مقالات وآراء

*حِلِيل الزمان، محمد أحمد الحِبَيِّب & معاوية المقل!!!*

جمال أحمد الحسن

خارج النص

كما ذكرت سابقاً.. البلد الوحيد في الدنيا دي اللِّي ماضيهو أجمل من حاضره  وأنضر وأحلى من مُستقبله هُو سودان الدهشة دا…

جسَّد هذه المعاني وأكَّدَها شعراً جميلاً مُسبَّكاً وصادقاً شاعرنا الصُوفي المُتَبتِّل محمد أحمد الحِبَيِّب ووقَّع لحنها وأدَّاها (زي ما الله خلقها) فنَّاننا الجميل الذي وصفه أحدهم بأنه سبيكة فنية طااااااعمة من (لحن عثمان حسين + صوت محمد وردي + إيقاع عثمان اليمني) معاوية المقل وما أدراك ما هُو…

جال الحِبَيِّب في خاطرته الزمانية.. لي ديار في الماضي كانت ليَّ إيوان.. الحنين جارِفْنِي كُلِّي اشواق وأحزان..

تجوَّل ما بين ريقان النخيل البِقَى طُوَال وعُولاق بعَد ما كان قِصْقِصْ ومِتْسَاوِي، وذكر كُرْشَة عبْدَرْحَمَان الطاعمة، وعَرَّج على تمُرة التاية بت أحمد ود المكِّي اللِّي أصبح حالها يغني سُؤالها ويبكِّي القلبُو حجر بعد ما حاصرتها الحشائيش وهجرتها القماري وسكنها الغربان..

إنتحب كثيراً على يباس نيمة خلوة شيخنا عُثمان عبد الرحيم ود المكي، التي كانت خلية نحل تعج بطلاب القرآن الكريم.. وربط بصورة ذكية جداً ما يحدث الآن من تردِّي في كثيرٍ من مناحي الحياة بابتعادنا عن هُدَى القرآن وأهله..

ثم خاطب (صديقه الأنتِيم كمال حسن مُحُمَّد) مذكِّراً إياه بسِعِن حاجة العَشم الرويان والتريان بلبن بقرها الذي كان يُوزَّع مجاناً على أهالي الحي عشم ومحبة ساااااكت لله وفي الله..

وهُنا لابدَّ لي أن أتوقف قليلاً في حلة المسيخاب بالمقل وسط.. حيث سِعْن التُومي بت عبد الحميد الشلعي الشهيرة بـ(التُومي مرَتْ ود فضل السيد) وطبعاً كان في حريم في البلد مشهورات بأسماء رُجالِن.. زي فاطني التاج وعاشة بت أَدْ عِتِمان.. رحمة الله تتنزل على ضرائحهن الطاهرة…

أتذَكَّر أيام سعن التومي دي.. والجرادِل والحِلَل والكواري والبِسْتِلاَّت مرصوصة قدَّام برندتها وهي توزع فيها مما أفاض الله عليها من نِعَم.. والكل يخرج من عندها راضي ومبسوط.. نسأل الله أن يجعل ما قدمته من إطعام وإسعاد لتلك الأُسر في موازين حسناتها وأن يرفع درجاتها في عليين..

ظل هذا الحال السمح كما وصفه الشاعر، خيرات بجبوج تتدفق عطاءاً وسترة حال على أهل الحجير وأُوسلي والأراك وتعُم القرى المجاورة، الطنابير وحس الدليب ونُقارة مستُورة بت فرج الله تنشر الفرح هنا وهناك ولبن الجمال (قِرَبُو) تتخابت و(قِرعُو) تنطاقش حتى جاء الكيزان وحدس ما حدس!!!

*خارج النص:*

إنها عيدية كاملة الدسم أهداها لنا ثنائي الإبداع الجميل محمد أحمد الحِبَيِّب & معاوية علي عبد الرحيم بصُحبة معتز عبد الغفار، هيثم عوينات والنعيم ود حمد.. ومن خلفهم في الإشراف والمُتابعة الشاب المعطُون تفاؤل الغُوث فتح العليم الكرشابي.. في زمنٍ صارت فيه الفرحة عصيَّة جداً ولسان حال الكثير يقول:

بالهموم الليلي مشغول.. وينِي منها دار الأمان..

عشمهم في يوم باكر أن يعم الخير وأن يروَى أهل الصحافة وجبرة بعد ما أصابهم الجفاف وبجوارهم النيل الأبيض يجري منساب!!!

(و)

إنحناء النيل في خشوع.. قصدُوا يدرِك كل عطشان..

يروي كلّ الفيها مزروع.. إرتباط واحساس بالمكان..

فلهم منَّا التحية والتقدير والمحبَّة… ولنا عودة إنشاء الله…

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..