلال ولم نسمع بمناشدتكم لهم أو لحكومة (الساقط) بأن تحافظ عليهم وتوفر لهم سبل العيش الكريم حتى لا يغادروا، فماذا لو رحل ترباس أو غيره من مطربين لم يكونوا أصحاب قضية في يوم!!
  • دموع ترباس كمواطن سوداني من حقه أن يعيش في بلده معززاً مكرماً غالية نعم، لكنها ليست أغلى من دموع عشرات الثكالى ممن فقدن فلذات أكبادهن الأبطال الذين قدموا أرواحهم الغالية مهراً لتغيير لن يكتمل طالما بيننا إعلاميين بهذه السذاجة والسطحية وقلة الاحترام لقضايا الوطن الكبيرة، وما دام يحكمنا بعض الأقزام.
  • فهل من عودة للشارع الذين تلك الكوكبة من الشهداء الأبرار لكي نضمن تصحيح هذه الثورة التي سُرقت في وضح النهار!!

 

 

ردإعادة توجيه

‫3 تعليقات

  1. كثير من شباب هذا البلد ضاقت به سبل الحياة في بلده وغيره يرفل في النعيم بغير وجه حق .. فذهب عبر السنبك الى المجهول وهذا الضيف يحدثنا بأن لديه اقامة في دبي رغم الفارق في المقارنة بين هؤلاء المطربين والشباب !!!
    العالم كله تأثر بجائحة كورونا اقتصادياً واجتماعياً وفرضت القيود على الكل ولم نسمع شكوى علناً وكنا نظن ان لهؤلاء دوراً في التوعية الصحية على الأقل ولكن عندنا في السودان العجب فهؤلاء همهم جمع الاموال ..
    لقاء تلفزيوني لم يكن موفقاً ابدا سواء من بعض معدي ومقدمي البرامج او من الضيف الذي اهدر دموعاً في غير موضعها (يا ترى كم من شخص ضاقت به سبل العيش واخفى دموعه) حقيقة كان المشهد مدهشاً وحزيناً ليس لشكوى الضيف ولكن على تواضع قدرات بعض معدي ومقدمي البرامج من الشباب ..
    تحياتي

  2. إستمع جيداً لكلمات المطرب (البكاي) على وزن الشيخ (البكاي) وسوف تكتشف أن بكاء ترباس كان ترجمه لتحريض جاءه من الخارج والمحرض المدعو الكاردينال وحسب ترباس أن الكاردينال إتصل به من دبى وتحدث معه عن الحاله المعيشيه فى البلاد ثم فتح له أبواب قناته الفضائيه ليُفرغ لمشاهدي قناته غثائه المتعفن والاغنية التى اعقبت ولولته لم تك ضمن السيناريو وحسناً فعل مخرج البرنامج عندما اذاع الأغنية التى إستخدمها كل من حضر البرنامج ضد ترباس الذى كان يريد منا عدم الإهتمام بالأيام وضربها ما استطعتم بالجزمه القديمه!!.
    عليكم يا كتابنا بالفيل وليس ظله فآمثال ترباس عادة ما يكونوا مآمورون ومثل هذه الترهات لها ثمنها ولا إعتقد أن إمارة دبى سوف توفر له سكناً وتدفع له إعانه كون أنه (هج) إليها هرباً من إضتهاض دولته له أو معاناة من عنصريه وترباس يستطيع أن يعمل عربجياً او عتالاً او حتى سائقاً لركشه فكل هذه الوظائف شريفه وشاغليها شرفاء وليس هناك ما يعيب طالما كان العمل شريفاً وعلى الآقل هناك من يعتقد فى أن الغناء به شبهة تحريم!! يا ترباس خاتمان من أصابعك تملكك (دفار) فى الحال فما تقعد تتبكى لينا نحن ماناقصنك وكفانا بكاء الشيوخ!!.

  3. قناة الهلال قناة مفروض تكون رياضية ،،،تهتم باخبار الكورة اولا،،،الملاحظ أن القناة بقت ماشة في اتجاه معاكس في الآونة الأخيرة، ،يعني بعض المذيعين داير يعملها قناة إخبارية وسياسية وكمان معارضة للثورة،،،،فهمنا انو المذيع داير يسبح عكس التيار بمعارضة الثورة،،،طيب مدير القناة وين،،،القناة حققت جماهيرية واسعة خلال رمضان الماضي والذي قبله عندما كانت لسان الثورة واسر الشهداء ،،المفروض تحافظ على مكتسباتها،،وتحاول إحراز مزيد من التقدم في رمضان القادم..،يعني التوازن مطلوب،،ومراعاة الذوق العام ،،والابتعاد عن مجاراة قنوات الفلول….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..