مقالات وآراء

(عفواً مبدعي بلادي )

رسالة لأبناء الجزيرة..

عصب الشارع
صفاء الفحل
[email protected]

اتمزق حزناً وانا اتابع معاناة بعض مبدعي هذا الوطن وهم احياء ولا يجدون يداً حانيه تمسح احزانهم وتكفيهم شر المعاناة في اخر ايام حياتهم حتي ولو بثمن للدواء او لقمة العيش الكريمة ثم نقوم بكل اسف بالاحتفاء بهم بعد رحيلهم بينما ينعم السياسيين والمرتزقة والارزقية بالعيش الكريم رغم انهم لم يقدموا لهذا التراب غير الذل والهوان والفقر والمرض والتخلف وصناعة التاريخ الاسود الذي أقعدنا حتي اليوم..

وكنا قد تحدثنا كثيرا عن معاناة الفنان ابوعبيدة حسن والشاعر ابراهيم الرشيد الذي زرع كثيرا الفرح في دواخلنا والعديد من الشعراء والكتاب والملحنين ولكن كلماتنا ظلت تصطدم بمسئولين غير (مسئولين) لا يقدرون قيمة الابداع والمبدعين لانهم هم انفسهم فاقدي للابداع والاحساس والمسئولية..

واليوم في الجزيرة الخضراء يرقد محمد سيد احمد المؤسس الاول لاتحاد الفنانين بالجزيرة واول من قدم ثقافة اغنية الأطفال وقدم الاغنية الخالدة (ربي ماتحرم بيت من الاطفال) واسس فرق للاطفال طاف بها ولايات السودان المختلفة ايماناً منه بضرورة الاهتمام بالاطفال كعماد لمستقبل الوطن..
يرقد هذا المبدع مشلولاً عاجزًا في منزل بالإيجار وبلا وسيلة للعيش فاٌن كان الرجاء في المسئولين عن الابداع قد انقطع فاٌن الرجاء في ابناء الجزيرة الاوفياء لم ينقطع في مقابلة الوفاء بالوفاء..

يرقد هذا المبدع باٌلم ووزراء ثقافتنا يسعون لارضاء قادتهم الجدد باصدار البيانات الحكومية وكاٌنما كل مهمتهم تنحصر في (الناطق الرسمي) والتطبيل لقرارات الدولة وفي بعض الاحيان البكائيات وخطابات (النعي) كلما فقدت البلاد واحداً من مبدعيها..

نحن نامل ان يتجاوز السيد وزير الثقافة والاعلام الجديد هذه (البكائيات) الي رحاب اُوسع وان يعمل علي رعاية المبدعين بصورة تحفظ لهم كرامتهم وماء وجههم في الدنيا قبل رحيلهم واعادة الحياة الي (لجنة دعم المبدعين) فالكثير من مُبدعي الوطن يعانون في صمت بلا معين بعد افنوا شبابهم وهم ينثرون الابداع في ربوع هذا الوطن..
نقول ذلك ونحن نسال الله لنا ولهم حسن الخاتمة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..