مقالات وآراء سياسية

عنك يا رسول الله ..

طارق يسن الطاهر

لو رأيتُ وجهك فقط ، لآمنت ، لأنه ما وجه كذاب، ولو سمعت حديثك لأسلمت ، لأنه ليس حديث دجال ، ولو رافقتك لأيقنت أنك الصادق المصدوق ، فلا يعرف الهوى لك سبيلا، ولا يتخذ الضلال لك طريقا .

كنتُ لزمتُ بابك، وسبقت غيري ، ونلت شرف خدمتك ، وفضل ملازمتك، كنت حملت نعالك ، وصببت لك وَضوءك، وهيأت لك فراشك، وأسرجت لك دابتك .

لا أدري كيف كفر بك من رآك، وكيف كذبك من سمعك، لا أدري كيف لم يحمدوا الله أن خلقهم في زمان أنت فيه ، ففرطوا في فضل الصحبة ، وأضاعوا شرف السبق للإسلام .

لا أتفهم كيف جبذ ذلك الأعرابي ثوبك حتى أثّر في عاتقك ، كيف طاوعته نفسه ليفعل ذلك ،ولو كنت حاضرا ذلك المجلس ، وشاهدت تلك الفعلة التي فعلها وهو من الخاطئين ، لقفزت عليه ، وأخذت بتلابيبه، وربما لم يفلت مني، وفي جسمه عضو يتحرك .

ولو شهدتُهم وهم يرمون سلا الجزور على جسمك الطاهر – وأنت تصلي عند الكعبة – لن أتركهم حتى أفصل رقابهم عن أجسادهم .

ما بال هؤلاء القوم لا يفقهون حديثا ، ما بالهم فرطوا في هذا الفضل ، ما بالهم لم يحمدوا الله أن أوجدهم معك سيدي ، ما بالهم؟!

ماكنت سأناديك من وراء الحجرات لأزعجك وقت قيلولة ، يرتاح فيها ذلك الجسد الذي تسامى فوق كل شيء.

ما كنت سأترك أحدا يجعل صدرك ضيقا بما يقولون ، ولا بما يمكرون ، فليهذب أحدهم كلامه ، وهو في حضرة نبيه ، وإلا فليصمت .

ما كنت سأكثر عليك من السؤال ، والاختلاف عليك، كما فعل السابقون مع أنبيائهم.

ما بال هؤلاء القوم لا يستغلون سانحة
سيد ولد آدم بين ظهرانيهم ، ولا يغتنمونها فرصة
فرص منحها الله لهم ،فلم يستغلوها، خابوا وخسروا.

ما كنت سأترك أحدا يشغلني عنك ، لا ولد ولا زوجة
ما كنت سأدع شيئا يبعدني عنك ، لا مال ولا عمل
كل دقيقة معك مكسب ، سأغتنمها
سأسعى لخدمتك ،وللدفاع عنك ،وللنهل منك.

لا أدري كيف يتلكأ أحدهم عندما تأمر أمرا ما ، ولا أدري –ابتداءً- كيف ينتظرون إلى أن تأمر، ناهيك أن يتلكؤوا في التنفيذ .

لا أدري كيف طابت نفوسهم أن يعذبوك ، ويكسروا رباعيتك حتى ينزف منك الدم الطاهر.

لا أدري كيف طابت نفوسهم ليرجموك بالحجارة ، ويدموا ساقيك الكريمتين.

جئت إلى عندهم تدعوهم وتهديهم، فلم يؤمنوا ولم يخلّوا بينك وبين الناس .
كنت سأكون أول المستجيبين
فأنت رحمة للعالمين
ونعمة مسداة

رحمتَهم ورأفتَ بهم ، فأنت ( بالمؤمنين رؤوف رحيم) ، ورحمتَ غير المسلم ،وغير الإنسان ، فأنت ( رحمة للعالمين)

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ***فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه *** فيه العفاف وفيه الجود والكرم
أنت الشفيع الذي تُرجى شفاعته *** على الصراط إذا ما زلَّتِ القدم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..