أخبار السودان

في محاكمة بتهمة الانقلاب.. ضابط يكشف مخططاً لتصفية قيادات عسكرية واعتقال أعضاء بالسيادي

كشف أمس المُبلِّغ (رائد بقوات الدعم السريع) في قضية اتهام الوزير السابق بالنظام البائد علي مجوك وآخرين بالتخطيط لانقلاب، كشف معلومات مثيرة في المحاكمة، وقال لقاضي محكمة جنايات الخرطوم شمال جمال سبدرات، إن القبض على المتهمين جاء بموجب معلومات استخباراتية من مصادر تفيد بوجود تواصل بين العميد ود إبراهيم والمتهم الأول على مجوك، خلال وجوده ببريطانيا ومن ثم لقائهما باديس أبابا، كما كشف المبلغ للمحكمة عن ترحيل ود إبراهيم للمتهم الأول من أديس أبابا عبر الحدود للخرطوم بطريقة غير شرعية، ومن ثم انخراطه في اجتماعات بالخرطوم مع مجموعة تتبع لود إبراهيم، وشرحوا له دوره في الانقلاب وهو استقطاب ضباط وأفراد من قوات الدعم السريع للقيام بمعركة افتراضية وإطلاق أعيرة نارية في الهواء، مما يستدعي تدخل القوات المسلحة وتنفيذ الانقلاب، كاشفاً للمحكمة عن عقد المجموعة أربعة اجتماعات آخرها تم فيه تحديد ساعة الصفر لتنفيذ مخطط الانقلاب، الا ان السلطات افشلت ذلك والقت القبض على المتهمين واحداً تلو الآخر .

رحلة حدودية

مثل بجلسة الأمس المبلغ رائد بقوات الدعم السريع دائرة الاستخبارات محمد يس الشيخ، وافاد بأنه كلف من قبل قوات الدعم السريع بفتح إجراءات دعوى جنائية ضد المتهم الاول علي مجوك وآخرين، لضلوعهم في محاولة تنفيذ انقلاب لتقويض النظام الدستوري بالبلاد، مشيراً إلى أنه وبناءً على معلومات استخباراتية فإن المتهم الأول على مجوك كان يقيم بالمملكة المتحدة (بريطانيا)، وتواصل مع العميد معاش ود ابراهيم على اتفاق مسبق بينهما بتحرك المتهم الأول عبر الخطوط الجوية الإماراتية إلى دولة إثيوبيا ومنها وصوله للخرطوم، موضحاً للمحكمة أن العميد ود إبراهيم شرح للمتهم الأول (مجوك) دوره في تنفيذ الانقلاب باعتبار أن له ثقلاً اجتماعياً وسياسياً وقبلياً، إضافة إلى وجود ترتيب كامل بداخل القوات المسلحة من (سلاح المدفعية والمدرعات والطيران) بالانقلاب، موضحاً للمحكمة أنه ووفقاً للمعلومات الاستخباراتية فإن العميد ود إبراهيم رتب إجراءات رحلة سفر المتهم الأول مجوك من أديس أبابا وصولاً للحدود السودانية بمنطقة (قُندر) واستلامه عن طريق شخص إثيوبي الجنسية يدعى برهاني، موضحاً للمحكمة أن يقوم بعدها المتهم الثاني في القضية بمهمة استلام مجوك من الحدود الإثيوبية السودانية وبرفقته شخص آخر حتى وصوله للخرطوم، على أن يتم استقباله بعدها بواسطة قوات العميد ود إبراهيم بالخرطوم، موضحاً أن ترحيل المتهم الثاني لمجوك ودخوله للبلاد تم بطريقة غير شرعية.

اجتماع الفلل الرئاسية

وكشف المبلغ من قوات الدعم السريع، أنه وفور وصول المتهم الأول على مجوك الي الخرطوم التقى بمجموعة ود إبراهيم ومن بينهم أشخاص تربطهم صلة بالقوات المسلحة، وقاموا بتعريف أنفسهم لمجوك خلال الاجتماع بأنهما (العميد قاسم والمتهم الثالث في البلاغ مصطفى ممتاز) بأنهما ضابطان بالقوات المسلحة، مشدداً على أنهم جميعاً انخرطوا في اجتماع أولي مع المتهم الاول عقد بالفلل الرئاسية بشارع النيل، مشيراً للمحكمة الى أن المجتمعين وقتها شرحوا للمتهم الأول دوره بأنه يتبع للعميد ود إبراهيم في تنفيذ المحاولة الانقلابية، وان يقوم بذلك باعتباره يتبع لمجلس الصحوة الثوري، لافتاً إلى أن المجتمعين وقتها وضحوا للمتهم الأول مجوك أن يكون دوره استقطاب أفراد وضباط من داخل الدعم السريع، وان يكونوا موالين لهم في تنفيذ المحاولة الانقلابية، إضافة إلى استقطابه ضباطاً وأفراداً معاشيين من جميع الأجهزة النظامية بالبلاد من أبناء دارفور وكردفان، كاشفاً للمحكمة بعدها عن توفير الدعم المادي للمتهم الأول واستئجار (شقة) له في جبرة للإقامة فيها.

