مقالات سياسية

مريم في القاهرة !

* أصدرت وزارة الخارجية بياناً طويلاً للرد على الانتقادات التي تعرضت لها وزيرة الخارجية (مريم الصادق) بسبب أدائها المرتبك في (القاهرة) خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية المصري ، اقتطف منه الآتي:

* “ترصد وزارة الخارجية بالأسف التناول غير الموضوعي في وسائل التواصل وبعض المواقع الإلكترونية للتصريحات التي ادلت بها السيدة مريم الصادق وزيرة الخارجية أثناء زيارتها لجمهورية مصر العربية حول الاستغلال المشترك للموارد خدمة لمصالح الأطراف المتشاركة، والتزاماً بنهج التعاون خياراً للعلاقات بين الدول”.

* “إن الغرض في نشر بعض المقاطع المتداولة واضح من كونها مقتطعة من التسجيل المصور لحديث السيدة الوزيرة، والمشاهدة المنصفة للتسجيل تبين بوضوح أن مضمون حديث السيدة الوزيرة قد اُسيء عرضه، قصد إبراز المعاني الواردة فيما يروج له البعض حول الأمر، وهو ما يمكن التحقق منه عبر الرابط المعطى”.

* ويتحدث البيان عن انتماء الوزيرة لحكومة الثورة التي تضع نصب أعينها سيادة السودان الكاملة على ارضه، ورفاه الشعب السوداني الأبي ..إلخ. (انتهى).

* كان أكثر ما أغضب رواد الوسائط على الوزيرة الحديث الذي جاء في اجابتها على سؤال للصحفي بإذاعة صوت العرب (ايمن حسني) عن الموقف على الحدود السودانية الاثيوبية، وقالت فيه: ” كما تعلم (أستاذي) ان السودان به أراضي واسعة، وهو من الدول الاقل سكاناً في العددية، لذلك نريد ان نصل لصورة استراتيجية لمعادلات تعاونية مع كل جيراننا الذين لديهم مشاكل او حوجة لأراضي، لأنه بهذه الصورة نستعمر أراضينا، بالتالي نحن منفتحون لكل المعادلات الكسبية ولكن بعد الفراغ من ترسيم حدودنا، على كل حال مسألة الحدود أمر يمكن حله بكل الطرائق الدبلوماسية والقانونية، هذا ليس محل إشكال، ولكن الخطر الكبير يبقى اذا مضت الجهات الاثيوبية في الملء بهذه الصورة. هذا أمر مستجد سيُعقد الامور بصورة خطيرة، ونعمل بصورة جادة عبر الوسائل الدبلوماسية على الا نصل الى هذا الحد”.

* اتفق مع البيان ان وزيرة الخارجية لم تكن تقصد التفريط في الارض السودانية لأية جهة، وانما تقصد التعمير والاستغلال المشترك للموارد لتحقيق المنفعة المشتركة، وليس دعوة الآخرين لاستعمار السودان، كما فهم البعض من كلمة (تستعمر) التي استخدمتها في الحديث..!

* ولكن بصراحة فإن حديث الوزيرة كان مرتبكا وغير منظم، او على الاقل غير واضح، واحتوى على عبارات مبهمة ومعقدة لغوياً، وإلا لما اضطرت الوزارة لإصدار بيان لشرح ما جاء فيه والرد على الانتقادات التي وجهت إليها!

* ما يؤكد هذا الارتباك، ان الوزيرة خلطت في اجابتها بين مشكلة الحدود وموضوع سد النهضة الذي لم يكن جزءاً من السؤال، وكان من المفترض ان تكون الاجابة على قدر السؤال، وفي العرف الدبلوماسي نصف او ربع السؤال، ولكنها شغلت نفسها بسرد قصة طويلة جداً عن الحدود السودانية الاثيوبية واتفاقية عام 1902، لم يكن لها أي داع، مما جعلها ترتبك وتنسى السؤال وتخلط بين الحدود وسد النهضة، بينما كان بإمكانها أن تدلى برد مختصر بأن “السودان حريص على حقوقه، وعلى علاقته بالجارة الشقيقة إثيوبيا، وعلى حل الخلاف بالطرق الدبلوماسية والقانونية”، بدلاً عن المحاضرة الطويلة التي قدمتها وكأنها تتحدث في ندوة سياسية وليس في مؤتمر صحفي قصير، لا يجب أن يتجاوز عبارات المجاملة التقليدية وبعض التوضيحات المختصرة، خاصة انها وزيرة خارجية يفترض فيها الكياسة والدبلوماسية!

* نفس اسلوب السرد الطويل واستخدام اللغة والتعبيرات المعقدة مثل(المعادلة الكسبية) وغيرها ، كان ديدن الوزيرة خلال المؤتمر الصحفي بدءاً من المقدمة الطويلة التي أدلت بها وإجاباتها على اسئلة الصحفيين، وتطرقها في كثير من الاوقات الى موضوعات لم يسأل عنها أحد، مثل موضوع (العروبة والافرقة) الذي تناولته في الاجابة على سؤال عن سد النهضة، بالقول ان اثيوبيا تحاول استخدامه لاستثارة الدول الافريقية على السودان ومصر كونهما من الدول العربية، وهو موضوع في غاية الخطورة لا يجب أن يرد على لسان مسؤول صغير في الدولة دعك من وزيرة الخارجية نفسها، حتى لو كان صحيحاً ان اثيوبيا تحاول استغلاله لكسب الدول الافريقية الى صفها!

