أخبار السودان

«العدل والمساوة» و«تحرير السودان» تتجاهلان تسليم المطلوبين لـ«الجنائية الدولية»

طالبتا بالعدالة الانتقالية وجبر ضرر الضحايا

الخرطوم: أحمد يونس

تجاهلت حركات مسلحة من إقليم دارفور السوداني، انشقت مؤخراً عن التحالف الحاكم في السودان، النص على تسليم البشير وأعوانه من المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، في الإعلان السياسي ضمن ميثاقها الجديد.

واكتفت الحركتان بالمطالبة بـ«تحقيق العدالة الانتقالية» ومحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، وهو ما عده مراقبون تخلياً عن «حقوق ضحايا حرب دارفور»، وما نصت عليه اتفاقية جوبا للسلام، وقرار مجلس الوزراء واتفاقيات التعاون التي وقَّعتها الحكومة السودانية مع «المحكمة الجنائية الدولية».

وقدمت مجموعة سياسيين تتكون بشكل أساسس من حركتي «العدل والمساواة» بقيادة وزير المالية جبريل إبراهيم، وحركة «تحرير السودان» بقيادة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، وأحزاب قوى صغيرة، ميثاقاً سياسياً جديداً، في إطار تكوين «حرية وتغيير جديدة» عدته «قوى إعلان الحرية والتغيير» الأصلية انقلاباً مدعوماً من المكوِّن العسكري على التحالف الحاكم الذي قاد الثورة، مما خلق أزمة سياسية معقدة تهدد الانتقال الديمقراطي في السودان.

واللافت في هذا الإعلان السياسي أن حركتَيِ العدل والمساواة وتحرير السودان، اللتين تُعدَّان من أكبر الحركات الدارفورية المسلحة التي كانت تقاتل حكومة الرئيس السابق عمر البشير، تجاهلت الإشارة لـ«المحكمة الجنائية الدولية»، رغم أنهما كانتا من أشد المطالبين بتسليم المتهمين للمحكمة الجنائية، وهم الرئيس المعزول البشير، ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين، ووزير الدولة بالداخلية أحمد محمد هارون، الذين تطالب «الجنائية الدولية» بتسليمهم لمواجهة تهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي ضد المدنيين في دارفور.

واكتفى الميثاق السياسي الذي قدَّمه المنشقون بالنص على أن «العدالة تقتضي التحقيق في كافة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت في حق المدنيين والمواطنين، وفي مقدمتها الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والاغتصاب والتعذيب، وإخضاع مرتكبيها إلى محاكمات عادلة، تضمن عدم إفلات المجرمين من العقاب، وتحقيق العدالة الانتقالية، وتكوين لجان الحقيقة والمصالحة، والعمل على إزالة الضرر والغبن والمرارات، وعلى تنقية الحياة الاجتماعية والسياسية».
وقال عضو مجلس السيادة الهادي إدريس، وهو أحد موقِّعي اتفاق جوبا لسلام السودان، إن اتفاق جوبا للسلام نص على تعاون بغير حدود من حكومة السودان مع المحكمة الجنائية الدولية، تمثل بزيارة وفود على أعلى مستوى من المحكمة للسودان، قابلوا خلالها المسؤولين جميعاً، وزاروا الضحايا في دارفور.

ولمح إدريس إلى تجاهل المجموعة الجديدة، بقوله: «وافق مجلس الوزراء على تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية، ووافقت عليه قوى إعلان الحرية والتغيير، وإن النقاشات لا تزال جارية على المستوى السيادي، وعلى مستوى المجلسين ليتم قفل الملف بتسليم المطلوبين».
وتابع: «لا أرى شخصاً رافضاً لتسليم المطلوبين للمحكمة الدولية، وهو قرار سياسي وليس قانونياً، وحتى لو كان أحد الخيارات عدم التسليم، فلن يتم الأمر إلاّ بسؤال الضحايا للإدلاء برأيهم».

وكشف إدريس عن توقيع مذكرتي تعاون بين الحكومة السودانية و«المحكمة الجنائية الدولية»؛ الأولى بشأن المتهم علي عبد الرحمن (كوشيب)، الذي سلَّم نفسه طوعياً للمحكمة، والثانية توسيع للمذكرة الأولى لتشمل كل المطلوبين. وقال: «على أساس هذه المذكرة فإن الحكومة متعاونة تعاوناً تاماً، والمحكمة الجنائية الدولية في القريب العاجل ستفتح مكتباً للاتصال في الخرطوم».

واعتبرت مواقع تواصل اجتماعي ونشطاء سياسيون تجاهل ذكر «المحكمة الجنائية الدولية» في ميثاق التحالف الجديد تخلياً عن مطلب الضحايا الرئيسي، وما نصت عليه اتفاقية سلام جوبا وقرار مجلس الوزراء بتسليم البشير ورفاقه لمحكمة لاهاي، إرضاءً لداعمي المجموعة من العسكريين، وهو ما وصفه المحلل السياسي الجميل الفاضل «محاولة لإرضاء الجنرالات في المكون العسكري»، قائلاً: «هم يدركون تماماً عدم رغبة المكوِّن العسكري في تحريك ملف تسليم المطلوبين لـ(المحكمة الجنائية الدولية)، وأن أمر التسليم أحد أسباب الأزمة بعد صدور قرار مجلس الوزراء بتسليمهم».

