سونا والشيوعي وحرية التعبير

اعتبرها الحزب الشيوعي استمراراً لسياسات النظام البائد في التعتيم على القوى السياسية الاخرى واستخدام المنصات الاعلامية الرسمية لخدمتها، ولفت الحزب إلى ان تجمع المهنيين ولجنة المعلمين هي اجسام قائمة بذاتها وتمثل عضويتها ولا يمكن نسبها للحزب الا لخدمة أجندة بعض القوى الهادفة لضرب كل القوى الثورية الحية) هذا ماقاله الحزب الشيوعي في بيانه عن اعتذار وكالة السودان للأنباء، استضافة مؤتمر صحفي للحزب كان ينوي تخصيصه للحديث عن ميزانية 2021.
وقبلها كانت سونا اعتذرت عن استضافة مؤتمر صحفي لتجمع المهنيين كان يعتزم إقامته للحديث حول قضية اختطاف وتعذيب واغتيال الشهيد بهاء الدين نوري، وإعلان الخطوات التصعيدية بعد انقضاء المهلة التي منحها للسلطات.
ولكن رفضت سونا بحجة ان تجمع المهنيين تقدم بطلب ثالث في التاسع من يناير لمعاودة الحديث حول قضية الشهيد بهاء الدين نوري، هذه المرة ارتأت إدارة الوكالة ألا تستضيف هذا النشاط لأنها أفسحت للتجمع ما يكفي وقالت انها أتاحت منبرها لتجمع المهنيين السودانيين في ديسمبر حول قضية الشهيد بهاء الدين ثم استضافت مؤتمراً صحفياً للتجمع في 3 يناير 2021 حول موقفه من قانون النقابات ونشرت النصوص والفيديوهات كاملة وتضمنت كلها انتقادات حادة لسياسات الحكومة.
فاعتذار الوكالة للمهنيين الذي رأت انها اتاحت فرصاً متقاربة له أو بسبب مناقشة ذات موضوع ، يمكن ان يجد القبول ، ولكن يبقى اعتذار الوكالة للحزب الشيوعي بحجة انها أتاحت الفرصة لتجمع المهنيين ولجنة المعلمين هو اعتذار غير مقنع وتبرير ضعيف لأن تجمع المهنيين ولجنة المعلمين كيانات نقابية لها رؤيتها الخاصة في تعاملها مع قضايا الراهن السياسي ولا تمثل الحزب الشيوعي، حتى ولو كان بها عدد من الأعضاء ينتمون للحزب ، فهذه نظرة قاصرة وظالمة ، فيها كثير الظلم والتجني على حرية التعبير والمحاولة لإسكات صوت حزب كبير ساهم اسهاماً عريضاً في عملية التغيير، وكان له الدور الأكبر والمشهود أضف الى موقفه الواضح غير المتذبذب تجاه ثورة ديسمبر المجيدة.
أما ما هو أسوأ من ذلك ان تعمل وكالة إعلامية قومية تعتبر المنصة الأولى في السودان ،وفي زمن الحريات على اسكات الأصوات ، في تعدٍ واضح على حقوق وحرية التعبير ، بعد ان استبشر الناس خيراً بتحريرها من قبضة النظام البائد الذي سخرها لنفسه وحولها الى منبر حزبي ضيق ، يعمل ليل نهار في اجراء عمليات التجميل لتحسين وجه الحكومة ، والتستر على عيوبها ، وإظهارها بطلةٍ كاذبة، حتى فقدت الوكالة ثقة المتلقي الذي هجرها سنين عددا، وعادت سونا بأمر الثورة وكالة سودانية خالصة ، واستعادت تلك الثقة ، وحققت نجاحاً كبيراً ، ولكن ان حاولت سونا العودة الى ارتداء جلبابها القديم ، لتكون منبراً إعلامياً حكومياً ، يفتح أبوابه فقط للذين يقدمون الحكومة دائماً بطلة بهية جذابة خالية من العيوب ،ستعود سونا بلا شك الى منبر حزبي لن يحترمه المتلقي ، ومن قال ان الثورة جاءت لتعيد سياسات بائدة عقيمة ، لاسيما ان أهم شعاراتها هي الحرية والعدالة
وسونا بمنع الشيوعي من إقامة مؤتمره تعدت بلا شك على هذين الشعارين ، بالتالي على الثورة بطريقة مباشرة ، ومن قال ان الثورة وشبابها يريدونها هكذا فثورة خرجت شوارعها أكثر من مرة ضد الحكومة لتنتقد سياساتها لن ترفض أبداً ان تستمع لغيرها فالحزب له الحق ان يبدي رأيه في ميزانية العام وغيرها من القرارات السياسية كغيره من الأحزاب، أياً كانت هذه الآراء سلبية أم إيجابية هذا حقه، فلماذا تحاول ان تستخدم (لاصقاً) على الأفواه، لتمنع الناس من ان تعبر عن رأيها بشفافية ، فهذا لا يحدث أبداً الا في عهد ديكتاتوري ، أو وكالة تعرف للعامة بأنها منبراً إعلامياً حكومياً واضحاً يعمل لإرضاء الحكومة ويمنع عنها كل مايزعجها حتى تنوم هادئة البال
وغريب ان تتسع سماء التغيير وأرضه لإعلام الفلول ليمارس أقسى أنواع النقد الهدام لثورة ديسمبر المجيدة، وتضيق فضاءاته لحزب يناصر الثورة ويعمل على تحقيق أهدافها ومطالبها.. غريب !!
