أخبار المنوعات

“البودا- بودا”.. وسيلة المواصلات الأكثر شعبية بعاصمة جنوب السودان

جوبا – اتيم سايمون

في مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، يلجأ عدد كبير من السكان لاستخدام “البودا- بودا” باعتبارها وسيلة النقل الأكثر شعبية.

“البودا- بودا” عبارة عن دراجات نارية تم تسخيرها بسبب الحاجة لتصبح وسيلة للمواصلات، بسبب قدرتها على اختراق الزحام المروري الذي تعانيه المدينة، ولسرعتها، إلى جانب كونها متوفرة في الأماكن النائية، لأنها لا تتوقف في ساعات محددة مثل بقية وسائل النقل الأخرى.

وأصبح استخدام الدراجات النارية أو “المواتر” كوسيلة مواصلات في مدينة جوبا شائعا بدرجة كبيرة بعد توقف الحرب في جنوب السودان عقب التوقيع على اتفاق السلام الشامل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية، وقد جاء بها مواطني جنوب السودان الذين عاشوا في بلدان شرق أفريقيا في كينيا وأوغندا حيث يتم استخدامها في حركة الناس والبضائع.

وإلى جانب كونها وسيلة نقل رخيصة وسريعة فان “البودا- بودا” ساهمت في توفير فرص العمل لمعظم الشباب العاطلين وتحديدا الخريجين الجدد الذين لم تسعفهم ظروفهم للحصول على فرصة عمل مجزية، وأصبحت واحدة من الوسائل التي تساعد الأسر كثيرا في الحصول على دخل إضافي في ظل غياب الرواتب الحكومية وضعفها وانتشار موجة كبيرة من الغلاء في الأسواق.

يقول بيتر نقور شوال، وهو شاب يبلغ في العمر 25 عاما، في تصريحات خاصة لـ”العين الإخبارية”: “أنا أدرس بالجامعة، وأعمل أيضا سائقا للبودا- بودا، إنها وسيلة مضمونة للدخل تساعدني في الحصول على مصروفاتي الدراسية، وكذلك في دعم والدتي الموجودة في مدينة أويل، إنها أفضل من أي عمل آخر”.

وقامت السلطات الحكومية الرسمية بتقنين عمل الدراجات النارية واعتمادها رسميا كوسيلة نقل حيث تم منحها رخصا تجارية مثلها مثل مركبات المواصلات التجارية حيث أصبحت تتميز بلوحات خضراء، وكذلك لها جمعية تضم جميع سائقي “البودا- بودا”، لتنظيم المهنة، وتوفير الحماية، والمتابعة حال تعرضهم لأي مضايقات أثناء ممارسة عملهم.

وتنتشر في أزقة وشوارع مدينة جوبا محطات معروفة لـ”البودا- بودا” توجد على رأس كل طريق تقريبا في الأسواق، والشوارع الرئيسية بالأحياء، وهي مراكز تجمع معروفة لغالبية السكان، وتفوق عددها الكلي الـ200 محطة.

بالنسبة لصابرينا حنا، وهي ربة منزل، فإنها تفضل دائما استخدام “البودا- بودا” في الحركة من وإلى سوق كونجو كونجو، لأنها وسيلة سريعة ورخيصة وفي المتناول، وتضيف في تصريح خاص لـ”العين الإخبارية”: “دائما ما أستخدم البودا أثناء ذهابي إلى سوق كونجو كونجو، ففي كثير من الأحيان أحتاج لأن أذهب للسوق لأكثر من مرة، وبسبب الزحام أستخدم البودا في جلب الخضار واللحمة وبقية الاحتياجات، فالأمر قد لا يستغرق معي ربع ساعة من الزمان، كما أن المشوار لا يكلفني الكثير من المال مقابل الزمن القياسي الذي أنجز فيه مشواري”.

وإلى جانب الدور الرئيسي كوسيلة مواصلات، أصبحت “البودا- بودا” تمثل واحدة من المظاهر السياحية والترفيهية في مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، حيث يعتمد عليها حتى الأجانب الذين يقصدون الملاهي، والمراقص الليليلة في المدينة، فهي تعمل حتى ساعات متأخرة من الليل.

يقول كوجاك أمانويل، سائق، إنه “يفضل دائما العمل في الفترات المسائية في المراقص والديسكوهات الليلية في أيام الجمعة، والسبت، والأحد”، لأنها بالنسبة له فترة مزدحمة بالحركة، والعمل.

العين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..