مقالات وآراء سياسية

وما أدراك ما اكسبو – الجزء السادس ..

عبدالدين سلامه
بداية لابد من تهنئة جاليتنا السودانية لاختيار رمزها الاجتماعي الاقتصادي الخلوق ، صاحب بصمة مشروع ود بلّال الذي يستحق أن يكون منهجا عمليا في التنمية ،  أستاذنا الفاضل التوم ، الشهير بالفاضل دهله  ، لاختياره عضوا في مجلس ادارة ناقلنا الوطني سودانير ، متمنين له مواصلة رحلات الانجاز .
وبالعودة لموضوعنا الأساسي ، فقد تابعنا جميعا ذلك اللقاء الرائع الذي أجراه المذيع بوكش، مع  (رئيس النادي ،والجالية ،ولجنة اكسبو الحالية)  .
المذيع كان رائعا وسلسا ،وكاد يحرز كامل درجات الرضا لوذاكر أكثر وخرج عن عباءة الصداقة التي حوّلت اللقاء لسيرة ذاتية تعريفية برئيسنا الجديد الذي برع في تعريف ماضيه ، ولكنه وقع في العديد من المغالطات التناقضية في معظم الشذرات القليلة التي تناولها اللقاء عن الجالية ، ولتبرير وجود لجنته تعلل بفشل تلك الادارات المتعاقبة في الأندية ، وبدأ بالهجوم علي كبارنا الذين نعتز بما أورثونا من إرث  وسمعة وأرشيف ضخم من الانجازات ربما سبق مولده ، ناسيا أن من بين هؤلاء رجلين – بين مجموعته ابنيهما – كان لهما فضل كبير فيما وصلته الجالية من موقع ومكانه ، وناسيا أن الوزير السوداني الذي دعم اللجنة رغم عدم قانونيتها ، ورغم أخطاءها القانونية ، لايبعد كثيرا عن تلك الفئة  ، ولا مسؤولينا في الحكومة معظمهم من غير تلك الفئة السنيّة التي طلب منها الاعتراف بفشلها وترك العمل الاجتماعي بالجالية ، ويكفينا اعتزازا بهم وجود بايدن على رأس أكبر حضارات الدنيا حاليا ، ونسي أيضا فئة أخري لازالت ناشطة هي جيل الوسط في الجالية ، وماقاد لهذا الحديث هو  خطورة ما طرحه من تفكير يدعم تعميق الخلاف بين الاجيال ،وهو السبب الرئيس في اشكاليات الجالية وتعويق الأندية عن أداء دورها ، فصراعات الاجيال ورفض بعضهم لبعض في العمل الاجتماعي ، كان دائما سببا مباشرا في عدم  إستقرار مجالس ادارات الاندية والثغرة الحقيقية التي نفذت منها السياسة  لعملنا الاجتماعي  ، وتسلل منها  من أساءوا لتاريخ العمل الاجتماعي الناصع في صفحات الجالية ، وما حدث من ضعف واعتلالات بالجالية كان من الممكن تغييره بطرق أفضل  تتناسب مع الهدف  ، والمريض يعالج لايقتل ، ولو كان المريض يقتل بغضّ النظر عن الوسائل المتبعة لما حافظت الجالية على وجودها ، فالمغترب سفير لاينقل أسوأ مافي مجتمعه ، وأسوأ مافي مجتمعنا هو الإنقلابات ، ومناداتنا الدائمة بضرورة تولّي شباب الجالية زمام الأمور ، ارتبطت بضرورة نبل وقيمية الغايات والوسائل بعيدا عن معايير الميكافيلية العرجاء ، ويكفي أننا تمكننا من إعادة العمل بالجمعيات العمومية والانتخابات بحسب دستور النادي  بعدما توقفت لسنوات طويله بسبب المؤامرات والتعويق  والسموم السياسية القاتلة لكل عمل إجتماعي ، وماكنا نريد العودة لمربع التعيين الذي أدخلتنا فيه اللجنة المقالة التي مهدت فيها الجالية للشباب الطريق لتولي زمام النادي  وهدر ماتم بذله من جهود طويلة صحّحت النظرة وأعادت الأوضاع لطبيعتها في النادي  وبدأت رحلة التجديد ، واللجنة الحالية ليست سوى انقلاب لجنة شباب على لجنة شباب أخرى ، ولكن حشيش الجالية هو من يئن من صراع الأفيال ، والنتيجة هذا التصوّر الباهت الذي فهمنا منه بحسب اللقاء ، أن جناحنا في اكسبو سيكون عبارة عن شاشة عرض تلفزيونية ، مع بعض الرقصات الفلكلورية ، وبكل إصرار يقول رئيس الجالية بأن اكسبو معرض حكومات لا شعوب ، وأتمنى منه مراجعة كيمياء تركيبة اكسبو لمزيد من التّيقّن .
وبالرغم من أن كامل اللقاء تجنّب الإشارة لشرعية لجنة  جناحنا في اكسبو ، وليس النادي السوداني ، إلا أن مايحمد للرئيس الجديد أنه ورغم هجومه في بداية اللقاء ، ختمه بشكر الكبار ومناشدتهم الوقوف مع أبنائهم الشباب ، وهو حق مستحق لامنّة فيه ولافضل ، ولكن بالتأكيد هؤلاء الكبار تلزمهم قواعد التربية  برفض الوسائل  الإلتوائية مهما كان نبل الغايات المستهدفة .
اللقاء يحتاج مساحات واسعة لتحليله ، وبالتأكيد سنتناول ماورد فيه متفرقا لإسقاطه على مايرد فيما تبقّى من أجزاء في هذا التحقيق الإستقصائي ، غير أن مايوجع القلب حقا هو أن الصورة الذهنية الرائعة المرسومة عن السوداني في مختلف المهن خاصة الثقافية منها،  بأنه على الأقل يجيد كتابة اللغة العربية ، تتحطم على شواطيء موقع جناحنا الإلكتروني المنشور على الملأ  بأخطاء لغوية مستفزّة ككتابة ( المقرن ) بالغين ، وغيرها من الأخطاء التي لاتشبه موقع وطن  شهدت المنطقة العربية قبل غيرها بكفاءة أبنائه في لغة الضاد والطيب عبدالله مثالا  .
وللحديث بقية
وقد بلغت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..