مقالات وآراء سياسية

السودان ونظرية الصدمه

د/ هاشم حسين بابكر

السودان ونظرية الصدمة…!!! د.هاشم حسين بابكر
.فيديو متداول فى وسائط التواصل الاجتماعي رأيت نقله للقراء لخطورته…
.في خمسينات القرن الماضي فكر طبيب نفساني كندي يدعي دونالد كاميرون بفكرة شيطانية اراد أن يعثر بها علي طريقة يستطيع من خلالها أن يغير افكار الانسان بشكل كامل…
.وان يصنع انسانا جديدا مختلفا تماما بأفكاره وعواطفه وقناعاته…!!!؟
.وكان كاميرون يري ان افكارنا ومشاعرنا وأخلاقنا تأتي من مصدرين أولهما ادراكنا للماضي والثاني ادراكنا للحاضر…
.ولكي يصنع كاميرون الانسان الذي يريد لابد أولا ان يلغي الانسان القديم ولابد ان يرجع الصفحة بيضاء قبل أن يكتب عليها ما يريد…
.ولحدوث هذا لابد ان يعرضه لصدمة كبيرة تلغي الماضي وايضا تلغي الاحساس بالحاضر…
.قام كاميرون بتجارب علي مرضاه النفسيين،حيث كان يعرضهم لصدمات كهربية قوية ويعطيهم عقاقير مهلوسة حتي يفقدوا ذاكرتنم،وكان يقتل جميع حواسهم بأن يضعهم في اماكن يسودها الظلام الدامس والصمت المطبق،فلا يشعرون بشيئ حولهم حتي يفقدهم احساسهم ش١بالواقع…
.وقد قامت CIA بتمويل ابحاث كاميرون،وطورتها بعد ذلك وطبقتها علي معتقلاتها في قوانتنامو وابو غريب وغيرها..
.والفكرة الأساسية في نظرية الصدمة هي أن تجعل الطرف الآخر ملكا لك ولأفكارك وقراراتك فعليك ان تعرضه لصدمة كبيرة تجعله مستسلما لك ولكل ما تلقنه له…!!؟
.وفي الوقت الذي كان كاميرون يجري ابحاثه في كندا،ظهر في شيكاغو ملتون فريدمان وكان يعمل في مجال الاقتصاد،وقد أحدث تطورا في نظرية الصدمة فبدلا من تطبيقها علي الأفراد اراد تطبيقها علي الشعوب…!!!؟
.وكانت غاية فريدمان السماح للشركات الامريكية العابرة للقارات أن تتحكم في اقتصاد بلدان باكملها…
.وبما ان الشعوب لا تقبل اطلاقأ ان تصبح حياتها واقتصادها بيد حفنة من رجال الاعمال الأجانب، فلابد من صدمة كبيرة تجعلهم فاقدي الوعي حتي يقبلوابالتغييرات الجديدة..
.وأول دولة طبقت عليها نظرية الصدمة كانت تشيلي…
.نظام الاقتصاد في تشيلي كان اشتراكيا…
.بدأ الأمر بتدبير انقلاب عسكري دعمته امريكا وقد خطط له كيسنجر وكان مديرا الCIA…
.وبعد الانقلاب جائت الصدمة،ارتفاع جنوني في الاسعار..اعمال شغب..اعتقالات تعسفية خطف علني في وضح النهار…فوضي عارمه في البلاد..ارتفاع مستويات البطالة…!!!
.كانت البلاد تسير مسرعة نحو الهاوية…
.وكانت المصائب تتري دفعة واحدة…
.واصيب الناش بشلل في التفكير والفهم ، فلم يعودوا يفهمون ما يحدث ويجري ولماذا وكيف الخلاص…!؟
.وفي لحظة الصدمة هذه يتم عرض الحلول الممنهجة والواضحة والعملية والتي ستنقذ البلاد من الكارثة…!!!
.وذلك بأن تتحول تشيلي(السودان)الي اقتصاد السوق الحر أي أن ترفع الدولة يدها عن الاقتصاد بالكامل لتسوده الشركات الامريكية العالمية العابرة للقارات…
.وقبلت تشيلي(السودان) ذلك والشعب ايضا قبل وانتصرت نظرية الصدمة…
.ولم تكن تشيلي الا الحلقة الأولي في نظرية الصدمة…
.فقد طبقت علي عدة بلدان في أمريكا الجنوبية ثم علي الاتحادالسوفييتي والعراق وغيرها…
.وتقول نظرية الصدمة عندما يغيب وعي الشعب ويعجز عن ادراك ما يدورحوله، ولا يلوح له في الافق اي حل ممكن للتطبيق يخرجه من واقعه السيئ سيقع عندها في الصدمة…
.وعندها يكون مستعدا لقبول حلول خارجية جاهزة، كان من المستحيل أن يقبل بها سابقا علمنا ذلك أم جهلنا…
.وفي السودان بدأت بوادر الصدمة في الظهور وسيطرت اعراضها وفقد الكثيرون أو بدؤا يفقدون الامل…
.والصدمة ان حدثت في السودان لا قدر الله فسيكون مصيره أسوأ من مصير الاتحاد السوفييتي…
.لن تحضر الشركات عابرة القارات كما جرت العادة بل ستحضر جيوش أمميه من دول بعينها لتحتل كل منها مساحة معينة لتحقيق التقسيم لخمسة دول وهو تقسيم متفق عليه ينتظر الصدمه لينال المتسبب في صدمة السودان عبارة شكرا حمدوك…!!!؟؟؟
.حمدوك ومن خلفه يدركون جيدا ما يفعلون بينما من يملك قوة منع الصدمة للاسف فيهم من سمته البلاهة وفيهم من يمنعه جهله من التفكير ولو كان قصير المدى…!!!
.وان تفرقت غنم السودان قادتها العنز الجرباء نحو الصدمة…!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..