مقالات سياسية

مرحباً بالعلمانية !

* استبشرنا خيراً بلقاء (البرهان الحلو) بجوبا مؤخراً، ضمن مساعي تحريك المفاوضات المتعثرة منذ اغسطس العام الماضي، خاصة ان اللقاء تم بدعوة من البرهان، مما يشير الى احتمال انتهاء الموقف المتعنت للمكون العسكري ازاء التفاوض مع الحركة الشعبية والوصول الى اتفاق سلام!

* تواصلت مع القائد (عبد العزيز الحلو) قبل بضعة أيام وسألته عن الحوار مع الحكومة، فأرسل لي تقريراً كتبه الزميل (حافظ كبير) ونُشر بصحيفتنا في الأيام الماضية، تضمن حديثاً لعضو الحركة الشعبية والاستاذ بجامعة الخرطوم الدكتور (احمد المصطفى) يجدد فيه تمسك الحركة بفصل الدين عن الدولة، قائلاً انهم ينتظرون الحكومة بقيادة حمدوك لمباشرة التفاوض الجدي والموضوعي، واتهمها بالتلكؤ !

* ولا أدري فيمَ التلكؤ خاصة ان فصل الدين عن الدولة سبق وحسمته الوثيقة الدستورية وأصبح واقعاً معاشاً الآن، بالإضافة الى إقراره في اتفاق (حمدوك والحلو) في سبتمبر الماضي باديس أبابا، ولقد جاء في إحاطة رسمية لـ(فولكر بيرتس) الممثل الخاص للأمين العامة للأمم المتحدة في السودان (يونيتامس) لرئيس مجلس الامن اول أمس (9 مارس، 2021 ) ان الحكومة تعطي أولوية عالية لدفع عملية السلام مع الحلو وعبد الواحد، كما ان اجتماع البرهان الحلو واعلان الحركة الشعبية التمديد الأحادي لوقف العمليات العدائية علامات واضحة على المصلحة المشتركة في استئناف عملية السلام، فما الذي يحول بين استئناف التفاوض واكتمال السلام ؟!

* قلت من قبل وأعيد القول، بأن العلمانية على عكس ما يظن الذين يهاجمونها باعتبارها إلحاداً (ولقد كانت مطبقة في السودان حتى عام 1983 )، نشأت في الأصل في القرن السابع عشر الميلادي كحل للذين يعانون من الاضطهاد الديني في أوروبا حيث كانت الممالك والاقطاعيات تحرق الذين يخالفونها في العقيدة أحياء، فجاءت العلمانية لتحمي عقيدتهم وتحميهم من الاضطهاد والموت!

* العلمانية لا تعني الإلحاد كما يظن كثيرون، وإنما حياد الدولة حتى يتمتع الجميع بحرية الدين والعقيدة والفكر ..إلخ، وعدم الاعتداء على حريات الآخرين وحقوقهم، وهو المقصود بعبارة (فصل الدين عن الدولة) التي لا تعني فصل الدين عن حياة الناس، كما يفهم الكثيرون!

* العلمانية لا تعادي الأديان، وإنما تحمي الأديان والحقوق الأخرى، لهذا يهرب إليها الذين يعانون من الاضطهاد الديني أو السياسي أو أي اضطهاد آخر في دولهم ومجتمعاتهم، بمن في ذلك الذين يعادون العلمانية من الإسلاميين وغيرهم الذين يعتلون المنابر ليهاجموها في عقر دارها وهم آمنون على حياتهم وحريتهم وممتلكاتهم، ولو كانوا في دولة دينية واعتلوا المنابر لينتقدوها لما سمحت لهم بذلك، إن لم تسجنهم أو تقتلهم، والأمثلة كثيرة حولنا!

* ولكن لا تسمح العلمانية للأديان بالتدخل في أعمال أجهزة الدولة حتى لا تحابي ديناً على حساب آخر فيُضار أحد أو تشتعل الفتن بين الناس، وهي لا تميز بين المواطنين على أساس ديني أو لا ديني، حتى تضمن حصول الجميع (في هذه الحياة الدنيا) على معاملة متساوية، أما في الحياة الأخرى فهذا شأن آخر بين العبد وربه.