ونقل مصدر مطلع في مجلس الوزراء لـ«الشرق الأوسط» أن رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم وأحد موقعي الوثيقة السياسية التي تجاهلت تسليم المطلوبين لـ«الجنائية الدولية»، رحب بشدة بقرار مجلس الوزراء بتسليم المطلوبين لـ«المحكمة الجنائية الدولية»، وتساءل: «ما الذي جرى للرجل حتى يتجاهل ما وافق عليه في مجلس الوزراء، ووقّع عليه في اتفاق جوبا، خصوصاً أن هذا أحد المطالب الرئيسية للضحايا الذين يزعم الرجل تمثيلهم؟».

وعاد الفاضل ليوضح بقوله: «أفسّر الأمر بأنه محاولة تزلُّف وتقرّب للعسكريين، ليوافقوا على أن يكونوا هم الحاضنة القائمة، ولا يعني هذا تخليهم التام عن هذا المطلب، بل هم يرون أن التوقيت غير مناسب في الصدع بهذا المطلب التاريخي للحركات التي قاتلت على أساسه».

الشرق الأوسط

‫5 تعليقات

  1. الحمد لله الذي لايُشكر على مكروه سواه. الشعب السودانى مُبتلى بهذه النوعية من البشر التى لاتقدم السودان قيد أنملة ولاتترك الحادبين على مصلحة الوطن السير في الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف التي يستحقها هذا الشعب العظيم. مجرد سؤال لم أجد له إجابة من أين وكيف أتى هؤلاء التطفلين إلى السلطة في غفله من الزمان؟؟؟
    الذين يغلبون مصالحهم الشخصية فوق مصلحة الجميع دون وجه حق ودن تزكيه من أصحاب المصلحة الحقيقه لهم ودون كفاءة لتولي تلك المناصب سوي تنفيذ أجدة خارجية تتوافق مع مصالحهم الشخصية الضيقة ونفوسهم المريضة. فلن ولن ينصلح حال هذه البلاد في ظل تواجد تلك الفئة الضالة التى تمتطي مرارات الغير دون إكتراث لتحيق مصالحها.

  2. نفس الإبتسامة اللزجة التي تميز الكيزان والمتكوزنين التي تدل على الغباء والخبث وضعف العقل

  3. يا جماعة 2023 على الأبواب يعنى الإنتخابات قادمة وجبريل ومناوى ليس لديهم جماهير فغالبية اهلهم بين تشاد وغرب افريقيا وهم معتمدون على اتباع الكيزان ان يصوتوا لهما لان الكيزان بنص الوثيقة الدستورية محرومون من الترشح للانتخابات وعشان نقفل الطريق على جبريل ومناوى يجب ان يصدر تشريع يحرم كل أجنبى من الترشح والتصويت كما يحرم اى كوز من الترشح والتصويت ويحرم جميع طلاب الخلاوى من الترشيح لان رايهم عند شيوخهم وشيوخهم اثبت الزمن انهم يتاجرون بهذه الاصوات لمن يدفع اكثر

  4. الكل بستغل قضية دارفور في الصراع السياسي… لا احد يهتم بقضايا النازحين واستقرارهم وامنهم. لكن عندما تذكر المحكمة الجنائية تجدهم يبكون ويصرخون من اجل دارفور المسكينه.

  5. حمدوك هو المُخرج الصامت الذي يدفع بممثلين يدعون الثوربة لكي يعتلو كراسي الحكم و فى باطنهم هم لصوص الثورة و قطاع طرق و همباتة و عملاء لدول اجنبية و جماعات إرهابية؛ فمنهم من كان مرتزقاً فى ليبيا و هو تشادي الأصل و الولاء و آخر من نفس عجينته قام بزيارة منزل سيده و ولي نعمته الفطيسة الترابية النتنة النجسة بعدما مكّنته رياح الثورة و تضحيات شبابها من دخول الخرطوم بعد أن هرب منها جباناً لاجئاً متشرداً فى بريطانيا يعتاش فيها على أموال دافعي الضرائب من مواطنيها و هو العاطل المتكوزن بدلاً من زيارة منازل شباب الثورة الذين لولاهم لكان للان كلباً لقيطاً فى بريطانيا.
    و بنت ابو كلام كذلك جعلنا حمدوك نرى مدى ضحالتها و خواء فكرها و عقلها و مدى عمالتها للدولة التى تكيد للسودان دوماً.
    حمدوك يطبخ لهم جميعاً الوجبات التى يطلبونها، و لكنها تحتوي على خلطة تجعلهم يتهاون و يتساقطون كالجرذان التى تناولت للتو سُماً مُميتاً تحت سمع و بصر الشعب السوداني.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..