أخبار السياسة الدولية

أوريان 21: سد النهضة.. روسيا تنخرط بحذر في ملف متفجر

قال موقع أوريان 21 (Orient XXI) الفرنسي إن الموقف الروسي بشأن سد النهضة الذي ظهر خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الأخير في 8 يوليو/تموز 2021، أثار العديد من التساؤلات حيث بدت موسكو كأنها تميل لدعم الموقف الإثيوبي ضد كل من مصر والسودان.

لكن في واقع الأمر -يضيف الموقع في تقرير له- اتضح مع توالي الأيام أن الكرملين يحاول فقط إيجاد نوع من التوازن بين الجهات الفاعلة في الأزمة للدفاع عن مصالحه في القارة السمراء.

وقد أظهرت القمة الروسية الأفريقية في سوتشي في أكتوبر/تشرين الأول 2019 الأهمية التي توليها روسيا لتعزيز تعاونها مع الدول الأفريقية، خاصة البلدان المؤثرة، وإيجاد نقاط ارتكاز لها في القارة.

وجاء هذا الاهتمام الروسي المتجدد -يؤكد الموقع- بعد سنوات نأت خلالها روسيا عن بلدان المنطقة، باستثناء دعمها العلني لـ “أحداث 30 يونيو/حزيران 2013” التي أسفرت عن الإطاحة بالرئيس الراحل المنتخب محمد مرسي ومهدت الطريق أمام صعود عبد الفتاح السيسي.

أما بالنسبة للسودان، فقد تم توقيع اتفاقية مهمة -من بين عشرات الاتفاقيات الأخرى- خلال زيارة الرئيس المخلوع عمر البشير إلى موسكو عام 2017، لإنشاء قاعدة بحرية روسية في مدينة بورتسودان الإستراتيجية على البحر الأحمر، لكن المشروع تعثر بعد الإطاحة بالبشير وإنشاء سلطة انتقالية اقتربت من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأعلنت وقف المشروع.

لكن وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي قالت خلال زيارة لها لموسكو في يوليو/تموز الماضي، إن الأمر يتعلق فقط ببدء مسار لمراجعة الاتفاق وليس إلغائه.

وتأمل روسيا -يضيف الموقع الفرنسي- أن تستفيد من موقع السودان الإستراتيجي على البحر الأحمر، لإقامة أكبر قاعدة بحرية خارجية لها هناك من شأنها استيعاب الغواصات النووية وتقديم الدعم للأسطول الروسي والدول الحليفة.

ويرى “أوريان 21” أن هذا المجهود الروسي في أفريقيا يعكس تطور السياسة الخارجية لروسيا التي رسمها الرئيس فلاديمير بوتين عام 2015، والتي ركزت على توسيع العلاقات مع القارة السمراء في مختلف المجالات وتوقيع اتفاقيات عسكرية والمساهمة في حل النزاعات والأزمات الإقليمية، التي يعد عرض الوساطة الروسية في أزمة سد النهضة مثالا لها، في حين يفضل الطرف المصري الوساطة الأميركية.

ويعتقد الروس بأن تدخل مصر والسودان ضد إثيوبيا سيكلفهما غاليا، حيث سيعني ذلك رفض أديس أبابا لأي التزام مستقبلي فيما يتعلق بتقاسم مياه النيل، كما أن الدول الأفريقية ترفض أي عمل عسكري ضد إثيوبيا. وبذلك، لن تعرض القاهرة والخرطوم علاقاتهما مع أديس أبابا فقط للخطر ولكن أيضًا مع عدد كبير من البلدان الأفريقية.

وتشكل هذه القناعة -يختم الموقع- أحد أسباب سعي روسيا للحصول على تنازلات من جميع الأطراف من خلال سياسة الخطوات الصغيرة عبر وساطتها، وتعي البلدان الثلاثة المعنية جيدا هذا الأمر، خاصة في ضوء مصالح كل منها المشتركة مع الروس.

ويشكل قرار موسكو استئناف رحلات الطيران التجارية إلى مصر بعد توقف دام 6 سنوات قبل ساعات فقط من بدء جلسة مجلس الأمن بشأن الملف، مثالا على هذه “المناورات” التي كثفتها موسكو إزاء الدول الثلاث خلال الأسابيع الأخيرة.

المصدر : أوريان 21
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..