وفي سياق مغاير أوضح المبلغ للمحكمة أنه من خلال المعلومات الاستخباراتية فإن العميد ود ابراهيم الذي ورد اسمه على ذمة التحريات في القضية هو العميد معاش محمد إبراهيم عبد الجليل، وهو شخصية معروفة وقام بمحاولات لتنفيذ انقلابات في البلاد. وافاد المبلغ للمحكمة بأنه حسب المعلومات الاستخباراتية، فإن المتهم الأول مجوك اجتمع مع ود إبراهيم باديس أبابا وتلقى تنويراً تاماً عن تنفيذ الانقلاب، مشيراً إلى أنه وخلال الاجتماع افاد ود إبراهيم جموك بأن لديه مؤيدين معه من القوات المسلحة بالدعم والسلاح .

اعتقالات وتصفيات

وفي ذات السياق كشف المبلغ للمحكمة عن اتفاق العميد ود إبراهيم مع المتهم على مجوك على إحداث معركة افتراضية عن طريق ضباط بقوات الدعم السريع يقوم باستقطابهم المتهم الأول مجوك، وذلك بحكم ثقله في مجلس الصحوة الثوري، وأكد المبلغ أن المتهم الأول اتفق مع ود إبراهيم على قيام الضباط المستقطبين من قوات الدعم السريع بإطلاق أعيرة نارية في الهواء في جميع قطاعات ومعسكرات الدعم السريع باعتباره تمرداً داخل قوات الدعم السريع، مما يسمح للقوات المسلحة بالتدخل عسكرياً وضرب تلك المعسكرات بالطيران وفرض السيطرة عليها تماماً ومجابهة الأحداث فيها، والقيام بأعمال تصفية واعتقالات لقيادات عسكرية أعضاء بمجلس السيادة الانتقالي، اضافة الى اعتقال قيادات من قوات الدعم السريع أيضاً، مشيراً إلى أن أعمال التصفية ستكون بواسطة المؤيدين للانقلاب من مجموعة ود إبراهيم داخل القوات المسلحة .

وعد ود إبراهيم

وكشف المبلغ رائد بقوات الدعم السريع للمحكمة، أن ود إبراهيم وعد المتهم الأول علي مجوك بأنه وفور تنفيذ الانقلاب في البلاد فإنه ستحل قيادات مجلس الصحوة الثوري محل قيادات الدعم السريع بالبلاد، إضافة إلى أنه سوف يتم الإفراج عن رئيس مجلس الصحوة الثوري الشيخ موسى هلال، وأشار المبلغ للمحكمة الى أن المتهم الأول قام باستقطاب ضباط من قوات الدعم السريع اضافة الى فردين من ذات القوات هما (حسين علوي وسيف)، وعقدوا اربعة اجتماعات مع المتهم الأول علي مجوك ومجموعة ود ابراهيم بالخرطوم، وتم خلالها اطلاع الضباط في الاجتماع بمهامهم وادوارهم في تنفيذ الانقلاب، كاشفاً للمحكمة أنه وخلال تلك الاجتماعات تم تسليم الفردين المستقطبين من قوات الدعم السريع هاتفاً محمولاً لكل واحد منهما ومبالغ مالية، وأشار للمحكمة الى أن الاجتماعات الأولى كان يحضرها المتهم الأول إضافة إلى ضباط بالقوات المسلحة، كما أن المتهم الثالث العميد مصطفى ممتاز حضر الاجتماع الأخير مع المجموعة. وأضاف المبلغ للمحكمة بقوله: (إن المتهم الثالث كان موجوداً ومشاركاً في الاجتماعات)، وبحسب المعلومات الاستخباراتية فإنه كان متهماً في عدة محاولات انقلابية مع ود إبراهيم)، وقال المبلغ للمحكمة إن مجموعة ود إبراهيم الموجودة في الخرطوم قامت بتمويل تلك الاجتماعات.

