مقالات وآراء سياسية

ليس دفاعا عن مريم الصادق !!

طارق يسن الطاهر

تابعت كما تابع الكثيرون المؤتمر الصحفي للدكتورة مريم الصادق وزيرة الخارجية الجديدة ، مع وزير الخارجية المصري .

تابعت كما تابع الكثيرون سيل الانتقادات التي ضجت بها الوسائط والصحف لوزيرة الخارجية .

لا أدافع عن وزيرة الخارجية ، ولكنني أتناول بعض النقاط التي رآها بعضهم جوانب إخفاق لم توفق فيها الوزيرة .

عابوا عليهم استخدامها لكلمة “نستعمر” حينما قالت نستعمر أراضينا ، وللتوضيح فكلمة : نستعمر ، هي قد استخدمتها في سياقها اللغوي الصحيح ؛ فالاستعمار في اللغة بمعنى التعمير ، وليس الاحتلال ، ففي القرآن:
(…هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) هود 61
رأوا أن الكلمة غير موفقة ، وهم لا يعرفون دلالتها اللغوية، ولو كانت للكلمة إيحاءات أخرى ،فليس العيب على مريم ، وإنما على من فهمها خطأ، وعلى مريم نظم القوافي من معادنها ، فهي بنت الصادق، تلقت اللغة والعلم من منابعه.
عابوا عليها مخاطبتها لأحد الصحفيين بكلمة أستاذي ! ، ولو يعلمون أن كلمات مثل :سيدي وأستاذي وحبيبي ، هي مفردات شائعة في الخطاب العربي ،حتى على مستوى الشارع ، وبين الأفراد ، لكننا لا نفهمها ولا نتقنها ، وهي تنطلق من الأدب الجم الذي ورثته من السيد الصادق ، وقد شهد له – رحمه الله- جميع من عرفوه- مؤيدين له ومختلفين معه- بأنه يتحلى بأدب جم في خطابه للآخرين .
عابوا عليها أنها ذكرت حجم الأراضي في السودان ، وعدد السكان ، وقالوا إنها أفشت أسرار الدولة!! عجبي والله ، فهذه معلومات يعرفها أي تلميذ في الصف الرابع في أي دولة عربية يدرس مادة الجغرافيا ، وهل مصر منتظرة زيارة مريم عشان تعرف عدد سكان السودان ، ومساحة أراضيه ؟!
فالمخابرات المصرية تعلم كل شيء عنا .

عابوا عليها حديثها عن سد النهضة ، ورأوا أن الملف ضمن اختصاص وزارة الري ، وهم لا يعلمون أن وزارات الخارجية في الدول الثلاث كانت حاضرة في جميع جلسات مفاوضات سد النهضة ، وهم لا يعلمون أن وزارة الخارجية لأية دولة معنية بأي أمر له علاقة بالخارج .
رأوا أنها ينبغي أن تزور إثيوبيا ، ولو سمع هؤلاء تصريحات الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية حين قال لا مجال للمفاوضات الآن ، إلا بعد انسحاب القوات المسلحة السودانية ، فهل ستكون تلك الزيارة المطلوبة -إن تمت- مثمرة ، أم ربما تعقد الأمر أكثر من ذلك ، وربما لا يُرحَّب بالوزيرة أصلا في الأراضي الإثيوبية ، وبالتالي تتعقد الأمور أكثر وأكثر .
عابوا عليها حديثها الهادئ ، وكانوا يريدون أن تتحدث بلغة قوية ، ومصادمة ، خاصة أن مصر تحتل جزءا من أراضينا ، وهل تحدث رئيس مجلس السيادة ورئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ، وقائد الأركان الذي وقع اتفاقية مع نظيره المصري ، هل تحدث أحد من هؤلاء عن حلايب وشلاتين مع المسؤولين المصريين من قبل؟! ، ولماذا تكون وزيرة الخارجية- في أول زيارة لها -هي التي نطالبها بطرق الموضوع.
لماذا لم يذكروا إيجابيات حديثها الكثيرة ، ومنها حينما وصفت إثيوبيا بالجارة والشقيقة ، هذه لغة الدبلوماسية التي هي من سمات وزير خارجية فعلا .
أنا رأيت وزيرة ثابتة واثقة من كلامها ، تعي ما تقول ، وتقول ما تعي ، ولكن يبدو أننا تعودنا على خارجية يرأسها دباب مثل كرتي ودرديري، وليس دبلوماسي يضع الأمور في نصابها .

