مقالات سياسية

لا وألف لا يا منّاوي..!!

زاهر بخيت الفكي

سارع مناوي بعد أن ضمِن وظيفته حاكماً لدارفور الكُبرى في القيام بزيارة للجزيرة (كزعيم) يتعشّم في تأسيس قاعدة له في (كنابي) تنتشر غالبيتها في الجزيرة ، وللرجُل الحق في تحقيق طموحاته وطرح نفسه كزعيم سياسي يسعى للانتقال بأهداف حركته من قتالية إلى سلمية داعمة للمدنية، ولن يتأتّى هذا إلّا بوجود دعمٍ جماهيري شعبي يُعين على بناء حزب سياسي للمُنافسة به في انتخابات ما بعد نهاية الفترة (إن) وصلناها بالسلامة ، والمُراقب للشأن السياسي الداخلي يلحظ الفرق الكبير بين منّاوي الذي أوصلته حركته من قبل إلى منصب كبير مُستشاري الرئيس البشير، ومنّاوي الذي جاءت به اتفاقية سلام جوبا مع الحكومة الانتقالية.

لقد احتفى به أهل الجزيرة بكافة اثنياتهم وخرجوا لاستقباله في مناطق الزيارة كرجُل سلام ألقى السلاح ورفع يديه لهم يُحييهم بشارةِ السلام ولكن هل يكفي هذا يا مناوي للوصول..؟

لا وألف لا يا مناوي ومن شاركته الحُكم من قبل وجلست معه في مكاتب القصر الفارهة كمستشار كبير كانت لقاءاته الجماهيرية مُدهشة، وقد كانت الجماهير تصطف له بالألوف في زياراته لهم يرفعون له اللافتات ويتغنون باسمه ويُرددون بحماس تلك الهُتافات التي حفظناها من كثرة تكرارها (سير سير يا بشير نحن جنودك للتعمير) ولم يُصبح بالرغم من ذلك زعيماً حقيقياً لمجافاته لدرب التعمير والبناء ، ولم يكُن من بين الهتيفة كذلك من يسعى بجد للاعمار وأكثرهم في خانة دمار ما وجدوه عامراً جلسوا ، ولم تُفيده تلك الحشود في أن يُصبح زعيماً في واقع الأمر إذ لم يفعل ما يُعينه على تحقيق الزعامة ولفقدانه لأدواتها ، ومن أهم أدواتها العمل ثُم العمل وقلة الكلام والطلة.

لن تُفيدك الجزيرة ولا غيرها من ولايات السودان اليوم حتى ولو خرجت الملايين لاستقبالك لمجرد التحية وأنت بلا شئ تستطيع أن تُقدمه لهم، ينتظرك أهلنا في دارفور اليوم للعمل وقد أحرقتهم نيران الحُروب التي كُنتُم طرفاً فيها، واعلم بأنّ أهم قواعد بناء جسر الزعامة الذي تسعى إليه عبر زياراتك للجزيرة وغيرها ، وما تستطيع أن تصل به سريعاً للقاعدة الشعبية هي النجاح في مهمتك وسط أهلك في دارفور الكبرى وإرساء دعائم السلام فيها، والعمل معهم بجدية في إيجاد مُعينات الاستقرار النهائي في مناطقهم، مع خلع ثوب القبلية الضيق الذي ظللّت مُتدثراً به في ما مضى والتدثُر بثوب الوطن الواسع لضم جميع الاثنيات بمختلف مكوناتها وثقافاتها حتى يستظلّوا معك تحت مظلة السلام الظليلة للوصول للمبتغى.

الاحساس بمن جعلوك حاكماً عليهم والعمل لأجلهم يختصر لك الطريق للوصول للزعامة يا مناوي، وأنت تعلم أكثر من غيرك احتياجات أهلنا البُسطاء (البسيطة) في دارفور وأنّ أمر تحقيقها مُمكنا، فعليك بالاجتهاد في تحقيقها وإلّا فجذوة الصراع تحتاج فقط لمن ينفخ فيها وما أكثرهم يا مناوي.

***********

الجريدة

تعليق واحد

  1. لا أرى عيبا ان يطرح مناوى نفسه قائدا سياسيا وكن العيب كله الا يعرف الانسان قدر نفسه وقدراته فيكون طموحا بغير اعتدال وبتحول الى الة مدمرة تشق طريقا عبر الاشلاء والاخفاق ولا يحرز نجاحا يذكر. السيد مناوى كان كبيرا لمساعدى المخلوع ءات يوم ولم يحفظ عنه سوى عبارة مساعد حلة وهى المرة الاولى التى ترد فيها هذه العبارة..ونعذره فهذا سقفه المعرفى ومبلغ قدراته…كان مساعدا لم يمتلك القدرة على التخطيط ويترفع عن الاستعانة بالعارفين احتمى بالقبيلة التى لم تعنه على الانجاز..وباعتباره مسىولا عن دارفور كان همه المال ثم المال لم يقدم اى مشروع مهما صغر حجمه..اذن ما الجديد الذى يمكن ان يحمله مجددا….. ليس هناك ما يبشر سواء ذهب للجزيرة او الواقواق ليلطف الله بدارفور والسودان ممن تظل ايديهم تسطو عاى المال العام..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..