أخبار السودان

تسليم البشير للجنائية الدولية يفجر خلافاً بين شركاء الحكم

الخرطوم: مها التلب

قالت مصادر حكومية لـ”الشرق”، الاثنين، إن هناك خلافات تتصاعد بين شركاء الحكم من المدنيين والعسكريين في السودان، بشأن تسليم الرئيس السابق عمر البشير، للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وكان مجلس الوزراء السوداني وافق مطلع أغسطس الجاري على المصادقة على قانون روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

كما أعلنت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي في وقت لاحق، أن مجلس الوزراء قرر تسليم البشير و2 من مساعديه المطلوبين في ملف دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدة حرص بلادها على “تحقيق العدالة للضحايا”.

لكن مصادقة السودان النهائية على قانون روما، تحتاج إلى مصادقة المجلس التشريعي المؤقت، الممثل في اجتماع مشترك لمجلسي السيادة والوزراء، قبل أن يدخل حيز التنفيذ، وفقاً للوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية في البلاد.

تحفظ عسكري

المصادر الحكومية التي تحدثت لـ”الشرق”، قالت إن هناك دعوات لمحاكمة البشير ومعاونيه داخلياً في محكمة هجينة (تجمع القضاء السوداني والدولي)، في “تعاون كامل مع المحكمة الجنائية الدولية”.

وبحسب تلك المصادر، فإن الجانب العسكري يتحفظ على عملية تسليم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي باعتبار أنه “يمثل في وقت سابق المؤسسة العسكرية والقوات المسلحة السودانية”.

متظاهرون يحملون صوراً للرئيس السوداني السابق عمر البشير أمام مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل، مطالبين بالعدالة لضحايا دارفور، 14 يوليو 2008 - REUTERS
متظاهرون يحملون صوراً للرئيس السوداني السابق عمر البشير أمام مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل، مطالبين بالعدالة لضحايا دارفور، 14 يوليو 2008 – REUTERS

 وأشارت المصادر إلى أنه تم تكوين لجنة مشتركة بين مجلسي السيادة والوزراء لمناقشة القضية، تضم عسكريين ومدنيين، وقد “تم الاتفاق على مراجعة بعض القوانين”، وذلك خلال اجتماع عقد الأحد بالقصر الرئاسي.

وقال الخبير العسكري أمين إسماعيل مجذوب، إن “هناك تقاطعات نفسية لدى الشعب السوداني” مع مطالب عدم تسليم البشير وأعوانه، مشيراً إلى أن “بعض المجموعات المدنية تعارض التسليم، خاصة أنصار النظام المعزول وبعض القبائل”.

“مخاوف العسكر”

الخبير العسكري السوداني اعتبر في تصريح لـ”الشرق” أن ارتباط الرئيس المعزول وانتماءه للمؤسسة العسكرية باعتباره قائداً سابقاً للقوات المسلحة السودانية “يجعل مسألة تسليمه ذات حساسية، لأنها تعتبر إدانة للجيش السوداني”.

وأضاف مجذوب أن “هناك رغبة لدى بعض المتنفذين في الحكومة الانتقالية في عدم تسليم البشير”، مشيراً إلى “مخاوف لدى هؤلاء من أن ينطبق الأمر عليهم في حال تمت إدانتهم في تجاوزات خلال الفترة الانتقالية أو فترات سابقة كقضية دارفور”.

وتوقع الخبير العسكري أن تتم محاكمة المطلوبين داخلياً في محكمة هجينة “لرفع الحرج عن الحكومة الانتقالية” وقال إن السودان “يمتلك نظاماً قضائياً موثوقاً به”.

“مساومات مرفوضة”

أما المتحدث باسم معسكر “كلمة” للنازحين بجنوب دارفور آدم محمد رجال، فرفض أن تخضع مسألة تسليم المطلوبين ومحاكمتهم في رئاسة محكمة الجنايات الدولية بلاهاي لأي نقاشات “لأنها محسومة بأدلة واضحة شهد عليها العالم”.

وشدد المتحدث في حديث لـ”الشرق”، على أنه “لا ينبغي للعسكريين والمدنيين أن يُخضعوا محاكمة المطلوبين لدى لاهاي لأي مساومات أو تسويات، للحصول على ضمانات مستقبلاً خشية تورط آخرين”.

ودعا عضو لجنة محامي دارفور صالح محمود، الحكومة الانتقالية في السودان إلى الإسراع بتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية في لاهاي “لا مثولهم”.

وقال محمود تصريح لـ”الشرق”: “ننتظر أن يعلن الاجتماع المشترك بين مجلسي السيادة والوزراء بشكل رسمي موافقة الحكومة على تسليم المطلوبين”.

