مقالات وآراء

كانت ولازالت راسخة كالجبال.. المجد لها في يومها

عبدالوهاب همت
وعبر التاريخ ظلت المرأة وعلى الدوام تتقدم صفوف النضال الوطني مدافعةً عن وطنها وحقها في أن تكون لها كلمتها وموقفها، والتاريخ السوداني يعج بالنماذج المتنوعة والمختلفة معظم من مناطق السودان، معظمهن لم يدون التاريخ المكتوب شيئًا عنهن ، لكن الروايات المتداولة تحكي عن سير وبطولات تعلي من كعب النساء وتجعلنهن في موضع الكتف بالكتف مع الرجال.
لايمكن أن يمر مثل هذا اليوم دونما ذكر الرمز النسائي الشامخ الأستاذة العظيمة فاطمة أحمد ابراهيم والتي ساهمت ومع زميلاتها مؤسسات الإتحاد النسائي في إنتزاع حقوق المرأة السودانية في التعليم والعمل ، بل والاجر المتساوي للعمل المتساوي، ومواقفهن المصادمة ساهمت في إلغاء القوانين المذلة مثل بيت الطاعة والذي يضع المرأة في مكانة أقل من الحيوان ، هذا خلافاً للمهانة والاذلال والتركيع ، كذلك شرعن ومنذ تأسيس الإتحاد النسائي السوداني في العام ١٩٥٣ في محاربة العادات الضارة مثل الختان الفرعوني والزار ..الخ..

وساهمت المرأة السودانية في النضال ضد المستعمر البريطاني وظلت الى جوار الرجل في الحروب تطبب الجرحى وتعد للمقاتلين الطعام والشراب، ويكفي نساء بلادي شرفن أن رابحة الكنانية ركضت أياماً بلياليها لتبلغ قوات محمد احمد المهدي بوصول القوات الغازية.

وهناك مندي بنت السلطان عجبنا في جبال النوبة والتي قادت المقاومة في مناطقها.
وهناك شغبة المرغومابية
والتي قرعت شقيقها الذي أخفى نفسه حتى لايذهب مشاركاً في القتال وإختبى داخل المنزل ليتحول هجاءها الى أنشودة تتغنى حتى اليوم
إذ قالت له:
بطنك كرشت غي البنات نافي
دقنك حمست جلدك خرش مافي.
وأثناء حكم الفريق ابراهيم عبود ساهمت المرأة السودانية بقدر وافر من النضال وقدمت الشهيدة بخيته الحفيان وجرحت كذلك المرحومة الاستاذة محاسن عبدالعال وعدد من زميلاتها من النساء.
وأثناء فترة مايو قادت المرأة السودانية النضال الشرس ضد ديكتاتوريتها ودفعت أثمان ذلك إعتقالاً وملاحقةً وفرضت على العديد منهن الاقامة الجبرية مثل الاستاذة فاطمة أحمد ابراهيم ونعمات مالك، وسعاد ابراهيم أحمد للاعتقال الطويل في سجن النساء في ام درمان.

وكعربون وفاء للمرأة السودانية قدم الشعب أمه وأخته فاطمة أحمد ابراهيم نائباً للبرلمان المنتخب في العام ١٩٦٥، حيث كان ذلك حدثاً فريداً في ذلك التاريخ.
شاركت المرأة السودانية في العمل الثقافي السياسي وظل ديوان فوز قبلةً لثوار حركة اللواء الابيض.
ولم تتوقف حركة النساء المساهمة في الفن والغناء وكانت فاطمة خميس ومهلة العبادية ومنى الخير وعشة الفلاتية وتومات كوستي.

وفي المسرح برزت فائزة عمسيب ونعمات حماد وتحية زروق .
ودخلت الاستاذ منيرة رمضان التاريخ الرياضي من أوسع أبوابه عندما نجحت في أن تكون حكماً في الدرجة الاولى لمباريات كرة القدم، لكن جماعات الهوس الديني التي جعلت من الظلام مسكناً دائماً لها ولأفكارها فأعادت عجلة التاريخ الى الوراء لتعيدنا الى حقب محاكم التفتيش، وكان أن وضعوا المتاريس أمام المرأة السودانية، والتي نازلتهم في كل ميادين المقاومة الممكنة وكان لمشاركتها والتي فاقت الرجال في ثورة ديسمبر، فكانت زغرودة النساء التي تنطلق بمثابة قدح الزناد لكل التظاهرات التي تكللت بالنجاح وأطاحت بنظام يعد الاسوأ حتى الان في تاريخ السودان.

الراكوبة أجرت عدداً من الحوارات مع مجموعة من النساء تنشر تباعاً.
المجد للمرأة السودانية أماً واختاً وزوجة وصديقة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..