ساعة الصفر

وكشف المبلغ من قوات الدعم السريع في اقواله للمحكمة أنه وفور وصول معلومات استخباراتية من مصادر بمحاولة المتهم الأول وآخرين تنفيذ الانقلاب في ساعة الصفر المحددة للانقلاب والمتزامنة مع احتفالات البلاد بمليونية ثورة (21) اكتوبر، تم تشكيل غرفة مشتركة لتبادل المعلومات مكونة من استخبارات قوات الدعم السريع واستخبارات القوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة، وذلك للقيام برصد المعلومات ومتابعة المتهمين والقبض عليهم وإفشال مخطط تنفيذ الانقلاب، مؤكداً للمحكمة أنه وقبل تحديد المتهمين ساعة الصفر لتنفيذ الانقلاب تم القبض على المتهم الأول علي مجوك بمقر إقامته بمنطقة جبرة جنوب الخرطوم، واستجوابه بواسطة لجنة مشتركة من (القوات المسلحة، جهاز المخابرات العامة وقوات الدعم السريع).

(سيف وحسين)

وقال المبلغ للمحكمة عند استجوابه بواسطة رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين الثلاثة، إنه وقبل تكليفه بفتح إجراءات الدعوى الجنائية لم يكن له دور مباشر في البلاغ سوى ورود معلومات من مصادر استخباراتية حول الانقلاب بوصفه ضابطاً بدائرة استخبارات الدعم السريع، فيما أكد ذات المبلغ للمحكمة أنه تم تكليفه بواسطة رئيس لجنة التحقيق في البلاغ، ضابط بجهاز المخابرات العامة، للمشاركة فى استجواب المتهم الثالث مصطفى ممتاز بعد القبض عليه، وأشار المبلغ للمحكمة الى أن الضابطين برتبة العميد التابعين للقوات المسلحة اللذين ورد اسماهما وكانا حضوراً للاجتماعات المتعلقة بتنفيذ المحاولة الانقلابية، صدرت في مواجهتهما اوامر قبض بواسطة لجنة التحقيق المشتركة، الا انه لم يتم القبض عليهما، وكشف المبلغ للمحكمة عن اسماء الفردين المستقطبين من قوات الدعم السريع بواسطة المتهم الأول على مجوك وهما (سيف وحسين) وبعد ورود معلومات إلى لجنة التحقيق المشتركة بحضورهما في اجتماعات مخططات الانقلاب تم التواصل معهما لمد اللجنة ورصد كل ما يدور في الاجتماعات لتنفيذ المحاولة الانقلابية، فيما نفى المبلغ للمحكمة حدوث أي انقلاب بالبلاد أو حدوث معركة افتراضية، كما أنه لم يتم ضرب اية مؤسسة عسكرية بالبلاد، نافياً كذلك علمه بدخول اي ضباط من قوات الدعم السريع في مخطط الإنقلاب، منوهاً في ذات الوقت للمحكمة بأن من بين مجموعة ود ابراهيم ضباط برتبة العميد تربطهم علاقة بالقوات المسلحة، الا انه نفى معرفته إذا كانوا بالخدمة أو المعاش.

وعد بترقية

وفي خواتيم جلسة الأمس استجوب قاضي المحكمة المبلغ رائد بقوات الدعم السريع على ذمة القضية، وافاده بأنه لا علم له بالتاريخ المحدد الذي بدأت فيه قوات الدعم السريع علاقتها ببلاغ المحاولة الانقلابية، كاشفاً للمحكمة أن الفردين المستقطبين من قوات الدعم السريع بواسطة المتهم الأول على مجوك للمشاركة في تنفيذ المحاولة الانقلابية حضرا إلى رئيس دائرة الاستخبارات بقوات الدعم السريع واخبراه بالمحاولة الانقلابية لأنها تهم أمن البلاد، مؤكداً للمحكمة أن المستقطبين قد حضرا اجتماعات مخطط المحاولة الانقلابية، وخاصة الاجتماع الرابع والأخير الذي انعقد قبل ساعة الصفر لتنفيذ الانقلاب على أرض الواقع، منوهاً للمحكمة بأن الفردين المستقطبين مازالا بالخدمة بقوات الدعم السريع، فيما نفى المبلغ للمحكمة معرفته بالعلاقة التي تربط بين الفردين والمتهم الأول علي مجوك، الا انه عاد وأكد للمحكمة أن الفردين المستقطبين عرفهما ضباط آخرون ــ لم يتم القبض عليهم ــ بالمتهم الأول، وذلك للقيام بالمعركة الافتراضية ووعدهم بترقيات .

كشف الشهود

وفي ذات السياق التزم رئيس هيئة الاتهام في القضية للمحكمة بإحضار كشف يحوي شهود الاتهام على ذمة الدعوى الجنائية في الجلسة القادمة، إلى جانب احضاره شاهدين في جلسة الحادي والثلاثين من الشهر الجاري للبت في سماع شهود الاتهام.

الانتباهه

‫2 تعليقات

  1. كان علي الاقل ريحنا من بتاعين المجلس السيادى عسكريين ومدنيين بدل قاعدين ساكت احسن يقعدوا في كوبر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..