* الله سبحانه وتعالى هو من يحاسب على الكفر والإيمان وليس الناس، ولقد خيرهم الله بين الإيمان والكفر ولم يفرض عليهم الإيمان وكان قادراً على ذلك، بل سمح لأحد مخلوقاته وهو (إبليس) بأن يعارضه ويضم إلى حزبه كل من يقدر على فتنته، ولم يقل له (لا) ولم يسجنه أو يحرقه وكان قادراً على ذلك، فكيف يتطاول البعض على الله ويفعلون عكس مشيئته، ويفرضون الدين على الناس، وكأنهم أكثر حرصاً من الله سبحانه وتعالى على عبادة الناس له؟!

* نحن لا ندعو الى العلمانية الإلحادية التي تحارب الأديان، ولكن الى علمانية تحترم أديان وأفكار وحقوق الجميع، وتيسر لهم ممارسة حقوقهم وشعائرهم الدينية بحرية كاملة، وتفرض عقوبات صارمة على من يخالف ذلك.. وهو نفسه منهج الحكم المنصوص عليه في الوثيقة الدستورية وكان سائداً في السودان من قبل ومقبولاً لدى الغالبية، فما الذي يعيق الاتفاق مع الحركة الشعبية ويضيع على السودان فرصة ذهبية لتحقيق السلام والوحدة واكتساب ثقة واحترام العالم والتفرغ لإعادة البناء والتقدم الى الأمام ؟!

* لو كانت العلمانية تحقق السلام الشامل في السودان، فمرحباً بالعلمانية من أجل السلام والاستقرار والتنمية والتقدم.!

الجريدة

‫9 تعليقات

  1. يا دكتور الكيزان ومن لف لفهم يعرفون هذه الحقيقة ويعرفون ايضا ان الفائدة البنكية ليست ربا النسيئة لكن دون استغلال كلمة الإلحاد والربا لن تقوم لهم قائمة لذا لا تجد لهم وجود في السعودية التي ما زالت كل بنوكها تعمل بسعر الفائدة، لا مضاربة لا مرابحة لا مخابطة. لا تحتاج لمخاطبة عقولهم فليس لهم عقول.

  2. المقال مليء بالمعلومات الخاطئة :
    أولا : لم تنشأ العلمانية في اوربا بسبب من يعانون من الاضطهاد الديني ممن يخالفون في العقيدة و انما أتت بسبب محاربة الكنيسة لعلماء علوم التجريبية و لمساندة الكنيسة لاباطرة الاقطاع في اوربا بشكل أساسي وتعرف دائرة المعارف البريطانية العلمانيّة بانها: “حركة اجتماعيّة تتّجه نحو الاهتمام بالشّؤون الدُّنيويّة بدلًا من الاهتمام بالشّؤون الآخروية. وهي تُعتبر جزءًا من النّزعة الإنسانيّة الّتي سادت منذ عصر النهضة؛ الدّاعية لإعلاء شأن الإنسان والأمور المرتبطة به، بدلاً من إفراط الاهتمام بالعُزوف عن شؤون الحياة والتّأمّل في الله واليوم الأخير. وقد كانت الإنجازات الثّقافيّة البشريّة المختلفة في عصر النهضة أحد أبرز منطلقاتها، فبدلاً من تحقيق غايات الإنسان من سعادة ورفاهٍ في الحياة الآخرة، سعت العلمانية في أحد جوانبها إلى تحقيق ذلك في الحياة الحالية”.

    ثانيا : فصل العلمانية للدين عن الدولة في اوربا كان لواقع يختلف عن واقعنا , نحن في السودان مشاكلنا الاساسية هي القبلية و الجهوية و المحسوبية و عقدة اللون , فدارفور مثلا كل سكانها من المسلمين و لا توجد فيها تيارات شيوعية و لكن ما زالت الحرب هناك و اكثر الحركات الكتردة على الكيزان كانت من دارفور , بالمقابل حتى مشاكل جنوب السودان قبل الانفصال كانت في الاساس اثنية و الدليل على ذلك ان الحروب في الجنوب اشتعلت بعد الانفصال على أسس قبلية بحتة

    ثالثا : مسألة طبيعة الدولة يتم تقريرها بعد الانتخابات و لا تقررها حكومة انتقالية يذكر كاتب المقال كثيرا ان العساكر هم من يسيطرون عليها

