مقالات سياسية

ابن دارفور العاق

إسماعيل عبدالله

كما لدارفور أبنائها البررة الذين تفاخر بهم داخل الوطن وخارجه، من أمثال الأستاذ المناضل الراحل أحمد إبراهيم دريج حاكم الإقليم الأسبق، الذي جيء به حاكمًا عبر انتفاضة شعبية مطلع الثمانينيات، ايضًا لها من الأبناء العاقين الذين ضجّت بهم الساحة السياسية المعاصرة الكثيرين، من بينهم الدكتور الإسلامي الشهير اخصائي النساء والتوليد الذي هجر مهنة الطب وزج بنفسه في معترك السياسة، والذي فاز عليه مرشح حزب الأمة مساعد الطبيب الذي يقطن معه بنفس الحي النيالاوي الشهير، في آخر انتخابات حرة ونزيهة، هذا الطبيب مسؤول من أمرين بحكم توليه رئاسة إحدى المؤسسات الانقاذية المعنية بإدارة شئون الولايات، الأمر الأول مقتل الاسير داؤود يحيى بولاد والثاني النصب على الأموال المتبرع بها من مواطني دارفور لانشاء الطريق الغربي، ومن هذا المنبر ندعوا الجهات ذات الصلة الحاق ملفي هاتين القضيتين للنيابة العامة والمحكمة المختصة في مثل هذه الجرائم، ومعه كل الفاعلين في نظام الانقاذ بالعشرية الأولى من منسوبي الجبهة الإسلامية، الذين كانوا يشغلون وظائف مفتاحية بالاجهزة الأمنية، فقبل أن يصدر السفاح الطيب سيخة أوامره بإطلاق النار على صدر رئيسه في التنظيم (بولاد)، كان أبناء الإقليم من النافذين في التنظيم الإسلاموي البغيض حاضرين ومباركين لتمام نسج خيوط تلك الجريمة البشعة التي نهت عن ارتكابها كل المواثيق والأعراف الدولية (جريمة قتل أسير الحرب).

الكادر الإسلاموي الدارفوري لم يعرف عنه الوفاء لارض اجداده على مر نشوء وتطور الحزب المركزي الهوى والهوية – حزب الجبهة الإسلامية القومية – جبهة الميثاق الإسلامي، لقد صال وجال هذا الكادر رابطًا عصابته الحمراء على جبينه مجنّدًا لشباب الإقليم وزاجًا بهم في حرب مطلبية لسكان أرض ليست ارضه، ارض حررها ثوارها اخيرًا من جبروت الحكم المركزي، فبقى هذا الكادر الموتور هائمًا على وجهه وفاقدًا للبوصلة، متحدثًا تارة عن ثورة ديسمبر محاولًا ارتداء قميصها المبلل بدماء الشباب الغر الميامين، وتارة أخرى يسوقه الحنين للعودة للماضي الكئيب، باستدعائه لتلك الليالي الكوالح الممزوجة باحلام المجاهد المدّعي زيفًا علاقة بحور الجنان، هذا الكائن المأزوم اضر بالاقليم الغربي ايما ضرر، ولطخ وجه وسمعة دارفور ايما تلطيخ عندما رهن قضيتها العادلة لاجندة المتطرفين من مناصري حركات الإرهاب العالمي، وما زال هؤلاء الأبناء غير البررة ينادون بعودة آلة النظام البائد الذي هتك إعراض حرائرهم، في مشهد درامي يعكس غرابة السلوك الماشوسي للشخص الذي لا يستمتع بالحياة إلّا بعد أن يتعرض للقهر والاستعباد والدوس بحذاء سيّده الجلّاد، لقد أصبح هؤلاء الإسلامويون الدارفوريون سبّة وعار ملتصق على جبين سكان هذه الرقعة الجغرافية صاحبة السبق التاريخي في كساء الكعبة المشرفة، لقد حار أهل السودان في سلوك هذا الكادر المضطّرب والساعي لأعادة دورة الظلام مرة أخرى. يا للعجب!

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. النيلي و المركزي مفردات تتضمن مضامين عنصرية قذرة، و أخيراً اضطررت إضطراراً للاعتراف بأنكم من خلقتكم بلاويكم بأنفسكم و انكم كنتم الوقود الذي إستخدمه سيّد و ولي نعمة من تجادلهم و تزجرهم هنا لحرق و تدمير السودان، و ان النيل و الخرطوم ليس لهما اي علاقة بما حاق بكم، اللهم الا الحقد الأمن في قلوبكم نحوهما.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..