أخبار السودان

تحذير من ندرة في السلع الغذائية إغلاق الموانئ.. المخاطر الاقتصادية

تقرير- سيف جامع

حالة من الشلل التام تعيشها الموانئ بالبحر الأحمر بسبب الاضطرابات السياسية بشرق البلاد وإعلان كيانات قبلية إغلاق المنطقة الشرقية حتى تستجيب الحكومة لمطالبهم، وشمل الإغلاق وتعطيل العمل في كل من الميناء الجنوبي للحاويات والسفن التجارية وميناء بشائر للبترول والمنطقة الحرة بالبحر الأحمر وميناء عثمان دقنة بسواكن بالإضافة لحجز مئات الشاحنات التجارية التي تحمل المواد الخام والسلع والمنتجات التجارية سواءً للتصدير أو الاستيراد، وحذرت غرفة المصدرين من حدوث ندرة في السلع الغذائية بسبب الإغلاق فيما توقع اقتصاديون تأثيراً سلبياً على الاقتصاد القومي حال استمرار الإغلاق لفترة طويلة لا سيما أن موانئ البحر الأحمر تعتبر المنفذ الرئيسي لواردات وصادرت البلاد.

أضرار كبيرة

وأكد مندوب فرع سواكن لاتحاد وكلاء التخليص الجمركي عدلان أبو حليمة أن الأضرار كبيرة بسبب إغلاق الموانئ وتوقف العمل بالنسبة للشحن والتخليص وقال إن الأضرار ستلحق أولاً بالعاملين بالميناء من أبناء الشرق لأنهم يعتمدون على معاشهم اليومي من حركة الميناء وأضاف “اذا تكفل منظمو الاحتجاجات بإعاشة المعتصمين في بوابات الميناء فلن يستطيعون كفالة الآخرين من المواطنين . كما أن التأثير سيكون سلبياً على الحركة الاقتصادية والتجارية عامة. حيث يكون لها أثر بالغ على حركة الواردات والصناعة، وحث عدلان أصحاب القرار ومنظمي الاحتجاج بضرورة الوصول إلى حل يضمن الحقوق والاستقرار . ويشير إلى أن من حق أهل الشرق التظاهر والمطالبة بحقوقهم لكن ينبغي أن يكون ذلك في حدود المنطق والمعقول بحيث ألا يتسبب ذلك في الضرر الاقتصادي وأن يكون التظاهر السلمي في الإطار القانوني بعيدا عن الأنانية لأن ذلك لا يعني الديمقراطية. ويقول عدلان أبو حليمة إن حركة البضائع اليومية بالميناء كبيرة جداً وأن الشركات ستضرر بالإغلاق لأن عليها رسوم أرضيات للبضائع على الميناء.

خسائر الشركات

أما نائب رئيس اتحاد غرف النقل الجاف علي الأمين أن هناك اضرار  ستعاني منها الغرفه القوميه للشاحنات وجميع العاملين في قطاع النقل في أيام قفل الطريق حيث تنقل الغرفة القومية للشاحنات عدداً من البضائع ذات منقولات مختلفة وسلع إستراتيجية أيضا يتراوح طنها من ١٥٠٠٠ طن إلى ٢٠٠٠٠ طن في اليوم،  وقال في حالة الإغلاق يتضرر أصحاب الشاحنات  بعدم العمل وعدم نقل تلك البضائع. وأوضح أن عدد الشاحنات الخارجة من ولاية البحر الأحمر  يومياً إلى جميع مدن السودان من غرفة الشاحنات فقط تتراوح بين ٣٠٠ إلى ٤٠٠ عربة خلال اليوم، تحمل أيضا جميع السلع الإستراتيجية والمواد الغذائية، وأضاف ” كما أن أي صاحب شاحنة في أيام قفل الطريق تكون لديه منصرفات كثيرة ويقوم بدفع إعاشة السائق خلال فترة الإغلاق التي تتراوح من ٢٠٠٠ إلى ٣٠٠٠ في اليوم طيلة فترة الإغلاق. مشيراً إلى أن هناك بعض أصحاب الشاحنات لديهم التزامات تجاه البنوك والمصارف المختلفة قد تتعثر ديونهم بسبب عملية الإغلاق هذه، وأيضاً هناك بعض أصحاب الشركات وبعض أصحاب الشاحنات لديهم عقودات مع بعض المنظمات الأجنبية وجهات أخرى مهمة لتوصيل البضاعة في زمنها، وغالباً ما تكون تلك العقودات مربوطة بزمن معين فبسبب الإغلاق قد يعرض أصحاب الشاحنات لشروط جزائية ما موجودة في تلك العقودات.

خنق الاقتصاد

واعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور وائل فهمي بدوي خطوة إغلاق الموانئ  لخنق الاقتصاد بشل عمل الموانئ ومواقع الإنتاج في عدم قدرتها على التصريف له بما يؤدي إلى فقدان دخول للمشاريع والخزينة العامة بالنقد الأجنبي والمحلي. وقال “طبعاً سيتوقف نشاط قطاع النقل ذي الصلة بأنشطة الإنتاج والتصريف بالموانئ – كله سيكون مشلولاً ويتجمد العمل بها جميعاً. ويتوقف التأثير في جانب الواردات على مدى توافر الاحتياطي بالداخل لبدائل تلك الواردات. أما كمية الصادرات المتوفرة للتصدير فتتوقف على المدى الزمني لغلق الطرق المؤدية للموانئ وأيضاً فقدان عائدات صادر وعائدات للخزينة العامة وإيداعات المصدرين بالبنوك، ويضيف وائل فهمي” قطع الطرق القومية هو في النهاية وسيلة للضغط الاقتصادي لأغراض سياسية وبالتأكيد تكون محدودة زمنيا متي ما تدخلت الدولة لحل المشكل السياسي ديمقراطياً.

انعدام المواد

حذر رئيس الغرفة القومية للمصدرين عمر بشير خليفة  من استمرار إغلاق الطرق والميناء البري بورتسودان وقال إن ذلك سيؤدي إلى انعدام 80% من المنتجات من السوق سيما الدواء والنفط والسلع الاستهلاكية مدخلات الإنتاج وغيرها، وأرجع ذلك لاعتماد السودان على الاستيراد عبر ميناء بورتسودان. وقال”  لسودان لايت ” إن استمرار الإغلاق ستكون خسائره كبيرة إضافة لارتفاع كبير في السلع المستوردة الموجودة بالسوق حالياً، وتابع بأن الإغلاق للطرق أدى لتعطيل العمل بوقف عصبة الحياة  ويتحملها الشعب السوداني، وزاد الوضع الاقتصادي لايتحمل مشاكسات السياسيين الانتهازيين، وقال على الحكومة أن تفرض هيبتها وتحاسب كل من يسعى لتأزم الاقتصاد لأنها قضية قومية، وأضاف مايحدث حرب على السودان وليس ضغوطات فقط.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..