مقالات سياسية

روني تتنمر على الوطن

خليل محمد سليمان

في ظل ازمتنا الطاحنة في هذا الزمن الغابر ظهرت طبقة لا تتعامل بالعملة السودانية في تفاصيل كثيرة في دولة كل إقتصادها عبارة عن تشوهات، و ازمات بلا حدود.

قسماً بالله نزلت في فندق رفض ان يحاسبني بالعملة المحلية ” الجنيه السوداني” نظام الدفع بالدولار، و “كاااااش”، ثم ذهبت لإيجار شقة قال لي صاحبها الدفع بالدولار، قلت له سيدي نحن في السودان، قال لي ايوة عشان نحن في السودان الجنيه السوداني ما ليهو لازمة.

هل تعلم سيدي القارئ في السودان مدارس خاصة ايضاً لا تقبل العملة السودانية إطلاقاً، يعني دولار فقط، ذهب احد اقربائي لتسجيل إبنه في مدرسة خاصة مشهورة قالوا له الدفع بالدولار فقط، و كااااش، و بلا تقسيط.

إنتهى..

ظاهرة خطيرة عندما تصبح مثل هذه التشوهات نظام حياة طبيعي، في دولة تعاني الإنهيار الإقتصادي في كل مؤسساتها.

تقوم الحكومة بمطاردة السريحة، و السماسرة في ازقة السوق العربي، و هناك سوق، و مجتمع كامل يروج لهذه التجارة، و شهيته مشرعة بلا حدود، و بلا ضابط، او رابط.

تخيل عزيزي القارئ عندما تشتري، سلعة، او تحصل علي خدمات و تكون ملزم بان تدفع بالدولار، ولا احد يسألك من اين اتيت بهذه الدولارات، و ايضاً بالطبع لا يُسأل مقدم الخدمات، او التاجر، او المدرسة عن هذه الدولارات و اين ستذهب، و تتم مطاردة السريحة في الشوارع، و الاسواق، إنه العبث بعينه.

تظهر الفتاة روني، و تشكو من التنمر الذي ندينه، بكل العبارات، بل ندعوا لأجل سن قوانين رادعة تمنعه تماماً، لتُثير شفقة المجتمع، و تعرض بضاعتها بالدولار علي رؤوس الأشهاد لعمري هذا نوع من التنمر علي الوطن، و عملته المحلية.

عذراً روني يجب علينا جميعاً ان نتنمر علي هذا الوضع الشاذ، الذي سيذهب بعملتنا المحلية، و إقتصادنا الي الجحيم.

ذكرت روني في معرض شكواها من التنمر ” هي الميتين دولار بتعمل شنو”

لا يا عزيزتي الميتين دولار تعمل الكثير في دولة يتقاضى فيها عامل النظافة راتب شهري مبلغ 6000 جنيه يعني اقل من 15 دولار في الشهر، و موظف الدرجة الخامسة راتبه 15000 جنيه، اقل من 40 دولار في الشهر.

ايها المجتمع المأزوم انا لم اتعاطف معها لسبب واحد لأنها عرضت بضاعتها، و فنها الهادف بالدولار! و هذا اعتبره تنمر علي وطن مغلوب علي امره، و عملته المحلية التي اصبحت معيار لتعامل الفقراء، و البسطاء فقط، وطن لا بواكي له، مثل بواكي روني!!!

اخشى ما اخشاه ان نذهب غداً، الي سوق الخضار، و الجزارة بالدولار.

ياحكومة السجم، و الرماد، الإنهيار الإقتصادي الكامل يبدأ عندما يفقد الناس الثقة في العملة المحلية، لتكون العملات الاجنبية هي المعيار في الاسواق، و التعاملات، و تُفرض علي المجتمع ثقافة جديدة رغماً عنه.

هل نحن في ذات الطريق الذي، سلكته الكنغو حيث لا تمتلك عملة محلية، فنريد الوصول بالوثبات ” بالقطاعي”؟

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. ماخطر في عقلك ان روني المسكينة يمكن مقيمة خارج السودان؟ بعدين تبيع لوحتها ب ٢٠٠ دولار ولا ب مليوني دولار علي كيفها , إنت حارق دمك ليه , بين البايع و المشتري يفتح الله و يستر لله ولا بس عايز تكتب اي حاجة!

    حتي لو افترضنا هي تعيش في السودان و عايزة تبيع لوحاتها بالين الصيني او الليرة الايطالية فلا قانون سوداني يمنع ذلك .

    الكتابة مسئولية اخلاقية ياهذا.

  2. عليهو العوض ومنو العوض….وبرضو يقولوا سنعبر وسننتصر….ياليتهم يعبرون وينتصرون لكن واقع الحال يشير الى اننا ذاهبون الى كارثه…..نسأل الله اللطف بهذا الشعب.

  3. ياخي ما لقيت الا روني الفنانة الرقيقة المسالمة دي .. عشان تختار عنوان لمقالك؟

    ياخي قول المدارس الخاصة تتنمر على الوطن .. الفنادق تتنمر على الوطن ….

    ما وجعتك الا الميتين دولار بتاعت روني ؟

    وهي عارضة لوحتا للبيع على نطاق العالم .. وطبيعي السعر يكون بالدولار -العملة العالمية- موش بالجنية السوداني .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..