مقالات وآراء

نحن من نصنع الطغاة

ما يحدث لنا في السودان مطابق لهذه القصه البليغه.
فعندما استولى حفيد جنكيز خان- مؤسس إمبراطورية المغول- على بغداد ونهبها عن آخرها، وقتل من أهلها 200 ألف شخصاً،
بل تقول بعض المصادر إنه قتل 400 شخصاً ودمّر مساجد بغداد القديمة،
ودمر مكتباتها وقصورها.

عندها أرسل خبراً أنه يريد الالتقاء بأكبر عالم في بغداد.
وبالتأكيد لم يرض أحد بالذهاب للقائه،
وفي النهاية ذهب شاب صغير السن لم تنبت لحيته بعد اسمه كادهان..
كان معلماً في مدرسة للشباب.

ذهب كادهان للقاء هولاكو وأخذ معه جمل، وماعز، وديك..
ولما وصل كادهان إلى القصر قال له هولاكو:
ألم يجدوا غيرك لمقابلتي والمثول أمامي!
أجابه كادهان: إذا كنت تريد شخصاً كبيراً يوجد جمل في الخارج..
وإذا أردت شخصاً ملتحياً يوجد في الخارج ماعز..
أما إذا أردت شخصاً صوته مرتفع يوجد في الخارج ديك أيضاً..
وبإمكانك أن تدعو من تريد..

عندها فهم هولاكو أن من يقف أمامه ليس رجلاً عادياً..
قال هولاكو: أخبرني، يا تري ما سبب مجيئي إلى هنا.؟
أجابه كادهان جواباً عميق المعنى: أعمالنا، ذنوبنا، هي من أحضرتك إلى هنا..
لم نقدر نعم الله علينا،
أسرفنا في المعاصي،
وتعلقت قلوبنا بالدنيا والأموال والأراضي..
والله أرسلك إلينا نقمة ليسلب منا ما أعطانا من نعم..
فسأله هولاكو سؤلا ثانياً: ومن القادر على أن يبعدني من هنا؟
أجابه كادهان : إذا عرفنا قيمة النعم وشكرناها.. وإذا ابتعدنا عن الخلافات فيما بيننا،
وقتها لن تستطيع البقاء والوقوف هنا.
وحقا فلقد صدق هذا الشاب العراقي الأصيل فنحن في السودان نصنع الطغاة.
وكم من طاغية صنعناه.
ومازلنا وحتى يومنا نصنعهم.
وبين أيدينا الآن طغاة قادمون.
وهم قيد الصناعة.

برهان وحميدتي وقد تم الآن احالتهم بدلاء للطاغية عمر البشير الذي فعل الأفاعيل بشعب السودان.
والفارق الوحيد ما بين الطاغية جنكيزخان والبشير أو البرهان أو حميدتي أن جنكيزخان ليس بعراقي الجنسيه.
وان البشير طاغية سوداني كامل الدسم.
ولكن ما يحز في النفس اننا وبأيدينا نعدهم. والطغاة الجدد برهان وحميدتي قد خدعونا كثيرا بعد الثورة بالوثيقة الدستوريه والمجلس ذو الشقين المدني والعسكري.

فصفقنا وهتفنا لهم بقوة حريه سلام وعدالة والثورة خيار الشعب.
فمضوا ليغيبوا المدنية عن المشهد وابدالها بهذه الشمولية البغيضة.
وقد اعانهم في ذلك كل اصحاب الهبوط الناعم.
الذين أضاعوا الثورة.

محمد حسن شوربجي
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. وماذا عن مجاهرتنا بالمعصية اليس من الممكن ان الله بعث لنا حمدتي والبرهان وخايبي الرجاء بسبب ذنوبنا فقد اضحت المجاهرة بالمعصية لا تجد من يستنكرها وكاننا ابتلينا بعمى الالوان فلا نفرق بين الخير والشر واصبح شعارنا افعل ما تشاء فالعمر قصير بدل حرية عدالة سلام فقد انقشعت الغمامة عن الوجوه وظهر ان كثير ممن كنا نلتمس فيهم الخير ما هم دعاة لهدم الفضيلة ودعاة للمنكر والباطل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..