مقالات وآراء سياسية

البرهان شخصية مضطربة

د. طارق الشيخ 
لمن يتابع مسار صعود الجنرال عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السابق والذي إنقلب على حكومة المرحلة الانتقالية في السودان يصل الى نتيجة سريعة بأن إنقلاب البرهان إلى زوال . وذلك ليس بالتمنى لأن طبيعة الانقلاب العسكري ومن شروطه وجود طبقة أو حزب أو مجموعة أحزاب ذات نفوذ اجتماعي تسنده .
ثانيا : الإنقلاب يفترض أنه يضمن مساندة قوة متماسكة معتبرة داخل القوات المسلحة وعادة ماتنفذه الجيوش لما لها من قوة باطشة وقادرة على ردع أية ٌقوة داخل المؤسسة العسكرية نفسها أو من خارجها مثل قوات الشرطة ، والاستثناء التاريخي انقلابين في أفريقيا إنقلاب موبوتو في الكونغو وانقلاب في بنين نظمتهما الشرطة . وكل إنقلاب غير مسنود بقوة اجتماعية أو سياسية محتوم بالفشل وفي أقصى عمر له وفق التجربة العالمية لايتعدى عمره 3 أشهر فإن استمر فوق هذه الفترة دون السند المطلوب اجتماعيا فالأرجح ماسيحدث هو أحد امرين وهو اعتماده وبشكل رئيسي على القوة المفرطة لكي يحافظ على بقائه ، وهنا فإذا كان مثل حالة البرهان مسنود بمنظومة فساد وحزب سياسي صغير مثل بني كوز فالأرجح أنه سيتحول الى قوة فاشية دموية يعتمد القوة المفرطة . أو أنه قد يصبح ونتيجة لطبيعة المغامرة التي يتنكبها مرتكبوه الى تشيع بؤرة الفوضى في المجتمع والدولة . وهذه وصفة متوفرة بمشاركة الدعم السريع وقوات الحركات المسلحة في الخرطوم .
لكن الوجه الآخر للصورة يمكن قراءته في طبيعة البرهان ذو الشخصية المضطربة فهو وبحكم ما عرفناه وخبرناه مندفع لاتنقصه الحماقة ولايبدو كمن يتخذ قراره بروية وتعقل . نتذكر كيف كانت ردة فعله مندفعة حمقاء يوم مجزرة الاعتصام هدد وتوعد والغى الشراكة واوقف المفاوضات مع الحرية والتغيير . ثم عاد في تراجع لايتسق وحجم الغضب والشرر الذي تطاير منه . وتكرر ذلك غير مرة وبنفس الكيفية إندفاع وكلام لا يخلو من حماقة ثم هدوء ونكوص عن كل ماقال، لا أستطيع تعداد المرات التي ردد فيها أنه حامي الفترة الإنتقالية ثم (حدس ماحدس) !!
وكم من مرة ردد أمام القوات العسكرية المختلفة أنهم وبصيغة الجمع حماة الثورة بل هم يقودها ويوجهها !! هذه المرة وصفه فيلتمان بأنه رجل كاذب وهذا شئ من الصعب تقبله أن يخرج مسئول أمريكي ليقول أن البرهان رجل كاذب . عادة ماتكتب مثل هذه الكلمات في مذكرات خاصة عندما تتعلق برأس دولة ما . أما أن يتجرأ الموفد الأمريكي ليرميها هكذا وهي ساخنة بعد فهذا يقتضي أن نتوقف كثيرا عند شخصية البرهان . بماذا وعد فيلتمان ونكص حتى يقولها علنا إنه يكذب ؟؟ .
البرهان في إنقلابه الغريب والعجيب يسجل بأنه أول رأس دولة ينقلب على نفسه . وأول مسئول يعلن التصحيح وبخطوات كلها خاطئة ؟ كيف يصحح وهو يقف في المكان الخطأ بداية . البرهان أولا ينقلب على نفسه ويستحق أن شنق نفسه أولا لأنه تقاعس عن أداء مهامه بوصفه قائدا للجيش فكذب على الشعب ولم يقم بهيلكة القوات المسلحة وفق قسم الولاء الذي قطعه أمام الشعب وهو يضع يده على المصحف !! .
ثانيا : أنه لم يقدم على خطوة واحدة لضم الدعم السريع للجيش بل أصبح أول قائد للجيش يصبح في حقيقة الأمر قائدا لجيشين .
ثالثا : أنه كذب عندما أقسم على كيف حقيقة من يقف وراء مجزرة الإعتصام . فأوفى بوعده للقوى الخفية التي تقوده او يقودها سيان بأن صحح الأوضاع بوقف لجنة نبيل أديب وبفهلوة رقمية . لأن الكلام الصريح الواضح يكشفه لدى عامة البسطاء الذين يحاول استمالتهم من خلال كذب وتشطر وفهلوة .
رابعا : البرهان يفضح نفسه فهو ليس لأجل التصحيح وإنما لقطع الطريق أمام فتح ملف الفساد داخل المؤسسات التي وجد في مكانه لضمان حمايتها من غضبة الشعب يوم الخميس في ذكرى ثورة أكتوبر والتي أعادت ذكرى التطهير وبالمسمى الجديد لجنة إزالة التمكين . استخدم الكذب الرقمي ليلغي لجنة التمكين وبلغة مضللة أن تعمل حسب القانون ؟؟ طيب دي عايزة تصحيح أم الإبقاء عليها وإصلاحها لتعمل بالغانون كما قال صاحبه . البرهان شخصية مضطربة لاشك لأنه يجمع الشئ ونقيضه معا . قال أنه يريد التصحيح وكل ما يفعله خاطئ كيف يعتقل رئيس الحكومة
د. عبدالله حمدوك بل يختطفه وزوجته ويختطف مجموعة من الوزراء والمستشارين وقادة أحزاب بدعوى التصحيح لكنه ينسى أنه وصاحبه جزء أصيل من (التشاكوس) التي تحدث عنها . هل انعدمت الأقلام الحمراء أم جف الحبر بداخلها؟؟ لقد نسي البرهان المضطرب أن يحدثنا بلغة البيان الأول أن التشاكوس قد أدى الى الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار من 4 الى 16 جنيه كما فعل البشير قبل 30 عاما . لم يخبرنا بأن الأحزاب هي أس البلاء لأنه يبشرنا بأنتخابات حزبية نزيهة . أي إضطراب هذا أي عته هذا ؟؟ حمى الله السودان من البرهان وتابعه حميدتي فهما جهل بقرون يمشي بين الناس . ترى ماذا ينتوي البرهان أن ينفذ بعد من أحلامه الغريبة ؟؟ ربما علينا أن ننتظره حتى يصححها فكلها مركبة غلط .

