مقالات وآراء سياسية

ريادة أعمال واقتصاد السودان يبتدرها الوزراء.

أسامة ضي النعيم محمد

مشكلات الدول الاقل نموا لا تحل بوصفات تستورد من دول تراكمت ثرواتها باستغلال المستعمرات ، أو أخري استجلبت العبيد لزراعة القطن والعمل في المزارع الضخمة التي يمتلكها البيض ، تجربة بنك الفقراء في بنغلاديش التي قدمها للعالم دكتور محمد يونس لم يكتبها له علماء الاقتصاد الامريكان الذين درس علي أياديهم في جامعاتهم ، هي ملاحظة اتته من معاناة الفقراء في بلده وطريقة كسبهم للعيش وحولها بالريادة الي تجربة عالمية عادت ألي أمريكا كما الفتح الجديد وحصل دكتور محمد يونس علي جائزة نوبل في الاقتصاد عن مجهوداته في تخفيف معاناة الفقراء وإدخالهم في دورة التمويل المصرفية عبر تجربة بنك الفقراء.

رفع الدعم عن الوقود والمحروقات لإطلاق متوالية الزيادات في تكاليف النقل والترحيل وهكذا تتدحرج كرة الثلج محملة بالأعباء الضريبية علي مواطن السودان، هي اجراءات اقتصادية تخرج من عقل يفكر في اتجاه واحد ، يصعب عليه أو يتكاسل عن تطبيق تجارب النمل وهي تجمع الحبوب في وقت الرخاء وتخزنه في جحورها استعدادا لوقت الشدة ، الهم الله النمل تلك التجارب التي جاء بها العلي القديرأيضا في محكم التنزيل علي لسان سيدنا يوسف عليه السلام ، تزرع سبع سنين دأبا وتحصد ثم تخزن لسبع عجاف اتيات ، معادلة تبدأ بالإنتاج وتتواصل بترشيد الاستهلاك و علي بساطتها تحمل الحكمة الربانية ويا سبحان الله.

الوزراء الرواد في السودان هم من يسيرون علي هدي ما جاء في محكم التنزيل ثم علي نهج دكتور يونس في بلده ، ها هو خريف العام في مرحلة البداية والإعداد ، تأتي ريادة العمل بقيادة مجهودات الشباب وتصويبها لإعداد مساحات زراعية ضخمة حول العاصمة والمدن الاخري ، توفر الحكومة الوقود عبر استجلاب البترول الخام ومعالجته في مصفاة بورتسودان أو الجيلي لخفض التكلفة ، تنظيم الشباب في جمعيات تعاونية وتقديم ضمانات عبر تلك الجمعيات للحصول علي تمويل من البنوك التجارية ، البنك الزراعي يساهم في توفير المبيدات غير الفاسدة والآليات الزراعية عن طريق الايجار ، بنك الاسكان العقاري يطلق مبادرة تمليك المساكن الشعبية التي حتما ستوجه مدخرات الاسر الي بناء مساكن وتخفيف المعاناة.

الوصول الي جيب المواطن لتمويل اتفاقية السلام هو طريق الكسالى ، في دفوعاتهم يقدم الوزراء أسعار الوقود والمحروقات العالمية كمبرر لرفع السعر في السودان ويتجاهلون ببساطة مستوي الاجور والدخول في تلك الدول مقارنة بوسائل كسب العيش في السودان وما تنتجه من غلة ، الحاجة الي مبادرات يقودها وزراء في الحكومات الانتقالية أو غيرها من حكومات السودان تصبح ملحة في هذا الكسل واستدعاء العقل من اجازته هو الحل ، الوزير الرائد الذي يطرح كتابه الاخضر ومقترحاته ليلتف حولها الشباب تنفيذا هو ما نحتاجه ، لا حاجة للسودان لوزير يسعي لتطبيق وصفات ( بضبانتها) ربما نجحت في دول ينتج انسانها وتزيد فيها دخول الافراد بأضعاف.

يحدثك وزير اخر عن جذب استثمارات المغتربين ويهمل تماما عجز البنوك السودانية عن مواكبة أسواق المال العالمية ، تجربة بنك السودان تتواضع لدرجة لا يلم بما يدور في السوق العالمي لجذب الاستثمارات عن طريق أدوات الدين العالمية مثل الاسهم والسندات التي تطرح في سوق المال العالمي كما تفعل اسرائيل والهند مثلا، ذاك ترف لا يعرفه بنك السودان ولا يخوض في الحديث عنه فتجارب بنك السودان تتواضع الي حجز حصائل الصادر بعيدا خدمة للمنتفعين الذين يتقاسمون مع بعض موظفيه الاتعاب مع الوراقة تجمعهم ساحة وزارة التجارة.

الوزير الرائد نحتاجه لإيقاف تهريب الذهب وهو يقود شركات حكومية تعمل في مجال التنقيب تردفها شركات أجنبية توفر تقنيات عالية ، حصيلة صادر الذهب تقابلها اعتمادات مستندية معززة من بنوك عالمية وتصب الحصيلة في النظام المصرفي في السودان بينما تغادر شحنة الذهب بطائرات عبر اجراءات جمركية صحيحة تكون قد استوفت سداد مستحقات الجهات الحكومية ، وزير رائد يعمل أيضا مع مظلة شباب داعم يراقب صادر الانعام من الضعين والنهود الي حدودنا مع مصر كما يراقب أيضا صادر الصمغ والسمسم والكركدي.

الحلول الاقتصادية لمشاكل السودان الانية ليس من الضروري أن يأتي بها خبير يتقاضي راتبه بالدولار ومكتبه الدائم في نيويورك ، ما كان دكتور محمد يونس الا استاذا عاديا في جامعات بلاده بنغلاديش ، أخذته ريادة حل المعضلات وايجابية عمله الي ذلك الفتح والنجاح ، هكذا كانت تجربة الصين وخروجها ماردا عملاقا في عهد الانفتاح علي العالم ولا نذهب بعيدا فلنا في رواندا المثال الاقرب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..