مقالات وآراء

السودانيون والمرحلة الانتقالية الشائكة

عدلي خميس 
بكل تأكيد لست وحدي من يعايش ما يدور في وطننا الجريح السودان منذ الأسبوع المنصرم رغم الشعارات التي رفعت ومات من اجلها الكثير من الشهداء في ثورة سبتمبر المجيدة 2019م  والمفقودين والجرحى وما كتبته من تاريخ ناصع أزاح الحكم الشمولي  الإنقاذي البغيض والذي لا يخفى علينا ما تم فيه من ممارسات يندى لها جبين الإنسانية  وها نحن نقرا ونشاهد حروب شبة أهليه ببين الفنية والأخرى قد تكون بدون سبب نشتم فيها رائحة الجهوية والقبيلة والمناطقية .
وما تعيشه بلادنا من تفلتات أمنية أثرت بصورة مباشرة على المواطن في حياته المعيشية اليومية وتعرض ممتلكاته إلى السرقات والنهب المسلح غير مسبوقة في مجال الشرطة والقوات النظامية السودانية تعطي انطباع بان هنالك  خرطه ممنهجة  يتم تمريرها عبر تلك الجرائم المنظمة على مرأى ومسمع من وزارة الداخلية مما يعكس مدى التراخي الأمني  الفج والذي لم يعهد من كشعب من قبل ولكن في ما يبدوا أن الأمر ليس بتلك السذاجة بل هو مخطط أكبر حتى ينتفض الشعب ويثور على ثورته المدينة التي هي المنقذ من براثن الظلم والطغيان الإسلامي ممثل في الجبة الإسلامية السودانية . مما يعني نقل الصراعات القبيلة الجهوية وألأثنية إلى داخل العاصمة القومية (الخرطوم) ولمن يتمنع تلك المكايدات فهي في المقام الأول سياسة من الطراز الممتاز يتم تدبيرها بعناية منظمة متكامل الأركان ولا يخفى لي ذو عقل هنالك مندسون في المنظومة الأمنية والمدنية التي غير راضية على سياسة الحكومة المدنية الحالية الحاكمة تمدهم بالأسرار  ولعل اكبر دليل ما حدث يوم الثلاثاء المنصرم من محاولة انقلاب هي درس قيم لمن يريد أن يرى من خلاله الدرجة والزاوية التي يمكنه أن ينكفئ على فريسته الشعب السوداني ولكن … الإرادة القوية والبسالة السودانية والوعي الشعبي والتضامن والحس الديمقراطي وكره المواطن السوداني لتعدد الانقلابات وما يصطحبها من عسكرة للمشهد السياسي الهش وبعدها حكم شمولي يذيق الشعب مرة أخرى العذاب بصورة أكثر دموية وتشفي وإعادته لمربع المارشات العسكرية.
وما حدث من سوء فهم كشف القناع بكامله على مرأى ومسمع لجميع السياسيون والعسكريون والأحزاب وكشف عن عدم وجود مصلحة للوطن كما يدعونه أقصد جميع الأطراف ونحن كشعب سوداني ندين بأقصى الكلمات والعبارات الانقلاب والانقلابيين ومن شايعهم  وناصرهم  وحزا حزوهم بان يكون أكثر دقة في التمايز لمصلحة الوطن الذي يجمعنا وسويـًا .
