أخبار السودان

انقسامات المعارضة بجنوب السودان.. صراع في جوبا وقلق في الخرطوم

الخرطوم – الأصمعي باشري

أفادت تقارير صحفية دولية، من منطقة شمال أعالي النيل، في مواقع التماس بين السودان وجنوب السودان؛ باندلاع قتال جديد صباح يوم السبت الماضي، بين القوات الموالية للنائب الأول لرئيس دولة جنوب السودان، رياك مشار، ورئيس الأركان العام السابق لقواته الجنرال سايمون قاتويج دوال.

وبحسب تصريحات منسوبة للجنرال ويليام قاتجاث دينق المتحدث باسم فصيل “كيدقوانق” المنشق من الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة قاتويج دوال؛ فإن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان الموالية لرياك مشار هاجمت مواقعَ لهم.

وكانت وزارة الخارجية السودانية قد طالبت الطرفين بعدم استغلال أراضٍ سودانية في الصراع. وقال الجنرال قاتجاث: “إن القتال اندلع ليلة الجمعة، وإن قواتهم ترد على قوات مشار التي تهاجم مواقعها”، مؤكداً أن القوات الموالية لريك مشار هاجمت مقرهم في “مقينص”، وقد تصدوا لذلك الهجوم ببسالة – على حد قوله.

وكان القائدان مشار ورئيس أركانه السابق قد اختلفا مؤخرًا؛ بعد أن رفض قاتويج تولي منصب سياسي في حكومة جوبا، وشكك في شرعية اتفاق السلام، والأسباب التي أدت إلى عدم تنفيذ بروتوكول الترتيبات الأمنية.

وفي الأثناء، قام مشار بخطوة استبدال الجنرال قارويج وتعيين خليفة له، هو الفريق قبريال دوب لام، الأمر الذي ساهم في حالة الاحتقان داخل قيادة جيش المعارضة، وأدى إلى تفاقم الأوضاع وتصعيد حدة الانقسام خلال اليومين الماضيين، من خلال التصريحات والتصريحات المضادة من كلا الجانبين.

وذكرت وكالات أنباء عالمية أنه قد قُتل 30 شخصاً على الأقل، فيما أصيب 13 آخرون في اشتباكات ومعارك طاحنة اندلعت بين الفصائل المتناحرة داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان، عقب اشتعال اشتباكات بين قوات موالية لريك مشار نائب رئيس جنوب السودان، وفصيل منشق عنها. وشن جنود بقيادة الجنرال سايمون قاتويج دوال هجوماً على رجال ريك مشار، ما أدى لسقوط الضحايا، ويأتي ذلك عقب إعلان قادة عسكريين بالحزب، الأربعاء الماضي، الإطاحة بمشار من زعامة الحزب وقواته المسلحة.

هذا الاقتتال أدى إلى تشريد المدنيين من منطقة مقينص الحدودية، وتمدد القتال إلى إقليمي النيل الأبيض وجنوب كردفان بالسودان، وقد طرحت هذه التطورات في جنوب السودان، سؤالاً حول آثارها الأمنية والعسكرية على سلام جنوب السودان، وعلى الأمن القومي في السودان وجنوب السودان.

يقول الصحفي الجنوب سوداني زكريا شاميل إن: “تجدد المعارك جاء نتيجة حتمية للبطء الذي لازم تنفيذ اتفاق السلام، وخاصة بند الترتيبات الأمنية، وتأخر تخريج القوات المدمجة المنوط به حفظ عملية السلام”. وأضاف شاميل أن هذه القوات تعاني الأمرّين بسبب الجوع والإهمال، وأن حكومة جوبا غير جادة في ذلك، واتهم شاميل رياك مشار بأنه سبب الأزمة، وأنه ليس برجل سلام.

بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي الجنوب سوداني ليبا بونا أن: “التوترات الأمنية داخل معسكر المعارضة، ربما هو ما يتمناه الرئيس سلفاكير، في ظل الصمت الدولي، وصمت الجهات الضامنة لتنفيذ اتفاق سلام جنوب السودان، من دول الاتحاد الأوروبي والترويكا والإيقاد”. ويضيف بونا: “نخشى أن تتمدد الاضطرابات حتى تصل مناطق إنتاج النفط، وهو أمر سينعكس على حالة التردي الاقتصادي والمعيشي”.

وتوقع بونا؛ أن يستولي الجنرال قاتويج على مناطق استراتيجية ويفرض واقعاً جديداً بشأن مستقبل السلام في جنوب السودان، كما توقع أن يلقي هذا الاضطراب بظلاله على توقف عمليات النقل النهري بين السودان وجنوب السودان. وختم حديثه بالقول: “يجب أن يتحرك الجميع لإنقاذ الوضع، وتنشيط عملية السلام، قبل بروز منابر جديدة، وقوى جديدة لها وزنها في حال استمرار النزاع وتمديد أمد التفاوض”.

مداميك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..