أخبار السودان

الموت (سمبلة)… قصص ومآسٍ

تقرير: مي عزالدين

في أروقة المحاكم هناك قصص غريبه لأشخاص لقوا حتفهم لأسباب جد تافهة لا مبرر لها ولا ترقى لأن تكون سبباً يذكر  ومن البدهي جداً أن لا يحدث موت لهذا السبب بالذات ولكن عقل المتهم لا يكون حاضراًفي ذاك الوقت ويحدث ما لاتحمد عقباه وعند الرجوع للأسباب لا تكاد تبلغ مرحلة الذكر.

كثير من المدانين في قضايا القتل دخلوا في حالة ندم شديد جراء قتلهم لأشخاص في لحظات شيطانيه دون سبب يذكر  وشعروا وقتها أن لا طهور لهم من ذلك الدم سوي الإعدام فالشيطان أملى في لحظة غضب او دفق شعوري ليكون ما كان .

في دفتر الجرائم دونت عدد من الجرائم التي مرت خلال الأعوام الفائته وكانت اسبابها دون المنطق والتبرير…

(اليوم التالي) تقف على أبرز تلك الجرائم التي مثلت أحداثاًواقعيه وراح ضحيتها أشخاص كثرل لأسباب يمكن وصفها بانها لا تستحق.

 

قتل بسبب ثأر

شهدت منطقة حي الديم جنوب مدينة دنقلا حاضرة الولاية الشمالية قبل أيام جريمة قتل بشعة راح ضحيتها رجل (سبعيني) أخذاً للثأر.وتعود تفاصيل الحادثة الى جريمة قتل كانت قد شهدتها محطة وقود بدنقلا قبل عامين حين أقدم شاب على قتل آخر من ذات القبيلة، في خلاف حول أولويةَ تعبئة الوقود. ووفقاً لأعراف وتقاليد القبيلة التي ينتمي اليها الجاني والمجنى عليهما وقرار عمدها ومشايخهما بإجلاء أسرة القاتل خارج المدينة. واتجهت اسرة الجاني الى أقصى شمال الولاية التي رفض سكانها استقبالهم، قبل أن يعودوا الي جنوب الولاية حيث أقاموا في منطقة خلوية تبعد بضع كيلو مترات عن مدينة كريمة. وبعد تدخل الجهات الرسمية والشعبية قبل فترة توصل الطرفان الى صلح وفق أعراف القبيلة المعنيةَ (الشبيهة بتقاليد الريف المصري) بحمل (الكفن) وتسليمه الى اسرة القتيل. لكن الايام الماضية فوجئ  الجميع بإرتكاب أبن القتيل لجريمته بحق والد القتيل، قبل ان يسلم نفسه، بجانب أداة الجريمة لشرطة مدينة دنقلا، فيما فر متهم آخر إلى جهة غير معلومة.

 

قتل بسبب أغانٍ

قُتل شاب، على يد شقيقه الأكبر منه ، داخل شقتهما بالخرطوم ، حيث ذكرت تحريات وتحقيقات المباحث أن المتهم كان يقوم بتشغيل أغانٍ على هاتفه المحمول بصوت “عالٍ” وأثناء طلب المجنى عليه من شقيقه أن يقوم بتخفيض صوت الأغاني وقعت مشادة بينهما تطورت إلى تشابك بالأيدي، توجه المتهم لمطبخ الشقة، وأخذ سكينا وذبح شقيقه.

قتل بسبب 20 جنيهاً

أقدم كمساري على قتل راكب بسبب عدم دفع التذكره كامله وكانت وقتها ٢٠ جنيهاً من منطقة الجرافه إلى الشهداء وبسبب عراك بينهما قام الجاني بتسديد  طعنة أودت بحياة المجنى عليه  على الفور وتمت محاكمته في محكمة كرري.

قتل ابن عمته بسبب الكمائن

قبل 6 أشهر شهد مسرح الجرائم قضية قتل شاب عشريني يسكن منطقة ود البخيت لابن عمته  وهو يقطن معه في منزله و بسبب دخول الشيطان بينهما اشتد نقاش حاد حول الكمائن التي تخصهما وبعد مصالحتهما سويا ذهب كل إلى مكانه و في اليوم الآخر خرج المجنى عليه الي منطقة عمله وكان يتحدث بالهاتف وجاءه الجاني غدراً وقام بطعنه وهو يتحدث بالهاتف.

