أخبار السودان

في إطار الاتفاقيات السودانية التركية : الثروة الحيوانية .. مطلوبات التوازن بين السوق المحلي والعالمي

الخرطوم: علي وقيع الله

 

ربما مرت العديد من الاتفاقيات في إطار دعم قطاع الماشية السودانية لتطويرها وجعلها مرغوبة للسوق العالمية، ووجود كم هائل من الثروة الحيوانية التي تتمتع بها البلاد يجعلها تقف عند المربع التقليدي القديم، لكن سرعان ما ينتهي ذلك ويبدأ بصيص الآمل علامة فارقة نحو التوجه المتسارع لترقية الإنتاج الحيواني بصورة عامة، سيما بعد مجيء الاتفاقية الكبيرة بين الجانبين السوداني والتركي مؤخرًا، في وقت أشاد فيه خبراء اقتصاديون بالاتفاقية السودانية التركية لأهمية الثروة الحيوانية كقطاع متنوع يدعم الاقتصاد، بجانب إدخال نظام تعريف الحيوان باعتباره من الضروريات المطلوبة في السوق العالمي، وبعض المعطيات تشير إلى أن الإمكانيات والمقومات المتوفرة في قطاع الثروة الحيوانية تؤهله في الدخول إلى السوق العالمي، وفي ظل  غلاء أسعار اللحوم في السوق المحلية تظل ضرورة تحقيق توازن ما بين الصادر والاستهلاك المحلي من اللحوم الحمراء مطلباً ينبغي أن يكون في الحسبان.

 

تطوير الصادر

في ختامهم لبرنامج الأعمال الذي نصت عليه الاتفاقية المشتركة بين السودان وتركيا؛ للوقوف على إمكانيات السودان في مجال الثروة الحيوانية، زار الوفد الفني التركي الهيئة العامة للإمدادات البيطرية، وكان المدير العام بالهيئة دكتور عبدالله حماد، بدوره اطلع الوفد على المهام التي تقدمها الهيئة في دعم وتوزيع الإمدادات البيطرية للولايات من اللقاحات والأدوية والمعدات البيطرية ومعدات صيد الأسماك وتصنيع القوارب للصيد وعلامات الأذن لصادر الماشية، في وقت آخر سجل الوفد التركي زيارة إلى بنك الثروة الحيوانية وتعرف الوفد من خلال لقائه مع مديري الإدارة بالبنك على برامجه التنموية والتمويل لدعم مشاريع الثروة الحيوانية الإنتاجية، بجانب توفير المدخلات والمساهمة في رفع وتطوير الصادر إضافة إلى الخدمات التي يقدمها البنك لطرق الماشية والأسواق من حفر الآبار وتأهيل المسارات، بالإضافة إلى الإشراف على أسواق الماشية بإدخال النظم الحديثة والتي تغطي 70% من الأسواق في السودان.

 

الاحتياجات الضرورية

كما نفذ الوفد زيارة لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) حيث التقى الوفد الممثل المقيم السيد، بابا غانا أحمدو، وناقش اللقاء، مشاريع المنظمة في السودان، ودعا اللقاء إلى إعداد مذكرة تفاهم بين الفاو وتركيا والسودان في مجال اللقاحات والمسوحات والإنتاج الحيواني لتنفيذ المشاريع في السودان، واختتم الوفد زياراته باجتماع مع الإدارات؛ والتي تشمل التخطيط والأسماك والإنتاج الحيواني ومنسقية النحل والتمويل الأصغر بالوزارة، وكيل وزارة الثروة الحيوانية المكلف الدكتورة، حنان يوسف، عددت المجالات المختلفة لقطاع الثروة الحيوانية، بجانب الاحتياجات الضرورية المتمثلة في نقل التقانات وتبادل الخبرات وتأهيل الكوادر الفنية؛ مشيرة للإسهام في رفع القدرات الإنتاجية وترقية الأداء بالقطاع.

 

السوق العالمي

من جانبه أكد سادات ممثل الوفد التركي، أهمية الثروة الحيوانية كقطاع متنوع يدعم الاقتصاد، داعياً إلى ضرورة التنسيق المشترك وتأهيل الكوادر الفنية، وحث القطاع الخاص على إعداد مشاريع للتمويل التمويلية التنموية حتى تسهم في سد الفجوة الإنتاجية والتكنولوجية والبنى التحتية، وقال سادات: سيتم توفير فرص لتدريب الكوادر المهنية العاملة في مجال الثروة الحيوانية وتجهيز اللقاحات التي يرغب بها السودان، وشدد على ضرورة إدخال نظام تعريف الحيوان باعتباره من الضروريات المطلوبة في السوق العالمي، وأشار إلى الإمكانيات والمقومات المتوفرة في قطاع الثروة الحيوانية والتي تؤهله في الدخول إلى السوق العالمي، وقلل من متطلبات الأسواق العالمية اختيار جودة المنتج، وقال إن قطاع الثروة الحيوانية في السودان يمتلك ذلك، وأكد رغبة تركيا في أن يصبح السودان من أهم الدول المصدرة في مجال الثروة الحيوانية.

 

مكسب جديد

المحلل الاقتصادي المعروف الدكتور، عادل منعم، أبدى تفاؤله بالاتفاقية السودانية التركية في مجال الثروة الحيوانية، وقال بحسب الاتفاقية سوف تشهد البلاد إنشاء 4 مسالخ بمواصفات عالمية ، مؤكداً على أنها سوف تعمل على مضاعفة العملة الصعبة خاصة أن فتح مجال الصادرات الحيوانية إلى تركيا، هذا أمر جيد في ظل حوجة البلاد للقيمة المضافة، وثمن د.عادل عبر إفادته ل(اليوم التالي) زيادة حجم إيرادات الثروة الحيوانية خلال ال6 أشهر الماضية إلى مليار ونصف المليار دولار، وهذا يعتبر إضافة حقيقية للاقتصاد الوطني، وقال إن تركيا سوق أوروبي وهذا مكسب جديد، وأوضح أن بعض الاتفاقيات يظهر الجانب الذي تم فيها، وما تم بين الجانبين بداية لتسخير الإمكانيات المطلوبة لهذا المجال، ويتوقع د.عادل أن تنفذ مشاريع صناعية مهتمة باللحوم المذبوحة للمصادر، وبالتالي ستحقق 10 أضعاف تصدير الماشية الحية، ولفت إلى أن الاتفاقية ستنشط في مجالات كبيرة في قطاع الثروة الحيوانية العريض، وطالب بضرورة تحقيق توازن ما بين الصادر والاستهلاك المحلي من اللحوم، لجهة أن أسعار المنتجات الحيوانية عالية جداً في السوق المحلية، وناشد بضرورة الاهتمام بالمراعي الطبيعية وتوفير الخدمات البيطرية هذا للعناية بزيادة الإنتاج وعدم التصدير بشكلها الخام.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..