مقالات سياسية

الجيل الراكب راس

مطرية حاج دقاش 
المخرج الوحيد الآمن من الأزمة السياسية الخطيرة التي تواجه البلاد حالياً هو توحد “الجيل الراكب راس”. توحد الثوار الشفاتة والكنداكات المناضلات لحماية الثورة من أعداء الثورة أعداء التحول المدني الديموقراطي من العسكريين والمدنيين.
إنه الجيل الراكب راس ، وما أدراك ما الجيل الراكب راس . عندما كان مناوي وجبريل في التمرد ، كان هؤلاء الشباب يناضلون ويموتون في الشوارع والحواري والأزقة ، عندما كان البرهان وحميدتي في اللجنة الأمنية لنظام الطاغية المخلوع يتمتعون بالسلطة والمزايا الرفيعة ، كان هذا  الجيل الثائر الباسل المناضل يسجن ويسحل ويعذب ويقتل بدم بارد في الشوارع كما يقتل الصيد في البرية.
ثم جاء فجر يوم الاثنين الموافق الثالث من يونيو 2019م من أواخر شهر رمضان والعيد المبارك يطل على المسلمين ، امتدت يد الغدر والخيانة وقتلت شباب أبرياء في ريعان الشباب ، وذهبت أنفس شريفة كانت لها أحلام في هذه الدنيا وكان لقتلتهم أحلامهم ، ذهبوا شهداء الوطن ولكن أحلامهم لم تذهب معهم ، قتلوا ولكن أحلامهم لم تقتل ، بل بقيت تضيء للشعب الطريق . أراد الخونة أن يبنوا أمجادهم على جماجم الثوار والثائرات الشرفاء ، فرموا جثثهم في قاع النيل.
إنه الجيل الراكب راس ، فتية وفتيات أشاوس أولي بأس شديد لا تخيفهم لا بندقية ولا مدفع ولا دبابة ولا صاروخ ولا حتى السلاح النووي . تقتلهم اليوم فيخرجون عليك غداً أكثر عدداً وأقوى شكيمة . جيل لا يفنيه الرصاص ، ولا يخيفه شيء ولا يخشى شيء . حيروا الطغاة المتجبرين ، ماذا هم فاعلين بهم؟ تعذب تبطش ترهب تقتل تجدهم عادوا للشارع بأعداد أكبر . إنه الجيل الراكب راس ، حماة الثورة الحقيقيون.
الثوار ومن خلفهم الشعب السوداني الأصيل الشريف النبيل بات على علم تام بأعداء الثورة، يعرفهم بالاسم . إنهم حلفاء الفلول المخلصين وأذرعتهم الباطشة لوأد الثورة وقتل أحلام السودانيين في حكم مدني ديموقراطي راسخ، وتسفيه أحلامهم في التحرر الأبدي من الشمولية والدكتاتورية وحكم الفرد . يقولون شيئاً للخارج ويفعلون شيئاً آخر في الداخل ، إنهم يقولون ما لا يفعلون ، ويفعلون ما لا يقولون ، وقد أثبتوا غباءهم السياسي الذي تكشف من خلال مؤامراتهم الساذجة التي لا تنطلي حتى على الأطفال . فشل آخر كروتهم الخبيثة بموكب 16 أكتوبر الهزيل ، واعتصام المكريين والمحرشين المدفوع الثمن ، كما فشلت من قبلها مؤامرات سيئة الاعداد والتنفيذ . فشل موكبهم المسخرة وفشل اعتصامهم الهطل بشهادة الشهود وتحت مرأى ومسمع الشعب السوداني والقنوات الفضائية العالمية، رغم الأموال مجهولة المصدر التي صرفت على التحضير له وعلى المشاركين، ورغم التسهيلات اللوجستية والأمنية وإزالة الحواجز من أمام القصر الرئاسي، ورغم الخراف والإبل التي شاركت أقصد التي ذبحت وطبخت وأكلت في ولائم فاخرة .
السودان بإذن الله سيكون بخير ، والمسيرة نحو الحكم المدني الديموقراطي ستمضي إلى مقاصدها. لن يسكت أعداء الثورة ولن يسكت أسيادهم من الفلول ، ولن يكفوا عن التآمر لتفتيت قوى الثورة . سيستمر التآمر الخفي والظاهر ، ولكنهم لن يفلحوا وذلك لثلاثة أسباب . أولاً هم لا يجيدون قراءة الواقع السياسي فلا يعرفون أن هناك تحول كبير في وعي الشعب يجعل الردة إلى حكم الطغاة مستحيلاً . ثانياً هم لا يجيدون التخطيط لمؤامراتهم فتأتي ساذجة مكشوفة وواضحة وبائنة ولا تحتاج لذكاء لكشفها وفهمها . ثالثاً الجيل الراكب راس من الثوار الشفاتة والكنداكات المناضلات موجود لحماية الثورة حتى تبلغ غاياتها.
سيخرج الجيل الراكب راس غداً كالسيول الهادرة في مليونيات الحكم المدني، وسيدكوا عرش الطغيان دكاً ، ويهزموا قوى الردة أعداء الثورة هزيمة نكراء يشهد عليها العالم كله . ليس لدينا شك في ذلك . ونريد من حمدوك أن يعرف أنه مسنود من الشعب السوداني ، وأن الثورة يحميها الجيل الراكب راس من الثوار الشفاتة والثائرات الكنداكات ، وسيكون ذلك بمثابة تفويض شعبي فوق التفويض الدولي ليقوم بما يلزم بكل حزم وصرامة وبلا تردد ، عليه أن يتخذ أي إجراءات حاسمة يراها ضرورية للسيطرة على الخلافات وتصحيح المسار واستكمال هياكل الفترة الانتقالية دون انتظار للمترددين، فهو صاحب السند الجماهيري الداخلي والسند الدولي ، فيجب أن لا يقيم وزناً لمن سنده الفلول والساقطين والمتآمرين .

تعليق واحد

  1. الطغاة يدرسون من نغس الكتاب ناسين ان الزمن تغير وانشاء الله طالما شبا بنا بخير سوف يذهب هؤلاء العملاء اشباه الرجال الي مزبلة التاريخ بعد ان يقتلعوا من ارضنا اقتلاعا والي جهنم وبئس المصير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..