‫4 تعليقات

  1. يعنى ملخص كلامك نسيب ارلضينا يزرعوها المصريين .. ونخلص الجيش يصدر ليهم المواشى

  2. ودا كان ما دفاع عنها تسمية شنو ،تكسر تلج. كلكم منافقين وخونه وعملاء. كدي احضر المؤتمر الصحفي مرة تانية وركز شويه وخليك صادق مع نفسك،نحن اصلا ما عايزين رايك، الفيكم معروفة.

  3. من افات كوادر حزب الامه انهم يعتقدون فى ال بيت المهدى كمسلك من مسالك الجنه. فلذا اذا تغوط احدهم لسعو فى التبرك بغائطه والفتوى بطهاراته – اشكاليه خطاب مريم الصادق المهدى انه خطاب ركيك وديماجوجى لم يتسم بادبيات البروتوكول الخطابى ومن ثم وقع فى فخ السقوط السياسى من منظورين: اولهما ان مريم الصادق المهدى عكست رؤيه واستراتجيه سياسه دول المحور فى تثبيت شرعيه حلايب وشلاتين عبر التجاوز وهذا يؤكد سياسه دوله مسلوبه الاراداة السياسيه يمثلها حمدوك وبرهان وهذا يبرهن انه تم بيع السودان لاجنده امبرياليه ولدول المحور- ومعروف بالبداهه ان مصر تقود المحور الاقليمى بجداره. ثانيا ان مريم الصادق افتقرت للحنكه السياسيه والحكمانيه والخبره وانها لا تصلح لهذا المنصب . لا يوجد وزير خارجيه يتحدث ويقول –استاذى—- هناك هنات كثيره فى الخطاب الذى قدمته. اما كاتب المقال الذى اراد ان يتقرب الى الله بالدفاع عن المنصوره اعتقادا انه هكذا مقال قد يدخله الجنه تخيلا كما فى سرديات التدجيل المهدى وحزب اللمه —-كلمه استعمار —استخدمت كمصطلح وليس فى نسق لغوى تاصيلى . وبداهتا المصطلح يتضمن المفهوم وليس الجذر اللغوى من حيث التاسيس للتواصل التداولى
    خلاصه القول السودان الان عباره عن مزرعه خلفيه لمصر والشعب عباره عن بوابين ومرتزقه للدفاع عن اسيادهم –مصر تستهبل على السودان وتنهب منتجات السودان من لحوم وفستق العبيد(الفول السودانى) وغيره من المنوجات وتحتضن الاعور صلاح قوش وتغزو السودان باوراق نقديه مزيفه تدور فى دوره النقود مما يؤدى الى عدم التحكم فى الكتله النقديه رغم اجراءت الاصلاحات الاقتصاديه التى شرع فيها د. جبريل ———-اذن السودان وقع فى الوصايه الدوليه المصريه

  4. يا اخي انا من سكان الخليج على مدى الأربعين عاما الماضية وا
    خاطب بكلمة استاذ بصفتي محام ومستشار قانوني، واعرف جيدا مدلول كلمة استاذي عندما تنطقها البنت الخليجية. هي كلمة في غاية الحميمية تعادل قبول بنت غربية دعوة عشاء .
    ان هي لا تعرف ذلك فعلينا تنبيهها ليس لأنها مريم الصادق بل لأنها وزيرة خارجية السودان وهنا تنتفي كل الصفات والالقاب الاخرى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..