أخبار السودان

جوبا تتخوف من حرب “سودانية -إثيوبية” شاملة وتحضر لقمة ثلاثية

أعربت دولة جنوب السودان عن قلقها من نشوب حرب بين إثيوبيا والسودان إثر الانتشار العسكري الكثيف على حدودهما، وكشفت عن مساعٍ جديدة للوساطة تقودها، وعن شروط من الطرفين لخوض المفاوضات.

وقال مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية ورئيس الوساطة بين السودان وإثيوبيا، توت قلواك، لـ”الشرق”، إن زيارته الأخيرة للخرطوم مبعوثاً من رئيس بلاده، أتت إثر قلقهم من الانتشار العسكري الكثيف على حدود البلدين، والتخوف من نشوب حرب.

وأوضح قلواك، أن دولة جنوب السودان ستتأثر بهذا الوضع باعتبارها جزءاً من دول الهيئة الحكومية للتنمية الأفريقية “إيغاد”، وجزءاً لا يتجزأ من السودان.

وأضاف قلواك، أن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، اتصل برئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، وأعرب عن قلقه من نشوب حرب بين الدولتين.

4 شروط سودانية

وكشف قلواك عن لقاء جمعه بالبرهان، حيث أكد الأخير، استعداده للجلوس مع نظيره الإثيوبي، وأن بلاده لا ترغب في خوض حرب مع أديس أبابا، فيما شدد البرهان على ضرورة انسحاب إثيوبيا من الأراضي السودانية.

ونقل قلواك عن البرهان، طرحه 4 شروط على الجانب الإثيوبي قبل الجلوس مع أبي أحمد، تشمل وضع علامات على حدود البلدين، والرجوع إلى اتفاقية عام 1902، وسحب المزارعين من الأراضي السودانية، وأن تكون إدارة المنطقة الحدودية لمصلحة الحكومة السودانية.

شرط إثيوبي للحوار

وأشار قلواك، إلى أنه ناقش الوضع مع أبي أحمد، خلال زيارته ووفد الوساطة لإثيوبيا، حيث اشترط أبي أحمد سحب القوات السودانية قبل الجلوس على طاولة التفاوض.

ونقل قلواك عن أبي أحمد قوله، إن “وجود تلك القوات في الأراضي الإثيوبية غير مقبول ويمثل احتلالاً ووجوداً أجنبياً غير مرغوب به”.

وأكد قلواك، أنه لا يرغب بدخول الطرفين في حرب شاملة، مشدداً أن عليهما معالجة القضايا بالوفاق والحل السياسي.

قمة ثلاثية

وكشف قلواك عن زيارة مرتقبة للبرهان إلى جوبا خلال الأيام المقبلة، حيث سيلتقي الرئيس سلفا كير لمناقشة قضايا الحدود، فيما سيزور أبي أحمد، جوبا، قبل الدعوة إلى قمة ثلاثية للوصول إلى اتفاق ورؤية سياسية واضحة.

وقال قلواك، إن فريق الوساطة يهدف إلى جمع الطرفين والتوصل إلى اتفاق مع وجود فريق من الخبراء وفقاً للخريطة البريطانية، بدلاً من الدخول في حرب.

وتشهد الحدود السودانية الإثيوبية، منذ أشهر، اشتباكات في منطقة الفشقة الصغرى “جميزة”، بعدما أعاد الجيش السوداني نشر قواته في تلك المنطقة، ليستعيد نحو 90% من أراضٍ زراعية شاسعة كان يستغلها مزارعون إثيوبيون تحت حماية عناصر مسلحة، ويعتبرها السودان جزءاً من أراضيه.

السودان يرفض سحب جنوده

وفي تصريح لـ”الشرق” الأحد، رفض مسؤول عسكري سوداني رفيع، ربط إثيوبيا قبول الوساطة بانسحاب الجيش السوداني من الأراضي الحدودية.

وأتت تصريحات المسؤول السوداني رداً على قول الناطق الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي السبت، إنه “بإمكان البلدين حل النزاع ودياً من خلال الآليات القائمة، بمجرد إخلاء الجيش السوداني المنطقة التي احتلها بالقوة”، ومطالبته بـ”وقف نهب وتهجير المواطنين الإثيوبيين”، وفق تعبيره.

وفي حديثه لـ”الشرق”، شدد المسؤول العسكري السوداني الذي رفض الكشف عن اسمه، على “ضرورة اعتراف الجانب الإثيوبي باتفاقيات الحدود الموقعة مع السودان أولاً، ومن ثم الحديث عن أوضاع المزارعين الإثيوبيين داخل منطقة الفشقة التي تعتبرها الخرطوم أرضاً سودانية”.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..