ونحن أن نرى أن هي  إلا عبارة عن التجاذبات لن ولم تفيد الوطن الكبير سوداننا مما يستدعي ضرورة أعادة ترتيب البيت السوداني عبر مبادرات أو مجلس حكماء للسودان يقضى على تلك التباينات والافتراض يكون هنالك مصالحة وطنية خالصة لجميع السودانيون ونبذ تلك الفترة التي مرت عبر (30) عاماُ مثلت أبشع وأشنع فترة في تاريخ السودان الحديث ما صاحبها من تشوهات اجتماعية عبر مشروعهم الحضاري الفارغ من المعنى وما لحق المجتمع من  علات والنظر إلى رتق النسيج الاجتماعي وتصحيح المسار إلى جادة الصواب وإعادة اللحمة السودانية بمجدها التلبيد السابق والذي يحكى عنه عبر القرون والأزمان بعقد اجتماعي جديد يحترم كافة المكونات السودانية من أحزاب وخلافة عدا المؤتمر الوطني وتجمعنا كقوة أساسها وسورها ومبادئها سودانيتنا فقط . ويكون هنالك محاكمات علينه من ارتكب بحق المواطن علانية في إطار القانون وليس التشفي لحزب أو لمنصب أو لقبيلة أو لجهوية أو خلافه والعمل على توحيد كلمتنا تحت سقف السودان الحصة ( وطن) وليس تلك دعوة لإفلات الذي ارتبكوا جرائم أنما لتحسين المناخ الديمقراطي العام للبلاد والتكاتف لنزع فتيل الحروب الأهلية والتي يسعون إليها بكل ما أوتوا من قوة عبر الفلول ومعاونيهم والمشاحنات بين الساسة والعسكريون وأن يكون كلا منهم في مجاله يجتهد لرفعه البلاد ويتم إعلان العفو العام من خلال مجلس الحكماء ويكون الحل سوداني سوداني ويتوج بتوقيع دستور دائم لحكم السودان يراعي كافة الاختلافات المناطقيه والعقائدية والإثنيه والجغرافية وتقسيم السلطة والثروة بالتساوي بين أبناء الشعب والقاسم المشترك الأعظم هو المواطنة فقط وحفظ  كرامة المواطن السوداني في كافة أرجاء الوطن لشرقه وغربه وشماله وجنوبه تجمعنا المواطنة هي الضمان وصمام الأمان والسلم الاجتماعي ونشر الأمن والأمان والتمنية المستدامة وخلق اقتصاد مجتمعي بتحريك الشباب والاستفادة من طاقته عبر برامج استثمارية تنموية جاذبه بالأرياف والولايات .
ومن هنا أنادي بأعلى صوتي عبر هذا المنبر وبالتأكيد هنالك أشراف مثلي من جميع المواطنين يسعون إلى تحقيق العمل على وحده الصف والكلمة والقوة ونبذ كل ما هو عكس ذلك والالتفاف حول جيشنا الموحد بعقيدة قتاليه واحده هي المحافظة على شرف وعرض السودان تحت شعار واحد (قوات الشعب المسلحة) التي ترعى حق المواطن والوطن في السلم والدفاع عنه في حالات التدخلات أو خلافة والمحافظة التامة على أمنه للبلاد والعباد بدون التدخل في السياسة ويكفى ما أصابنا من تخلف منذ استقلالنا ولكثر من (5) عقود متتالية حتى يومنا نتيجة التدخلات الانقلابية وذبح كافة المراحل الديمقراطية التي أتت للحكم عبر الانقلابات العسكرية .
وبمناسبة مليونية (30) سبتمبر 2021م نهيب بكافة القطاعات والأجسام للحرية والتغير والشعب بكافة طوائفه المدنية والعسكرية وفعاليات المجتمع المجني بالالتفاف حول كلمة سواء هي السليمة وعدم المساس بالجهات السيادية والعبث بمملكات الوطن الأم الذي يحضننا جميعا واحترام القانون والمطالبة تكون بنفس روح الثورة التي أدهشت العالمين المحيط والعالمي بسلمية منضبطة واعية تعرف ماذا تريد وكيف تصل لهدفها السامي نجاح الفترة الانتقالية بسلاسة وسلام تامين لنؤكد للجميع أن المدينة هي الملاذ الأمن لانتقال السلطة  للشعب من يد العسكر بحسب الاتفاقية (الوثيقة الدستورية) وهو الذي يقرر مصيره وليس غير الشعب أن وصي على تلك الأمانة إلا أبناؤه . والدعوى إلى المدنية الرشيدة متكاملة الأركان في هذه الفترة المفصلية التي يمر بها الوطن .
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..