مقالات سياسية

المدعو التوم هجو أو زعيم الشبيحة السوداني

أسامة ضي النعيم محمد

في مقطع متداول علي وسائط التواصل يخاطب المدعو التوم هجو من يهمه الامر استعدادا لموكب 16/10، يبطن التهديد علي طريقة علي عثمان ويحاول بث الرعب بكتائب قاتلت النظام السابق ، وعلي حد مقاله: (الناس اللي يخرجوا بكرة ديل مقاتلين) لينشر الفزع والروع في قلوب من يحاول التصدي لموكبهم ، بضاعة رخيصة يقدمها التوم هجو ثمنا لوزارة يمني النفس بالحصول عليها ، أمنيات المدعو هو حل الحكومة الحالية وتحري تعيين شخصه من ضمن قائمة البرهان البديلة.

المحاصصات صارت من سبل كسب العيش في السياسة عند بعض النخب السودانية ، جاءت مع الانقاذ وارتدادتها المجسدة في اتفاقات عديدة خلال ثلاثين عاما ، يتعطل عن العمل المدعو التوم هجوومن سار في مساره وتتفتق عبقريته في الانضمام الي حركة عند قرب التفاوض مع النظام الحاكم ، في فترة الانقاذ لم تتاح للتوم هجوالفرصة ليصعد اسمه في لائحة الاستوزار ، كانت هناك صقورا كواسرا مثل أبا قردة ومناوي والتجاني السيسي وبقية النطيحة والمتردية ، انزوي التوم هجو ليس بعيدا الي أن جاءت منصة جوبا فتحصل علي مقعد في طائرة المحادثات علي نظام ( فل اب ) أو مقعد ( السفير) أو وزارة الداخلية ، مقاعد تترك خصيصا تحت تصرف سفير الدولة التي تعود ملكية الطائرة اليها أو تحت تصرف وزير الداخلية.

أدبيات السياسة في السودان أرست دعائمها منابر مؤتمر الخريجين منذ تأسيسه في عام 1938م ، في أندية أم درمان الثقافية ودور الزعماء والشخصيات العامة كانت أيضا تدار منابر تغذي وتعلم الحوار الديمقراطي ، يقارع الخصم نظيره بأدب رفيع تسير الركبان ببعض مقاطعه ، تحفز وتوقظ الروح تلك الندوات السياسية علي ضوء ( الرتينة ) مصباح ذلك الزمان الوهاج ، قاد وتخرج من تلك المنابر أحمد خير والأزهري ومبارك زروق والمحجوب والهندي وأحمد السيد حمد ، شموس وأعلام أسسوا حقبة دولة العمالقة في السودان ، علي نهج المؤتمر الهندي وبسلمية قادوا السودان في درب الاستقلال ، كانت العبارات الرصينة والمنطق الحكيم هي رصاصات أولئك النفر تخرج من بين صرير أقلامهم السيالة وكلماتهم البليغة، خضع لمنطقهم التاج البريطاني ومنح السودان الاستقلال وكان خروج الاستعمار مثل مباراة القدم الحبية ، يتعانق الخصمان ويتبادلان الاعلام.

الطاقة الايجابية عند التوم هجوصفريرقد في كتابه ولم يستدع ارثها من ذكريات النفر الاوائل ، نزل في مقاله ليستدعي المقاتلين الي ايقاد ساحة قتال في قلب الخرطوم ، بدلا من تصعيد المقاتلين الي منصة السلام التي اقامتها اتفاقية سلام جوبا ، فاقد الحكمة لا يعطيها بل يستعير ما عند الآخر ومثل التوم هجواليد الدنيا وفارقته الحكمة، يحرض المقاتلين لممارسة التعارك والنزال بين المتظاهرين عند القصر الجمهوري ، لابد أن عقله الباطن يختزن ويسير برواية وصورة دك عمائر الخرطوم حتي تعاف سكناها الكلاب والقطط ، تقمص التوم هجو في مقطعه المتداول شخصية حسن نصر الله وشبيحته أو حفتر ومرتزقه يرسلهم الي عناوين ضحاياه.

ثورة ديسمبر 2018م في حريتها تمنح الحرية للآخرين كما يغمر سلامها ربوع السودان وعدلها للجميع ، التوم هجويذهب الي حجر ذلك الوساع ويضيقه ليفوز هو بوزارة ، يوعز للمقاتلين لسلب الحرية ونشر الحرب في قاعة الصداقة وبين شوارع الخرطوم ليظفر التوم هجو بمصدر رزق ينفض بمخصصاته العوز والفقر ويقيه شر الوحدة والانعزال ويضعه في دائرة الضوء.

أمثال التوم هجو وما ينشره علي صفحات التواصل يمثل نوعا جديدا من انتهازية النخبة السودانية ، في هبوطها المتسارع للحصول علي ( التمرمغ في تراب الميري ) يسعون حثيثا لتحريض بعض المتفلتين لقتال شوارع في وسط الخرطوم ، تغيير الوزراء ليغدو التو م هجووزيرا كما جبريل ابراهيم أوحاكما كما هو مناوي والتحاصص دائما هو المؤهل الوحيد لمثل التوم هجو ومن شايعه.

[email protected]

 

تعليق واحد

  1. بادائه السياسي بتاع الليق دا انا شايف التوم هجو احسن ليهو يرجع اشتغل سيكيورتي بتاع باركين في كنيتيكت في امريكا ،،،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..