طيف أخير :
فمن يُريدك أرادك بالذي تكُن
الجريدة
(بقى اعتذار الوكالة للحزب الشيوعي بحجة انها أتاحت الفرصة لتجمع المهنيين ولجنة المعلمين هو اعتذار غير مقنع وتبرير ضعيف لأن تجمع المهنيين ولجنة المعلمين كيانات نقابية لها رؤيتها الخاصة في تعاملها مع قضايا الراهن السياسي ولا تمثل الحزب الشيوعي)
ياسلام!!
طيب اذا كانت كيانات لا تمثل الحزب الشيوعي فلماذا اصرار الحزب على اختراقها ما دامت تختلف عنه!
بالمناسبة كان هناك تعاطف كبير مع الشيوعي مع بداية الثورة فضاع ذلك التعاطف بل تحول في نطاق واسع الى عداء لأن الحزب يعمل بطريقة يستغفل فيها الناس وكراع جوة الحكومة وكراع برة الحكومة وهو يقوم بعمليات تمكين أسوأ بكثير من عمليات تمكين الكيزان!! لذلك فإن ما يقوم به الحزب ليس نوعا من الفهلوة والشطارة كما يعتقدون بل غباء قاتل!
البنت دي قابلة عندنا قنابير؟
صحفية عايزة البل!!
هل إنضمام الحزبيين للأجسام المهنية و النقابية و الكيانات الفنية و الإجتماعية ممنوع؟
و لأننا برضو ما عندنا قنابير نرجوا إثبات حكاية الكراع الجوة دي بالأسماء و المناصب؟ مع العلم بأن الحزب الشيوعي لم يرشح أحداً لأي منصب.
يا بابا النقابات دي تجمع مهني تجمع اصحاب المهن فيهم الكوز وفيهم الاتحادي وفيهم حزب الامة وفيها الشيوعي وفيه الغير منتمي لو ما كنت فاهم وتكتب فهذي مصيبة وان كانت فاهم وتحاول تشتيت الكورة فمصيبتك اكبر وتكون منافق ومدلس
# لعلمك..او لجهلك!!! فإن الحزب الشيوعي قد انسحب من قحت منذ عدة شهور!!! ومن حق افراده..بل أفراد أي حزب ان يكونوا اعضاء في كل النقابات والمنظمات المختلفة!!!
# اما بخصوص التجمع فقد اجري انتخابات حرة ونزيهة ؛ اتت بالعضوية الحالية!!! فلا داعي التزييف الحقائق!!
# عموما فإن الكثير من السودانيين ليسوا شيوعين!! ولكنهم مع خط الحزب المصادم لكل أنواع الظلم والفساد!!!
# فالشعب السوداني واعي جدا…ويميز الغث من السمين!!!
# اصحي يا ترس…لم تسقط بعد!!!
يبدو ان مدير سونا محمد عبدالحميد مثله مثل سكرتير مجلس السيادة اللواء امير ومثله مثل مدير مكتب رئيس الوزراء بخيت ، جميعهم قد تلبستهم شهوة السلطة ، وانهم تقمصوا دور الرئيس الآمر الناهى الفعال لما يريد ، جميعهم ليست لديهم الوعى الكافى بأن هذه الثورة ثورة تغيير ، تغيير في المفاهيم وفى السياسات ، وجميعهم يظنون ان الحكومة هي القابضين على الثروة والسلطة ولا يفهمون ان الحكومة هي شقين الذين يجلسون على السلطة والمعارضة ، ويبدوا ان كلهم يزحفون على بطونهم لارضاء من بيده السلطة ويخافون على مواقعهم ، هذه واحدة من مساوىء استجلاب اداريين وتنفيذيين من خارج الوطن ، لم يستنشقوا البمبان ، ولم تنهال سياط العسكر على ظهورهم وبطونهم ووجوههم ، لم يستقبلوا الوجوه الكالحة لأفراد الامن ، بل لم ييقوا اهاناتهم وهو الزنازين ، عندما كان يتنعم محمد عبدالحميد في الهواء البارد في هولندا :ان المعارضين هنا كل يوم تقتحم بيوتهم ويساقون الى زنازين موقف شندى ( يا ترى هل يعرف محمد عبدالحميد هذا ماذا يعنى موقف شندى ؟ ) وغدا اذا حمى الوطيس مرة أخرى سوف يحمل بقجه ويرجع الى هولندا ويبقى نفس هؤلاء المعارضين الذين رفض لهم ان يستضافوا في سونا التي هي ملك للشعب وللثوار ، وليست ملكه هو الوافد اليها من خارج البلد عند الساعة الخامسة والعشرين بعد ان مزق الرصاص جسم كشة واصحابه .
تبرير فطير الذى ساقه محمد عبدالحميد وساذج ومتهافت بأنه استضاف تجمع المهنيين او انه من طرف خفى أراد ان يوحى بأنهما كيان واحد وهذا اما جبن منه الا يقول ذلك مباشرة او ان هناك جهة مخابراتية او امنية معادية فرضت عليه ذلك وبذا يكون خاضع لسلطات غير سلطته ، اما اذا اعتقد ان الناس اقتنعت بتيريره المتهافت هذا فيكون بذلك يعتقد ان الآخرين مثله . لقد انتزع السودانيين الحق في التعبير بالدماء والتضحيات ، ليست في عام 2018 وما تلاها فقط ، بل من اول يوم قفزت فيه ثلة الانقاذيين في السلطة ، ومنذ ذلك اليوم استعد الشرفاء لتقديم ارواحهم فداء الحرية والديمقراطية ، وللأسف أمثال محمد عبدالحميد هذا لا يعرفون معنى هذه التضحيات ولا قيمة الحرية والديمقراطية ولا حرية التعبير والنشر ، وان ادعوا ذلك ، فالمحك الحقيقى في ممارستها وليست الادعاء بها .