مقالات سياسية

أحذروا تفخيخات الفلول..!!

مرتضى الغالي

قنوات الفلول التلفزيونية سفرت في اختراق كل نواميس المهنية وتجاوز مواثيق وأعراف الإعلام وفترة الانتقال.. ثم (شطحت ونطحت) في بث الكراهية وزراعة الفتن واطلاق الإدانات الجزافية والتوسّع في تعاطي الكذب الضار واساءة سمعة الأفراد والمؤسسات وبث الشائعات والدعوة الى الانقلاب على الدولة والصراع القبلي والجهَوي وإزكاء النعرات العنصرية وتهديد السلم الأهلي..! وكلها من الممارسات التي تستدعي المساءلة.. فهناك فرق بين النقد المشروع والدعوة الى الانقلابات العسكرية.. وليس النقد بمحجور على أعمال الدولة ولا على الموظف العام بداية من رئيس الحكومة ونهاية بجميع المسؤولين بما فيهم أعضاء مجلس السيادة وغيرهم.. ولكن يبدو أن الفلول يريدون الاستثمار في الفتنة واستغلال حرية التعبير على غير وجهها الوضيء؛ فحرية التعبير لا تعني ترويج الأكاذيب ومناصرة القتلة واللصوص والدفاع عن المجرمين الذين سفكوا الدماء وسرقوا الموارد وانقلبوا على الدستور وصادروا الحقوق..!!

فما اشبه الليلة بالبارحة.. وها هو إعلام الفلول يقوم بممارسة نفس الدور الشائن القبيح الذي قاموا به خلال الديمقراطية الثالثة عندما فتحوا صحفهم و(مواخيرهم الاعلامية) في غفلة من الناس وقاموا بالترويج للباطل وانغمسوا في نشر الاكاذيب والشائعات واغتيال الشخصيات وتزييف المواقف تمهيداً لانقلاب الجبهة الاسلامية في عام 1989 الذي جاء بنظام الانقاذ و(شراذم الجهالة والإجرام) ليقوم بتدمير الوطن وبالإبادة الجماعية وتجزئة البلاد ونشر (الفساد العميم) وشفط الموارد والمال العام وارتكاب جرائم تتابعت وتعاظمت من تشريد العاملين وازاحة السكان وحصد ارواح البشر عبر كل المحارق في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وكردفان وسلسلة المجازر الجماعية من كجبار إلى المناصير إلى بورتسودان ورمضان.. إلى العيلفون والخرطوم في سبتمبر 2013 إلى مجزرة ميدان القيادة وما بعدها.!!

الآن تتصاعد خطة الفلول الخبيثة في التخريب الاعلامي في تناغم مرسوم؛ برنامجاً بعد برنامج ومقالاً بعد مقال.. وكلما استشعروا غفلة عما ينشرون ويبثون من أكاذيب وتحريض وفبركات (زادوا العيار) حتى اصبح التحريض على الفتنة سافراً كاشفاً عن ساقه، واصبحت الدعوة الى الانقلاب على الديمقراطية والدولة ونشر الفتنة في سفور وفجور مع شحنات من الأكاذيب والشائعات المُنتقاة التي ترمي في فرع منها إلى تحريض القوات النظامية على القوى السياسية والمدنية.. وكنا قد أشرنا قبل أيام الى برنامج في إحدى هذه القنوات استضاف خمسة من العسكريين بينهم مقدم وعميد هدد (وفق ما تم التخطيط له) بشن هجوم سافر على أحد الاحزاب السياسية.. وكنا وقتها طالبنا قيادة الجيش بالتحقيق مع هذا العميد وشريط التسجيل موجود.. ولم نسمع شيئاً في أمر خطير كهذا.. وعندما لم يحدث الالتفات الى هذا التحريض المكشوف الخطير زادت القناة من غيّها ومضت تشحن أوردة الأثير بأكاذيب وتحريضات لا أول لها ولا آخر.. وكل ذلك يتم بتخطيط من الفلول الذين أعادوا الحياة للقناة (بعد أن أعلنت افلاسها).. ومثل هذا التجاهل لمخططات الفلول يستلزم بعض اليقظة.. ولا يحدثنا الفلول المجرمون القتلة عن الحرية في الإجرام.. فهم في مرتبة أسوأ من النازيين الذين حظرتهم دول الحريات في أوروبا ومنعت نشاطهم السياسي والإعلامي (لأنهم قومٌ مجرمون) يتحرّكون بعقيدة فاسدة ويحسبون أنفسهم فوق البشر ولا يتورّعون عن إبادة الناس ورفع أعلام الموت والإرهاب..!!

احذروا قنوات الفلول وصحفهم التي يسود الصمت عن تحريضها وسمومها.. وللتذكير فإن مكاتب نيابة ديوان النائب العام قامت باستدعاء رئيس تحرير (صحيفة الحداثة) وساقته مخفوراً لأنه نشر تصريحاً للنائب العام قاله بعضمه لسانه.. ثم عندما أدرك خطأ الاستدعاء وواجهته حقائق الواقعة أمطر محرر الصحيفة بالاعتذار وما يشبه التشكي والتبكي و(التخرّت).. فلماذا هذه الهِمة هنا والصمت هناك..؟! سؤال يحتاج الى إجابة..و(الحبل على الجرار).. والثورة مستمرة..!!

الديمقراطي

‫3 تعليقات

  1. مقال في الصميم أستاذ مرتضى. لا افهم كيف يستمر احد اكبر ابواق النظام المجرم واحد الذين ساهموا بشكل أساسي في اجهاض الديموقراطية الثالثة وهو حسين خوجلي في العمل بحرية ومخاطبة الشعب من خلال قناته التافهة التي تدس السم في العسل. كيف يحدث هذا ودماء الشهداء لم تجف بعد؟ بالأمس كان يردد في برنامجه “عمود في الهواء” وهو في الحقيقة “عجل في الهواء” فرحته الغامرة بإنتصار طالبان في أفغانستان ويبدو انه انساق وراء أوهام ظلوط ودغدغت عقله المريض أحلام اليقظة فتصور ان تعود الإنقاذ بكل اجرامها وفسادها وتستولي على السودان من جديد بمباركة من الشعب. الم اقل لكم انه “عجل على الهواء”؟

    يجب الضرب بيد من حديد على هؤلاء وعدم التراخي ومنح الفرصة لهم لانهم لا اخلاق لهم ولا دين ولن تتوقف مساعيهم في العودة للسلطة بأى ثمن ولكن هيهات.

  2. نحن نريد ديموقراطية ولكن من غير ديموقراطية وحرية ولكن من غير حرية
    كدا ووب وكدا ووبين
    هههههههه

  3. في الديموقراطية لا يمكن كسر الاقلام. اما ان ترد لو كان الكلام منطقي أو تذهب للقضاء اذا كان هناك تجني
    غير كدا ما ينفع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..