  3. هل يعقل ان تتحكم حركة واحدة في حسم امر هو في غاية الاهمية فهل هذه هي الحرية التي تتشدقون بها ام ان تمسك الحركة وافق هوى في انفسكم فاذا اصرت هذه الحركة فلتذهب غير ماسوفا عليها وليذهب سلامها غير العادل ولتكون مملكة الشيطان الرجيم وبئس المصير وليذهب لها اصحاب الهوى ومن شاكلتهم عسى ولعل هذه العلمانية تدخلهم جنة الدنيا وتخرجهم من جنة الاخرة ان هم فعلا سعوا لها ويؤمنون بها واذا ارادت هذه الحركة فعليها ان تطالب باستفتاء لتقرر الاغلبية شكل الدولة فان قبلوا راي الاغلبية فلهم ذلك والا فليتصرفوا كما يحلوا لهم ان كانوا فعلا يؤمنوا بالديقراطية اليس ذلك هو العدل

  4. العلمانية في تركياحيث يفضل الاخوان العيش وحفظ مسروقاتهم التي نهبوهامن أهل السودان.

  5. الحل ان يحسم الامر بعد الانتخابات وعلى الحلو ومن شايعه الانتظار ماهم كانو بقاتلو اكثر من ٣٠سنه يعنى شنو لو صبروا كمان شويه يمكن ذاتو مايكون فى سودان يتفاوضوا عليهو.

  6. كنت احسب سراج ذا عاقلا حتى قرأت مقاله هذا المليء بالاغاليط! ويقول ان العلمانية تحفظ حقوق الجميع وكأن الاسلام الذي يدين به 99.5% من السودانيين لا يحفظ الحقوق.
    السؤال موجه لعبد العزيز المحصن في جبال النوبة رغم احترامي الشديد للأخوة من النوباويين وتعاطفي معهم في قضاياهم التي هي جزء من قضايا البلد وتأكيدي انهم سلميون جدا وليسو فيم العدوانية والحقد
    السؤال كم نسبة النوباويين بالنسبة لسكان السودان؟ وهل عبد العزيز الحلو هو ولي امرهم والوصي عليهم؟
    وإذا علما أن المسيحيين ينحصر اكثرهم في جبال النوبة فكم نسبتهم بالنسبة للمسلمين من النوباويين.
    لماذا عبد العزيز الحلو يريد ان يفرض رأيه على اغلبية المواطنيين!؟
    هذا الرجل برأيي عنصري وأناني اقصائي مستبد. فكيف يدعو للحرية والديمقراطية وبهذه الصفات؟!
    اخيرا من يمثل عبد العزيز الحلو!؟

    1. لماذا تضع الإسلام مقابلاً للعلمانية فالإسلام دين و العلمانية ليست بدين و إنما إطار سياسي.

    2. العلمانية حتي لا يتكرر مثل هدا
      منقول من رد سابق لاحدهم

      (حتي لا ننسي الفتوي التي اباحت قتل و ابادة شعب جبال النوبة و هي فتوي اصدرتها هيئة علماء السودان باسم فتوي قتال الخوارج في جبال النوبة وقع عليها
      1- الشيخ موسي عبدالمجيد المفتي السابق
      2- الشيخ مشاور جمعة سهل عن الشئون الدينية
      3-الشيخ محمد صالح عبدالباقي امام جامع الشيخ عبدالباقي بالابيض
      4- الشيخ قرشي محمد النور امام مسجد الجيش بالابيض
      5- الشيخ اسماعيل عبدالسيد – الشئون الدينية الابيض
      6- الشيخ الناير احمد الحبيب – الشئون الدينية النهود
      هؤلاء افتوا بقتل الاطفال و النساء و المدنيين من الرجال فاين هم الان سيظل عار الجريمة التي ارتكبوها يجللهم طول العمر هم و من كان خلفهم و زين و صفق لهم الي ان يلقوا الله سبحانه و تعالي و توفي كل نفس ما كسبت و لكن حتي لاننسي ما جري و حتي لا تتكرر المظالم)

  7. ههههههههههههه

    مرحباً بالعلمانية! والا مرحبا بالحلو!
    ههههههههههههه
    بالمناسبة… الحلو وعبد الواحد على وشك القدوم إلي الخرطوم برفقة جنودهم الشرسين…ههههههههه اوع بعدين نسمع تقول احتلال الخرطوم ….. ههههههه
    فوتك بعافية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..