مقالات سياسية

ثورة وعي

د.أنور شمبال
أحداث ومؤشرات
يسطر شباب (ثورة الوعي) ثورة ديسمبر 2018م اليوم الخميس الموافق الحادي والعشرين من أكتوبر 2021م ، عنواناً مشرفاً لبلدهم السودان يتصدر به الأخبار على وسائل الإعلام كافة. يقدمون درساً أخلاقياً وإنسانياً في ممارسة السياسة في دولة تصنّف من دول العالم الثالث، يسجل على صفحات التاريخ ، إن لم يضف إلى قائمة جينس للأعمال العظيمة ؛ بعد أن  ثبّت حقيقة وثقافة جديدة فرضت نفسها على الواقع السياسي السوداني ، وهي أن السلمية ومدنية الدولة هي القوة والطريق إلى النصر ، وإن استخدام السلاح والعنف لا يجدي ولا عائد منه إلّا الخسران المبين ؛ خسران في هلاك النسل ، والحرث ، وسمعة البلد .
وما موكب مجموعة منصة التأسيس ، قوى إعلان الحرية والتغيير (قحت) كما تسمي نفسها في السادس عشر من أكتوبر الجاري ، المطالب بحكم عسكري جهرةً ، وما تبعها من “اعتصام القصر الجمهوري” إلا نتاج لتلك الثقافة التي فرضها أولئك الشباب الواعي الهميم ، وهي مرحلة متقدمة للتعامل مع الواقع  بعد أدركوا “أصحاب السبت” أن ما يملكونه من سلاح وقوة باطشة لا تقربهم إلى السلطة إلا كما تقرب النار الفراشات والحشرات الطائرة “تذهب بإرادتها طائعة مختارة إلى مصيرها المحتوم”.
وعليه اعتقد إن السودان بدأ يتعلم من تجاربه وأخطاء سياسيه ، ويسير في الطريق الصحيح المؤدي إلى استقراره ونهضته ، باستيعابه إن ارادة الشعب مدنيته هي الغالبة. وهؤلاء الشباب هم المنقذ له ، على أن يتعاملوا مع التحالفات أي كان شكلها أو مصدرها أو ايدلوجيتها في مصلحة الوطن لا الأشخاص ، وفسخ أي علاقة لا تجني للبلد خيراً.
يظن البعض أن شباب مليونيات هذا اليوم الفاصل من الطيش الذي يغرر بهم والدخول في مواجهة وممارسة العنف مع أصحاب “اعتصام القصر الجمهوري”، وهو ما يسعون إليه ومن يقف من خلفهم من دول متحالفة ، لاختطاف الحكومة وإعلان واعتماد سياسة الأمر الواقع ، وإعادة العجلة إلى العسكر ليتحكموا في مصير البلد مرة أخرى ويجربوا المجرب . وذلك لن يحدث إن شاء الله لأن شعار ثورتهم “حرية ،  سلام ، وعدالة” فهي ثورة وعي ، وحرب على الفساد ، وكيف  يحكم السودان ؟! ، وليس من يحكم ؟! … فيكفي أن فيهم فسحة أمل !.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..