* كما ان اطلاق أوصاف مثل (أستاذي) على صحفي لا يستحق هذه الصفة، لا من حيث العمر او المكانة، كما حدث في الرد على الصحفي (أيمن حسني) من اذاعة صوت العرب، ليس لائقاً ولا يجوز من وزير خارجية دولة لها مقامها ومكانتها ، فالصحفي الذي وصفته وزيرة الخارجية بكلمة (أستاذي) ليس كبيراً في السن، وليس استاذاً في الاعلام والصحافة أو مديرا للإذاعة أو رئيس إدارة أو رئيس قسم في اذاعة صوت العرب حتى تطلق عليه وزيرة الخارجية هذه الصفة، ولو كان ذلك من باب المجاملة!

* لم يكن هنالك ما يدعو لاستعجال الدكتورة مريم للسفر خارج البلاد، والمشاركة في اجتماعات ومؤتمرات صحفية، قبل أن تتعرف بشكل جيد على قواعد واساسيات ومهارات الوظيفة الرفيعة التي تشغلها، وكان من الافضل لها ان تكلف من ينوب عنها، بدلاً عن ذلك الظهور المرتبك الذي يصعب إزالته عن الاذهان!

الجريدة

‫5 تعليقات

  1. خلونا من ده كله هناك تسريبات بان هناك اتفاقات عسكرية و ربما هذا ما جعل مريم ترتبك عند السؤال عن سد النهضة

  2. كل ما أخشاه وكثيرون غيرى ان تكون مريم على سيرة ابيها والذى ظل يعتقد بأنه الأقدر ويملك الحلول لكل المشاكل من السودان حتى مشاكل انقراض الحيتان في المحيطات بينما لم يحل اقرب مشكل إليه من حبل الورريد وأودى بحزبه.. وصار هو أعمق مشاكل حزبه رحمه الله.. مريم تحتاج لجرعة عاجلة وقوية ومعمقة من التدريب من ذوى الإختصاص يجب الا تدعوها تمضى هكذا..فقد بدأت تصك من العبارات المبهمة غير ذات معنى واضح وهذا في حد ذاتع عيب كبير فالمصالح بين الدول يكون التعبير عنها واضحا جدا لا لبس فيه وبت الإمام حتركب السودان ستين خازوق.. والله الوزير عمر كان أفضل منها مليون مرة لم يبد اى ضعف في أدائة بعدة لغات وكان يعبر بطريقة واضحة سلسة.. قد عرفنا مريم وهى تعبر باللغة العربية التى دافعت عنها وكان اسوا دفاع فماذا هى قائلة عن الإنجليزية أو الفرنسية لم نسمعها منها بعد ويا رب إستر…

  3. مصيبة السودان انه يحكمه الهواة وعديمى الخبرة والمعرفة وهذا نتيجة المحاصصات والترضيات واصرار بعض الاحزاب والبيوتات بأنهم اولى بحكم السودان بالوراثة .

  4. عليك الله سودان لو دولة هاملة يشيلو وزير بمؤهلات عمر قمرالدين ويجيبو مريم الصادق التي لا تصلح لاتحاد النساء بمحاصصات
    —————————————–
    السير الذانية لعمر قمرالدين:
    خريج جامعة الخرطوم / كلية الاقتصاد و الإحصاء/بكالوريوس.

    * جامعة هارفارد / أمريكا / ماجستير الاداره العامه.

    *زمالة معهد كار ( Carr ) لحقوق الإنسان / جامعة هارفارد .

    *زمالة جامعة هارفارد / معهد إدوارد أي ميسون التابع لمدرسة كينيدي للحكم / أمريكا .

    *يتحدث العربيه و الإنكليزيه بطلاقه و الفرنسيه. *كبير استشاري السياسات بمنظمة كفايه الأمريكيه / واشنطن من ٢٠٠٧ إلى الآن .

    *المنسق الأعلى لوزير الخارجيه الأمريكي كولن باول / واشنطن ٢٠٠٦ .

    *كبير استشاري إدارة المنح و التنميه بالوكالة الأمريكيه للتنميه الدوليه ( DAI ) .

    *مسئول اللوجستيك في منظمة أطباء بلا حدود / السودان و جنوب السودان / 1985 إلى 1989.

    *مسئول الإمداد بمنظمة بدائل التنميه بجنوب السودان من 2005 إلى 2006.

    *مراقب المساعدات الغذائية لبرنامج الأغذية العالمي ( WFP ) بالصومال من 1992 إلى 1994 .

    *مدير عمليات مشروع شريان الحياهـ بالسودان / الأمم المتحدة من 1988 إلى 1989 .

    *مؤسس مشارك بمجموعة السفير ببالتمور/ ميرى لاند .

  5. حتى انت يا زهير السراج !!
    لقد فات عليك خطا مريم الصادق الاساسي وهو تدوير سياسة نظام البشير وهي السماح للاثيوبيين بالزراعة في الفشقة بعد ان خدعوه بانهم يعترفون بسودانية الفشقة!
    لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.. وكيف نسمح لمواطنين دولة اخرى بالزراعة في ارضنا لانهم اعترفوا بانها ارضنا ونحن نمتلك كل الوثائق والمستندات التي تثبت ملكيتنا لها?!
    ماذا نسمي هذه السياسة? الارض مقابل الاعتراف بملكيتنا لارضنا?
    هذا الخطل والغباء هو ما جعل الاثيوبيين الامهرا يطمعون في ارضنا. وهم بالمناسبة معروفون في اثيوبيا بعادة التغول والاستيلاء على ارضي القبائل الاثيوبية الاخرى.
    اهلنا قالوا الباب البجيب الريح.. سدو واستريح!
    لا احد يزرع في ارضنا.. ومن يرفض الاعتراف بملكيتنا لارضنا فالامم المتحدة موجودة وعليه تقديم شكوى.. او الجبخانة توري وشها!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..