مقالات وآراء

سوء إدارة هنا وهناك

كمال الهِدي

تأمُلات

. ما جرى لبرشلونة خلال السنوات الماضية يشبه بدرجة كبيرة ما عانى منه نادي الهلال.
. فقد أساء بارتوميو وسلفه روسيل إدارة ناديهما لينتهي الأمر بمعاناة فريق الكرة المستمرة حتى يومنا هذا.
. وبسبب التعاقدات غير الموفقة مع المدربين واللاعبين وإهمال أكاديمية النادي والتفريط في نجوم بحجم نيمار  وسواريز والعديدين قبلهما صار البرسا حملاً وديعاً في أهم بطولة أوروبية رغم إمتلاكه لأعظم وأمهر لاعب في العالم حالياً.
. ظليا يفرطان في لاعبين بمراكز محددة قبل توفير البدائل الملائمة.
. ولم يحرصا على تجهيز بديلي أحرف لاعبي وسط في العالم (تشافي وإينيستا) فتأذى منتخب أسبانيا قبل أن يتضرر برشلونة.
. والغريب أن النادي كان يمتلك الكانتارا في وقت اقترب فيه تشافي من الترجل، لكن الإدارة السيئة لم تفلح في إغراء ثياغو بالبقاء، فغادر لبايرن ميونخ وانتهى به الأمر حالياً بالنادي غير المناسب لنوعية مهاراته (ليفربول)، فتراجع النجم الموهوب كثيراً.
. ومن هزيمة أمس الأَول أمام غرناطة تأكد أن نوعية المشاكل الفنية التي تسببت فيها الإدارة السيئة لمختلف الملفات في برشلونة تحتاج لوقت أطول مما توقعنا.
. فبعد العودة المتأخرة للإنتصارات المحلية والأداء المعقول ومع احتدام المنافسة على لقب الليغا ما كنا نتوقع كبوة جديدة لهذا الفريق الذي عودنا فيما مضى على الأداء الرائع المستقر.
. لكن وقع ما لم يكن متوقعاً وأدخل الفريق نفسه في عنق الزجاجة مجدداً وأصبح مصير معلقاً بنتائج غيره.
. وهي حالة تشبه وضع الهلال الذي تسببت فيه إدارة الكاردينال السيئة طوال السنوات الماضية.
. فالإنتدابات كانت تتم عبر سماسرة غلبوا دائماً مصالحهم الشخصية على منفعة النادي فدخل الكشف أشباه محترفين ما كان متوقعاً أن يضيفوا قيمة فنية للفريق تماماً كما فعل أبيدال هناك بتعاقده مع لاعبين مثل بواتينج الذي ربما لم يحلم وهو في ذلك العمر أن يقوم بزيارة خاطفة لهذا النادي الكبير، ناهيك عن أن يتعاقد معه لستة أشهر.
. المدربون جرى تغييرهم في فترة الكاردينال كما يغير الشخص ملابسه وهو يشبه بدرجة أقل تعاقدات المدربين في برشلونة.
. والتعامل مع نجوم الناديين ساء بدرجة كبيرة، الشيء الذي أثر على الأداء الجماعي علي المستطيل الأخضر كنتيجة طبيعية للتخبط والعشوائية.
. لذلك إن إحتاج برشلونة العالمي لوقت طويل لكي يتعافى من مشاكله  الكثيرة، فمن باب أولى أن يصبر الأهلة على فريق الكرة الذي تغير جلده بالكامل.
. لكن هذا الصبر مربوط بشروط أساسية أهمها أن تحل لجنة (التطبيع) خلافاتها التي صارت واضحة لكل متابع.
. فليس مقبولاً أن ينقسم أعضاء اللجنة بين الصحف، هذا يظهر في واحدة وذاك يتصدر مانشيتات أخرى بسبب القرب أو البعد من بعض زملاء المهنة.
. الهلال ليس ملكاً لثلة من الصحفيين، ويفترض أن تضع اللجنة كوحدة واحدة نفسها على مسافة متساوية من جميع الصحف الزرقاء إن أرادوا خدمة الكيان حقيقة.
. كما يفترض أن يظهر رئيس اللجنة ويفيق من سباته العميق لتكون له الكلمة العليا في حسم هذه الخلافات ووضع الأمور في نصابها الصحيح.
. ثم بعد ذلك يمكنهم أن يحدثوننا عن المعسكرات الخارجية والإعداد الجيد أو التعاقدات مع اللاعبين.
. أما بالوضع الحالي فسنكون واهمين لأبعد مدى إن توقعنا تحسناً ملموساً في مستوى فريق الكرة.
. ما زالت صحفنا الرياضية تبشر بأيام جميلة  مع المدرب ريكاردو الذي يعِدون الجماهير بأنه ساعٍ لصناعة فريق المستقبل.
. والواقع يقول أنه لن يكون للهلال حاضراً يسر، ولا مستقبلاً زاهراً في ظل هذا العبث والخلافات والتخبط الإداري.

. أصلحوا ما بأنفسكم أولاً كإداريين تقودون دفة النادي لينصلح كل شيء فيه، وإلا فلن تصلح ذلك مانشيتات الصحف.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..