مقالات وآراء

أتركونا مع الفوانيس ومع الويكة والشرموط و لا تهدروا مواردنا.. اتركونا مع ام تكشو والويكاب ..

عبدالعزيز عبدالباسط

الحقيقة التي لا تخطئها عين مصر لا تريد نجاح الديمقراطية في السودان وهي ايضا لا تريد استقراره وجميع دول الجوار تسعى لهذا الغرض الدنيء وذلك بسبب خوفها من نجاح الديمقراطية التي سوف تؤدي الي تقبيح صورتها امام شعوبها وذلك خوفاً من وصول عدواها إلى شعوبها وخاصة مصر وغالبية دول الجوار ظروفها تشبه ظروف السودان الي حد ما..
مصر تعاونت مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في الماضي وساعدتها في تقسيم السودان ليصبح تحت سيطرتها ونصحت اثيوبيا بعدم شكوى السودان الي مجلس الامن بعد محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك وحرضتها علي احتلال الفشقة الصغرى والفشقة الكبرى بعد ان قامت هي في1995 باحتلال حلايب وسعت الي وضع حلايب ضمن حدودها في خريطة مصطنعة لتصبح خلفية ثابتة لكل مسئول سوداني يتم استقباله في مصر وكل مسئولينا الذين ارتضوا ان يتم استقبالهم ووقفوا امام تلك الخريطة الكاذبة يجب محاسبتهم محاكمتهم بتهمة خيانة الوطن كما يجب محاسبة كل الذين كانوا في منطقة صنع القرار ولم يتحركوا لتحرير حلايب ومصر لن تسمح للسودان ان يستقر سياسياً أو يزدهر اقتصاديا سواء في الصناعة او الزراعة وغيرها وهي دولة احتلال تسعى ليبقى السودان متخلفاً وضعيفاً ويبقى ساحة لتوسعها وسوقًا لبضائعها..
ومنذ سقوط نظام الكيزان الفاشي في السودان استغلت مصر الوضع الجديد الهش اصلا وعملت على إضعافه وحرمانه من أي استقرار وذلك عن طريق تواصل دعمها المليشيات المسلحة المعادية للخرطوم وتمويلها بمليارت العملات السودانية المزيفة وقد اقر بذلك رئيس الجبهة الثورية السيد الهادي ادريس في كلمته التي القاها في مؤتمر سلام السودان بجوبا وكان ذلك امام جميع من شهدوا المؤتمر بمن فيهم رئيس الوزراء المصري السيد مصطفى مدبولي وكافة الحضور والسؤال المهم هو لماذا تصر الحكومة السودانية الان بشقيها المدني والعسكري علي اقامة شراكات مع دولة تحتل جزء عزيزا من اراضينا؟ هل هو غباء ام امتداد للخيانة والعمالة وإضعاف شعب السودان وإبقاءه مفتتا في صراعات دائمة بين مكوناته وقواه السياسية فلا يتعامل مع المحتل الا مختل..
وقد سمعنا مسئول مصري سابق يقول علانية ان زراعة فدان في السودان تعني بوار فدان في مصر اذن لن تسمح مصر للسودان ان يزرع او يستقر لأن استقراره سوف يفتح عليها ابواب جهنم ولأن نجاح التجربة الديمقراطية السودانية سوف يشجع الشعب المصري للمطالبة بنفس الاشياء وتكون له نفس الاهداف لذلك تجتهد مصر لمنع السودانيين ان يستمتعوا بالديمقراطية.
و مصر تاريخيا تسببت في عدم استقرار للسودان منذ دولة محمد علي وانتهجت سياسة الخبث والدهاء والارهاب وما حملات الدفتردار الانتقامية ببعيدة عن الذاكرة السودانية ومصر اليوم لم تبعث جيشاً لتحتل السودان ويكفيها غباء نخب السودان الحاكمة وغباء احزابه ونخبه المتواصل ويكفيها عشرات المليشيات الموالية لها والمدعومة منها ويكفيها العشرات من ضعاف النفوس وعديمي الوطنية ويكفيها آلاف الذين تحصلوا علي الجنسية السودانية وولاءهم ليس للسودان وجلهم يأتمر بأوامر ولي نعمته في مصر التي تعمل على إضعاف الحكومة السودانية واستحمارها بشتى السبل..
الكهرباء مقابل المواشي والسمسم وغدا مقابل الذهب وقد حبانا الله الشمس والماء والهواء ..
أتركونا مع الفوانيس ومع الويكة والشرموط و لا تهدروا مواردنا.. اتركونا مع ام تكشو والويكاب .. ولا تهدروا ثروات احفادنا الي ان يبعث الله لنا رجلا رشيد لان مصر تستغلنا لأغراضها السياسية والاقتصادية والتوسعية وتضر بمصالحنا الوطنية وتجعلنا في موضع عدم استقرار وسوف تلحق أشد الضرر بالسودان..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..