مقالات سياسية

قائمة الآلية في مبادرة حمدوك لا علاقة لها بالثورة

وائل محجوب

• العقل السياسي الذي أنتج وصنع آلية مبادرة رئيس الوزراء، هو عقل لا يمت بصلة لواقع ما بعد ثورة ديسمبر/ ابريل، هو عقل ذاهل عما صنعته الثورة وما قدمته فدأ لانعتاق البلاد من جحيم الانقاذ، وكل ما له صلة بمرحلتها المشئومة من افكار وشخوص ووسائل، واساليب لإدارة القضايا الكبرى بمنهج “الخم واللم”، ومن تداخلات تفرض فيها القبلية سطوتها على الدولة وقرارها وفعلها السياسي.

• جاءت هذه المبادرة بحسب توصيف رئيس الوزراء نفسه لتعالج استعصاء شامل في العلاقات بين مختلف دوائر العملية السياسية؛

  • على المستوى التنفيذي في علاقة المدنيين بالعسكر.
  • وعلى مستوى تفكك الحاضنة السياسية، وتدهور العلاقة بين الحكومة الانتقالية والشارع الذي جاء بها.
  • والخلل في العلاقة بين المكونات العسكرية نفسها.

• فما الذي يمكن لهذه الجمهرة التي لا يجمعها جامع أن تقدمها لحلحلة هذه الملفات الشائكة، وكيف يمكن تفسير أن تجمع آلية المبادرة كل الأطراف الا الاطراف المختلفة مع الحكومة وهي واحدة من مقاصد المبادرة، سوى أن عقلا منكفئا قد أراد جمعا احتفاليا لا يخاطب القضايا المحددة بالجدية المطلوبة، وما أشبهه من جمع بمهرجانات حوارات الأنقاذ وبهرجها الزائف الخداع.

• لقد سقط شباب في مقتبل العمر وضرجت دمائهم الأرض لميلاد جديد، يقوم على انقاض الإنقاذ وأرثها لا لكي يندغم رموزها وشخوصها، وإن تدثروا بثياب الادارة الأهلية في اختطاف مستقبل البلاد، بعدما كان لفيف منهم من أدوات تخريب الماضي، بالرشاوي السياسية والاستقطاب والعطايا المليونية، فيما تركوا أهلهم الذين يتشدقون بحماية مصالحهم الأن في عراء المعاناة والجهل والفقر والمرض، ولم يسمع لهم صوتا طوال عقود الانقاذ العجاف دفاعا عنهم وعن مصالحهم المدعاة.

• هذه الأسماء ضمت فيمن ضمت بعض من تنادوا عقب فض الاعتصام الوحشي، وقبله حتى لتشكيل حاضنة اجتماعية للانقلاب على الثورة وتقويضها، وكانوا في مقدمة صفوف الداعين والداعمين لقيام حكم عسكري جديد، وقت كان أهل السودان يجمعون جثث ابنائهم من قاع النهر ومن المشارح، فما الذي يبتغى من هؤلاء؟

• قائمة الآلية هذي هي بمثابة اسدال للستار على مبادرة رئيس الوزراء قبل أن تأخذ موقعها، وكشفت عن نظر قاصر وهمم متواضعة لا ترتقي حتى لقامة الثورة، ولا تليق بتضحياتها.

تعليق واحد

  1. الغريب في الامر ان حمدوك وهو في هرم السلطه يتحدث عن فشل المشروع الوطني وقد ذكر ذلك مرتين، قالها وهو يتحدث عن مبادرته وعن التشظي داخل حكومة الفترة الانتقالية وقالها في اخر مؤتمر صحفي، وهو صادق فيما قال، وهذا الفشل موجود علي مستوي هرم السلطة (جيش، قحت،دعم سريع، حركات مسلحه..) وهو موجود بصورة اكثر وسط المجتمع السوداني علي مستوي القاعده، يوم ان فشلت الاحزاب والتي من المفترض ان يكون لها توجه فكري قايم علي وحدة الفكر علي حساب العرق، فسقطت هذه الاحزاب بالضربة القاضيه امام القبيله والعرق، هذا انما يدل علي هوان هذه الاحزاب فكريا وايديولوجيا وأنها مطيه للتربح والانتهازية الرخيصة فقط، وخرجت القبلية من سباتها الطويل أكثر حاضنه وتطرف يلتف حولها الناس وخاصة مع تغيير موازين القوي في الخرطوم لصالح القبيلة (دعم سريع،حركات مسلحه)وانتقل الصراع القبلي في دارفور الي الشمال اكثر تطرفا وشراسه بحكم السيطره علي المركز، وهذا الصراع القبلي لا يعرفه اهل الوسط والشمال علي مر تاريخهم السياسي الطويل، كان يجمعهم الدين تاره وتجمعهم الاحزاب الايديولوجية بكل توجهاتها العقائدية و القبيلة ليس لها وجود فعلي في حياتهم الا في عادات اجتماعية ضيقة وبالعكس من ذلك كانت فقط للتهكم والسخريه البريئة والنكات التي يجتمع عليها كل اهل قبايل الشمال والوسط في ما بينهم، فقط للمرح والسمر الجميل وينفض السامر بعد ذلك بلاء اي مشاحنات او نزاع، ويبدو ان القبلية في السودان تعاد سيرتها الاولي اكثر ضراوه بعد الغزو من مليشيات الدعم السريع والحركات المسلحه وهذا واقع سياسي يمثل ازمه حقيقية للوسط والشمال وما دعوات الانفصال الان اِلا نتاج هذا الواقع الغريب علي اهل السودان النيلي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..