مقالات وآراء

الدولة الضرار في السودان

أسامة ضي النعيم محمد

هي التي جاء بها المشروع الحضاري في يونيو1989م لتحل محل مشروع العمار الذي ورثناه من الحكم الانجليزي خلال الاعوام (1899-1955م)، أورثتنا فترة العمار دولة واحدة بلا( طق ولا شق ) ، حدودها من حلفا الي نمولي ، قطنها الابيض طويل التيلة يزرع في أكبر مزرعة في العالم تحت ادارة فريدة ، يحرك ذهبنا الابيض مكائن مصانع النسيج في لانكشير بانجلترا ، تنقله من مشروع الجزيرة الي بور تسودان قاطرات هي من بين معجزات الزمان في أرض السودان .

حسدا من عند أنفسهم تقاسم أهل المشروع الحضاري أن يعيدوا صنع العجل و صياغة السودان ، كانت تمكينا الدولة الضرار، لم تعد حدود السودان من حلفا الي نمولي ، اهترأ السودان الكبيربفعل متحركات القتال تحمل صبية المدارس في دفارات لمقاتلة الخؤولة وشركاء الارض والماء والبترول ، انفرط العقد وما عاد السودان بلد المليونين ميل مربع وأكثر ، يذكرك شكل الخارطة الجديدة للسودان ب ( المرجرج خائض الوحل ) الانسان الذي بتر عجزه في حادث أليم ، هو المفارقة بالطلاق الذي لا رجعة معه وهل هناك أكثر ايلاما وأبغض عند الله من الطلاق .

ثم هي الدولة الضرار حين تعبث في حدود البلاد وأمنها القومي ، كما العصابات تحتضن الدولة الضرار وتتبني المؤامرات لاغتيال الرئيس حسني مبارك ولا يستحي قادة المؤامرة من اساءة استخدام العرف الدبلوماسي وأمانه بين الدول فتنقل أدوات وأسلحة القتال بحقائب حصلت علي أمان وجوار العالم ولكن الدولة الضرار وأهلها لايراعون عهدا أو ميثاقا ، لم تقف محاولات جر السودان الي سوح الجرائم فكان تفجير سفارة أعظم دولة في العالم في نيروبي ثم شربوا الكأس حتي الثمالة وفجروا الباخرة كول ، قبلها أجاروا من لفظتهم ديارهم الاصلية وأصبح السودان لهم مستعمرة منها تنطلق غزواتهم الي تورا بورا ثم الي أبراج امريكا العظمي ويدخلون الوطن السودان في شعب وتتعاهد الدول ان لاتبيعه ولاتشتري منه مقاطعة للسودان ديارا وإنسانا لعقود ، الدولة الضرار ذاك صنيعها وحاكمها تخونه الملافظ وصدقات الكلام الطيب لا يعرفها وكانت ( جزمته ) وما تحتها هو مرقد من يشير الي موكبه والبشير عار.

مشروع العمار والدولة الخيرة تواصل أكله وجيد ثماره ، كان سعر الجنيه السوداني يعادل أضعاف الجنيه الاسترليني وفي الميزان يرجح أكثر من ثلاثة عشر ريالا ، هو من بين العملات الصعبة ، لم تكن خلفته رمادا بل نارا استضئنا عليها زمانا و بني عليها المشروع الحضاري تمكينه ، أقام عليها الدولة الضرار تنهب ما تحقق من مشروع الجزيرة الي السكة حديد وأراضي السودان حكومية أو أوقافا ومن بينها ما تركه لفقراء البلاد نصاري ويهود السودان ولم يجد أهل المشروع الحضاري حابسا يحول بينهم والاستحواذ علي تلك العقارات والأراضي. الدولة الضرار أثقلت السودان بالديون وكان البشير يفاخر بالامتناع عن سداد القروض المستحقة للدول الاجنبية وعنده أن دولته لا تدخل السجن في دين وفات عليه أن أغلال الدين هي خارج السجن أيضا وأصبح السودان كما البعير الأجرب ها نحن نحصد رماد الدولة الضرار في نقص الخبز والدواء.

الفكاك من ارث الدولة الضرار هو ما تعمل عليه اليوم الحكومة الانتقالية ، التوافق علي المديونية بالإسقاط لبعضها و اعادة الجدولة ثم العودة الي العالم الخارجي معه بيعا وشراء ، في الداخل اساءت الدولة الضرار ترتيب العمل ، كانت الوظيفة وحراسة مصالح (الاخوان) هي المقدمة علي الزراعة والإنتاج الحقيقي ، تدافع التمكين لوظائف القطاع العام وأجهزة أمنهم الظلي والشعبي وتعددت قنوات كسب العيش الهامشية والطفيلية وتباري الملأ من بعض القوات النظامية في الاستئثار بالاستثمارات وعضوية مجالس ادارات شركات تجنبت رسامليها من القطاع العام.

نقل الريف الي العاصمة من موبقات التمكين ونقض الغزل أنكاثا يكون بتحويل أطراف الخرطوم الي مزارع تملكها الدولة عبر ادارات السجون ويعمل فيها النزلاء وهو ما كان معمولا به سابقا ، العودة الي تطبيقات دروس التربية الريفية التي تعلمتها الاجيال السابقة في معاهد المعلمين ببخت الرضا والدلنج والاهتمام بالزراعة المنزلية ، فليكن حوض نعناع واخر للجرجير في كل منزل بالخرطوم ويسقيه الصبية من (نقاط) الزير، حركات الكفاح المسلح الثمان تكون لها مزارعها بعضها حول العاصمة وجلها في مناطقها الاصلية ، هي دعوة الي رفع مساهمة الفرد السوداني في تحقيق عائد أكبر وانتاج يضاف الي حسبة الناتج المحلي في السعي لتفكيك غزل دولة الضرار.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..