كشفت جولة لـ (مداميك) على بعض أسواق السلع الاستهلاكية في العاصمة الخرطوم، عن ارتفاع غير مسبوق للأسعار، على الرغم من التراجع الذي حدث لبعض الأسعار، بسبب تراجع سعر صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني.
وظلت أسعار السلع مرتفعة ما عدا السكر الذي شهد تراجعاً، وتراجع سعر الجوال زنة 50 كيلو من 14,5 ألف جنيه إلى 11 ألف جنيه، وصعد سعر عبوة زيت الطعام نوعية شمس وصباح والطيب زنة لتر إلى 700 جنيه، مقارنة بأسعار لم تتجاوز 450 جنيهاً قبل أيام، وقفز رطل الشاي من 600 جنيه الى 800 جنيه، وعبوة الدقيق زنة واحد كيلو إلى 250 جنيهاً بعد أن كانت بسعر 200 جنيه.
وصعد كيلو الأرز من 240 جنيهاً الى 400 جنيه، وكيلو العدس من 360 إلى 400 جنيه، وصابون الغسيل القطعة الكبيرة تباع بواقع 120 جنيهاً والصغيرة 60 جنيهاً، وارتفع كيلو الطحنية إلى 800 جنيه والجبنة البيضاء 1200 للكيلو، وطبق البيض قفز إلى 900، والحبة تباع بواقع 30 جنيهاً، وكيلو الدجاج 650 جنيهاً.
وعبّر عدد من المواطنين عن استيائهم من استمرار زيادة أسعار السلع الاستهلاكية، موضحين أن كل تاجر صار يتحكم في السعر وتختلف الأسعار من تاجر لآخر. وتقول المواطنة زهراء عمر، إن عدداً من التجار أوقفوا البيع بالدين بسبب عدم استقرار الأسعار. وأصبح المواطنون عاجزين تماماً عن الإيفاء بالتزماتهم اليومية بسبب الغلاء الفاحش الذي هيمن على كافة أسواق السلع الاستهلاكية، بجانب الخضروات والفواكه واللحوم. وأضافت أن المواطنين يشترون بنظام “رزق اليوم باليوم” وبكميات قليلة جداً بسبب ارتفاع الأسعار، وما وصفته بالاستغلال الجشع من التجار.
من جانبه، حمّل التاجر صلاح علي، مسؤولية الارتفاع الذي تشهده الأسواق للشركات وتجار الجملة، الذين قال إنهم يفاجئونهم يومياً بأسعار مختلفة ويرجعون السبب لارتفاع الدولار.
في الأثناء، حذرت الأمم المتحدة من خطورة تفاقم الأوضاع الاقتصادية في السودان وتأثيراتها على حياة المواطنين.
وكشفت تقارير أممية أن أسعار المواد الغذائية في البلاد تضاعفت ٨ مرات منذ بداية العام، وارتفعت تكلفة الخدمات الصحية بنسبة ٢٨٧،٥٪، في الوقت الذي يقول فيه مكتب تنسيق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة “أوشا”، إن ٩،٦ ملايين سوداني عانوا وما زالوا يعانون انعداما شديداً في الأمن الغذائي.
وقال (أوشا) إن تفاقم الأوضاع الاقتصادية والصحية سيؤدي إلى تفشي الأمراض وإلى العنف والنزاعات، وربما إلى حرب أهلية.
في وقت يقول برنامج الغذاء العالمي، إن متوسط سعر سلة الغذاء المحلية ارتفع إلى ٨٠٠٪، في الفترة من أبريل وحتى سبتمبر ٢٠٢٠، مقارنة بالعام السابق الأمر الذي يؤكد تآكل القوة الشرائية للأسر.
وحسب توقعات صندوق النقد الدولي، فإن التضخم في السودان سيبلغ معدلات غير طبيعية، نتيجة عدم تطبيق سياسات تتعلق بالدعم الاجتماعي والسلعي وزيادة سعر الدولار.
مداميك – عواطف محجوب