وأكد أن توقيع الحكومة السودانية على مذكرة التفاهم والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية “يعزز من فرص تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا”.

قرار ينتظر الحسم

ويقبع البشير حالياً في سجن كوبر بالعاصمة السودانية. وقد أُوقف بعد عزله في أبريل 2019 بعد حركة احتجاجات شعبية واسعة ضده.

وفي 2009، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق البشير الذي اتهمته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال النزاع المسلح في دارفور الذي اندلع في 2003 ولقي خلاله أكثر من 300 ألف شخص حتفهم.

ووافقت الحكومة السودانية على مثول المطلوبين أمام الجنائية الدولية طبقاً لبنود اتفاق السلام المبرم بعاصمة جنوب السودان جوبا في أكتوبر الماضي، لكنها لم تحسم موقفها بعد بشأن ما إذا كان سيتم تسليمهم إلى المحكمة في لاهاي، أم عرضهم أمام  محكمة مختلطة.

وكان رئيس المجلس السيادي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، أكدا استعداد الحكومة للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، من أجل مثول المتهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور، وفي مقدمتهم الرئيس السابق عمر البشير.

 كما يواجه البشير دعاوى جنائية أمام قضاء بلاده، على رأسها تقويض النظام الدستوري، والانقلاب على نظام حكم ديمقراطي في عام 1989.

الشرق

‫4 تعليقات

  1. لا مانع من تسليم البشير وعبد الرحيم وهارون للجنائية الدولية ولكن يجب ضم المتورطين الآخرين في هذه العملية وهم:
    حمدتي دقلو، شقيقه، مني اركو، جبريل ابراهيم، عبد الفتاح برهان، ابراهيم حامد محمود، صلاح كرار، علي كرتي، عبد الحليم المتعافي، مبارك مبروك سليم، اسامة عبد الله، عوض جاز، عثمان محمود عبد الرسول، بدر الدين محمد عباس، صلاح قوش
    يجب تسليم هؤلاء فورا كذلك

  2. اللف والدوران هذه طباع بعضنا للاسف الشديد وتنسحب هذه الالاعيب باثارها علي السودان وشعبه

    تاتي المحكمه الدوليه للسودان فيوافق بعضهم ويصمت البعض ويزوغ من وفد المحكمه ويصمت… وعندما يذهب وفد المحكمه تبدا اللولوه والزوغان من التعهدات فيدفع الوطن الثمن
    لماذا لا يملك البعض الشجاعه ليعلن رايه صراحه وبوجود وفد المحكمه بانه غير موافق علي هذه الخطوه… ما المانع من ذلك حتي لا يدفع الوطن بكامله ثمن تلك الممانعه ؟؟؟؟؟ ؟
    لم تسقط بعد.. نفس الاساليب

  3. دارفور او داركوز كما يسميها اهلها هى المفرح الاساسي والداعم الأول لتنظيمات الكيزان المختلفة
    الدارفوريين اكثر من شاركوا في السلطة منذ ١٩٨٩م وللان
    دارفور اكتر اقليم حصلت فيهو تنمية في خلال ال ٣٠ عام بتاعت الكيزان والدليل علي ذلك نالدارفوريين بيقارنوا بين دارفور والخرطوم وبيقولوا انحنا مهمشين
    طيب ما تقارنوا بين دارفور والاقليم الشمالي او دار فور والاقليم الشرقي؟؟؟؟؟؟
    كل القصة ان الدارفوريين استغلوا الصراعات القبلية عندهم الناتجة من عنصريتهم في بعض وعدم تقبلهم لبعضهم البعض بجانب الطمع المتاصل فيهم من اجل الحصول علي اراضي وحواكير الغير استغلوا كل هذه الامراض الدارفورية لشن حملات ممنهجة ضد الجلابة واتهامهم بانهم عنصريين وجلابة ووافدين من الجزيرة العربية وبقايا اتراك ومصريين و..و و.. وذلك لخلق عقدة نفسية لهم وكل ذلك للوصول الى كرسي الحكم في الخرطوم وتملك البيوت والعقارات فيها والاستيلاء على اراضي الشماليين في الخرطوم والجزيرة والقضارف وكل الشريط النيلي بالاونطة والكذب والدجل
    دارفور كانت دولة قائمة بذاتها ولها سفاراتها وتعاملاتها الخارجية الى ان ضماها المستعمر الانجليزى للسودان في يوم الاثنين ١يناير ١٩١٧م بعد مقتل زعيمهم علي دينار فى ١٦نوفمبر ١٩١٦م
    يجب ان نقرر مصيرنا وننفصل عشان كل الناس ترتاح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..