قتله بسبب لبانه

في واقعه غريبه أيضاً حدثت قبل أعوام قتل المتهم المجنيدى عليه بسبب لبانه حيث كانا يمكثان سويا ضمن مجموعة شباب، ودار بينهما نقاش جوار بقالة بسبب (لبانة)، وانتهى بذهاب كل الشباب لمنازلهم، ثم أخذ المتهم والمجنى عليه يتبادلان الإساءات إلى أن وصلا إلى منزليهما المتجاورين، وعندها احتد النقاش توجه المتهم إلى منزله وأحضر سكيناً سدد بها طعنة للمجنى عليه أدت لوفاته في اليوم التالي بعد فشل محاولة إسعافه للمستشفى. واتخذت الشرطة إجراءاتها وقدم المتهم للمحاكمة.

نحتاج توعيه

في رأي علم النفس حول هذا الأمر قالت د.مواهب الرشيد إبراهيم استشاري نفسي  المفترض ان تكون هناك جوانب توعويه للمجتمع وحماية من الاسره لأبنائها فالرسول صل الله عليه وسلم وصى بترببة الطفل من عمر  ال٧ سنوات بتنشئته تنشئة صحيحه وأيضاً أن تكون الأسرةقريبة من أبنائها اما اذا كانت الاسره بعيدة من أبنائها سيؤديءلك إلى مشاكل واضطرابات نفسية تؤدي جرائم القتل بدون وعي ونحن اليوم في حالة عدم استتباب أمني فالمجرم احياناً يكون غير واع وغير مدرك وهدفه الحصول على هاتف او مضغوطاً نفسياً لذا  يحاول الوصول الي مبتغاه بالقتل واحيانا يكون ادمان  المخدرات هو السبب في ذلك يجعله يتصرف بطرق غير واعيه للوصول الى هدفه الأساسي.

تشريع جديد

وفي ذات السياق ذكر القانوني ايوب علي داني ان  الله تبارك وتعالي حرم إزهاق الروح الإنسانية لأن فيها إتلاف للبشرية ، والإسلام حث على المحافظة علي الضروريات الخمس ومنها ( حفظ النفس ) قال تعالي ( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا ) وجاء في السنة النبويه المطهرة أنه روي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال  ( لا يحلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ إلَّا بإحدَى ثلاثٍ : رجلٍ كفرَ بعدَ إسلامِهِ ، أو زنَى بعدَ إحصانِهِ ، أو قتلَ نفسًا بغيرِ نفسٍ) .

والقتل عرفه القانون الجنائي لسنة 1991م تعديل 2015م بانه ازهاق روح إنسان حي عن عمد أو شبة عند أو خطأً .

ومن المظاهر الخطيرة انتشار القتل في المجتمع السوداني الذي عرف بالرحمة والمسامحه ، ومن المؤسف أن الأسباب التي تؤدي الي القتل في هذا الزمان تعد أسباباً (تافهه)  ولا تعد مبررا لإزهاق الروح .

ولابد من تشريع جديد يرفع من قيمة الدية التي اصبحت بشكلها القديم لا تساوي شيئاً . وقال ان هناك الكثير من الاسباب  التي تؤدي الي هكذا جرائم منها الحالة التقتصادية المترديه التي تمر بها البلاد في هذه الفتره ، وكذلك من أسبابها ايضاً تفشي الجهل بالقانون والأمور الشرعية وعدم وجود الوازع الديني لدي الكثيرين ممن يرتكبون الجرائم .

وايضا انتشار المخدرات والمؤثرات العقليه التي أصبحت مهدداًحقيقياً لأمن المجتمع باعتبار انها تذهب العقل وتجعل الشخص غير  مدرك لماهية تصرفاته ونتائجها وكمثال لذلك ما حدث لوكيل طلمبة وقود  في امدرمان والمتهم فيها شقيقة وأصدقاؤه والتي يحاكم بموجبها الان امام القضاء.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..