أحسدني!

أحسدني هو إسم عطرباريسي كثيراً ما أجد إعلاناته بالمجلات
كنت أتسآل دآئماً عن سر التسمية واعتقد أن رائحته جميلة جداً جداً حتي يستحق مستعمله حسد من يشمه وفي نفس الوقت أجد التسمية طريفة تبعث على الإبتسام في زماننا هذا الذي نجد فيه شر البلية مايضحك وقد كثر الحاسدون من حولنا وهذه علامة من علامات الساعة بالطبع …والتي لاحت أشراطها
ولقد أضحت ظاهرة الحسد مزعجة لدرجة كبيرة والكل يحسد على أتفه الإمور فهناك من يراك تضحك فيعتقد أنك خالي البال ولا تحمل هماً ، لكي تضحك هذه الضحكة المجلجلة وأنت أيها المسكين غالباً ما تكون تداوي جراحك بهذه الضحكة “الي جابت ليك الهواء”…. كما تقول الحكمة( داوي الهم بالفرح)…..
وقد ينتج عن هذا الحسد أن يؤلمك احد أضراسك مثلاً فتدفع ثمن ضحكتك غالياً …. وهناك الكثير من الاحقاد والمصائب التي تنتج عن هذا الحسد، فهناك من يحاول أن يدمر أسرة كاملة و يشتتهم لمجرد أنها أسرة ناجحة ويحاول بكل الطرق أن يشفي غليله حتى لوأضطر للجوء للسحرة ولا يفوتك عزيزي القارئ أن هذا الحاسد قد يكون قريب بالدرجة الأولى لهذه الأسرة …..لا حول ولا قوة إلا بالله حسادك هم أجاويدك أي الذين تحاول أن تقف بقربهم وتشد من أزرهم……
للأسف لقد قيل الكثير عن حسد السودانيين فقد قال الرئيس الأسبق نميري،رحمه الله (أنا أحكم ثلاثين مليون حاسد)….. وقال أحد الكتاب أظنه محمد عبد الله الريح (تسعة وتسعون بالمئة من الحسد يوجد بالسودان وواحد بالمئة يوجد في باقي العالم ولكن إذا حل الليل يأتي لينام بالسودان)……
كنت في إحدى الفترات السابقة أهتم بعلم يسمى المعرفة الذاتية وفيه تتعرف
على ذاتك كشخصية أخرى تكتشف مواطن ضعفك وقوتك وترى تصرفاتك جلية وكانك إنسان لا تمت إليه بصلة وقد ذكر تحت بند الحسد أنه يبدأ بالمقارنة كأول خطوة ،لا بأس إن كانت المقارنة تؤدي للمناقسة الشريفة وتكون دافع للمقارِن أن يجتهد ولكن إن إنتهت بتمني زوال النعمة من المحسود فهذه هي الطامة الكبرى…. والحسد كما الغيرة والظن وأمراض أخرى توجد بجميع القلوب ولكن هناك من يسيطرون عليها ويحتفظون بأقل النسب منها …… سمعت أحدهم يتحدث عن حاسديه فيقول (لماذا يغضبون مني لأنني أمتلك ما لا يمتلكون فهم سعوا وأنا سعيت وما أنا فيه أعطانيه الله فهل يغضبون من الله وحكمته؟!)….

وأقول لكل محسود هناك علامات للحاسد، فتعرف عليها فأنت لا تشعر بالراحة في قربه وكثيراً ما يحاول النيل منك وتقليل شأنك أو مضايقتك بالسخرية منك وقد يوصله حسده لِإطلاق الشائعات وبهتانك …و لكن أعلم تماماً أن من يفعل ذلك فهو يشعر بالدونية تجاهك ويعلم تماماً أنه أقل منك فلا تعره إهتمامك وأعلم أنه يموت بحقده الذي يأكل دواخله وأجعل هذه المشاعر السالبة دافع قوي لك للتقدم واحراز المزيد من النجاحات حتي تصيبه بالمزيد من الإعياء والدوار وقوي إرادتك فلا يؤذيك بإرادته السالبة الخبيثة وأعلم أن الله معك لن يتخلى عنك لذوي النفوس المريضة …..

ويا ليت كل حاسد يذكر الله ويتقبل نصيبه من الدنيا فيغسل قلبه من تلك البقعة السوداء المتحركة بداخله كالرمال التي تأكله غيظاَ وعسى أن يسود فالحسود لا يسود …ولو أنه ذكر الله كثيراً عندما يركز مع شئ تمناه لنفسه لكي لا يضر إنسان تعب في هذه الدنيا لكي يحصل على ما لديه وهو في النهاية خليفةً عليه وممتحن فيه…. ليته شكر الله الذي بشكره تدوم النِعم وتتجدد وتمنى لغيره الخير حتى يطرق بابه .. ولا ينسى أن الأيام دول فما يريده لغيره قادمٌ إليه لا محالة …..والحاسد يحسد والرازق يرزق…..وكمان اهلنا قالوا الكلب ينبح والجمل ماشي………

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..