‫2 تعليقات

  1. وسيموت العديد من الشباب وهم يهتفون سلمية سلمية.

    ذهبت للسودان بعد سقوط الخيوبة (عمر بشير) وشاهدت موكبآ ضخما من الشباب وهم يهتفون سلمية سلمية فكان ان استغربت فقلت لمجموعة منهم بان عددكم كبير جدآ وانتم تحيطون بالجنجويد واشباههم واسهل شيء هو الصعود والاستيلاء على عرباتهم واسلحتهم.. ولكن حديثي لم يجد أي تأيبد وقالوا انهم سيفتحون صدورهم لتلقى الرصاص والاستشهاد وسلمية حتى آخر شهيد.

    لم يكن أحد يعرف السفاح البرهان فقد أتى به علي عثمان كالشخص الرابع او الخامس في الترتيب العسكري ليخلف الخيوبة عمر بشير وهو يعلم مدى قسوته وقتله للابرياء في دارفور.

    كل كبار ضباط الجيش مرضي نفسيين بداية من سوء اختيارهم للدخول للكلية الحربية وايضآ لعملية غسل الدماغ التي خضعوا لها من علي عثمان وكيزانه فصاروا مثل الكيزان فاقدي للاخلاق الانسانية.

    البرهان دموي ولن يستسلم حتى يبيد كل الشعب….. الخيوبة عمر بشير اراد قتل نصف الشعب ولكن البرهان

    سوف يقتل كل الشعب وقصة سلمية سلمية يجب اعادة النظر فيها

    فنحن نتعامل مع مرضى نفسيين لا يتورعون عن عمل اي فعل مشين.

    في سؤال لا يجد اجابة من الكثيرين وهو ما سبب اختيار علي عثمان لعمر بشير لقيادة انقلاب الكيزان رغم وجود رتب اعلى منه من الاسلاميين

    فالسبب يعلمه العديد من الضباط (من ضمنهم ياسر العطا) وهو معرفة علي عثمان بان الزول خيوبة كبير ويمكن تدويره حيث تريد لخوفه من فضح أمره.

    ليس بعيدآ ان يكون البرهان اكثر عفنآ من عمر بشير وأسوأ مرضآ

    وما زلنا في سلمية سلمية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..