أهم الأخبار والمقالات

“انقلاب” البرهان.. “تهديد” قد يتجاوز حدود السودان

غضب دولي من إجراءات الفريق، عبد الفتاح البرهان، في السودان، ولم تتردد الولايات المتحدة ودول أخرى في التحذير من تبعات الانقلاب العسكري داخليا وخارجيا، فهل سيعود هذا البلد الذي تخلص قريبا من عزلة دولية بسبب تظام البشير، إلى المربع الأول؟

ووفق تقرير لشبكة “أن بي أر” الأميركية فإن الأحداث التي يشهدها السودان قد تهدد المصالح الأميركية في المنطقة، فهناك تخوف من أن تنتقل الانقلابات إلى دول أخرى تحاول الولايات المتحدة دعم مسيرة الديمقراطية فيها.

تهريب السلاح

مخاوف من الانفلات الأمني في السودان
مخاوف من الانفلات الأمني في السودان

كاميرون هدسون، الذي شغل منصب مدير مجلس الأمن القومي للشؤون الإفريقية في عهد إدارة بوش، يحذر من أنه إذا تمكنت عناصر النظام السابق من استعادة السيطرة على البلاد، فقد “يظهر السودان مرة أخرى كمركز لتهريب الأسلحة والاتجار بالبشر”.

ويشير التحليل إلى أن السودان من الناحية الاستراتيجية مهم للولايات المتحدة حيث تمر حوالي 30 في المئة من حاويات الشحن في العالم عبر البحر الأحمر كل عام في الطريق من وإلى قناة السويس، وللسودان أكثر من 400 ميل من السواحل على هذا الطريق.

تحديات كبيرة

الانقلاب العسكري يعيد السودان للمربع الأول
الانقلاب العسكري يعيد السودان للمربع الأول

يقول الخبير الأردني في الشؤون الأمنية، فايز الدويري، لموقع “الحرة” إن “قراءة الحدث في السودان لا تزال أولية، والكلام الذي تحدث فيه البرهان الثلاثاء إذا تم ترجمته على أرض الواقع سيكون له صدى إيجابي، ولكن تاريخيا فإن العسكريين يقولون ما لا يفعلون”.

وأضاف أن البرهان “يواجه تحديات كبيرة خارجية، بإقناع المجتمع الدولي أن ما حصل ليس بانقلابا، وإنما تصحيحا للثورة، ناهيك عن تحدي داخلي بإقناع الشارع السوداني بما حصل، في الوقت الذي تمتد فيه الاحتجاجات إلى خارج الخرطوم”.

وأبدى الدويري مخاوفه من مخاطر “تشظي السودان والتفكك إلى ولايات، وبما سيؤثر على الدول العربية، وعلى إفريقيا ككل”.

“مطمع ومطمح “

الجيش السوداني أعلن الاثنين السيطرة على السلطة في البلاد
الجيش السوداني أعلن الاثنين السيطرة على السلطة في البلاد

وأوضح الدويري أن “لا مصلحة حاليا من قبل قوى دولية مثل الصين أو روسيا للتدخل في دعم الانقلاب الذي حصل، مشيرا إلى أن الصين تاريخيا لا تتدخل إلا من خلال منطلق مصالحها الاقتصادية”.

وحول أهمية السودان الاستراتيجية، يقول الدويري إن السودان “مطمع ومطمح لما فيه من ثروات طبيعية، وفي حال توفير بيئة استثمارية هناك ستكون بيئة خصبة هامة للاقتصاد بشكل عام، ناهيك عن الأهمية الجيوسياسية للسودان”.

خطوات إلى الخلف

مدنيون في السودان ينددون بما يصفونه بأنه انقلاب عسكري بعد إعلان الجيش حل مجلسي السيادة والوزراء
مدنيون في السودان ينددون بما يصفونه بأنه انقلاب عسكري بعد إعلان الجيش حل مجلسي السيادة والوزراء

“بدون شك حدوث انقلاب في السودان، يعني عدم استقرار سياسي، واستمرار حالة من البلبة”، بحسب القيادي بقوى الحرية و التغيير المقيم في لندن، عمار حمودة.

وأضاف قوله “بعدما بدأت السودان بالعودة إلى كونها عضوا فاعلا في المجتمع الدولي، ما حصل سيعيد البلاد خطوات إلى الخلف، بدلا من التقدم المنشود”.

وأكد حمودة أن السودان “له أهمية استراتيجية كبرى، خاصة لو استمرت الفترة الانتقالية، حيث سيكون قصة نجاح بالتحول من الاستبداد نحو الديمقراطية، ومن دولة مصدرة للإرهاب، إلى دولة تبحث عن الرفاه لشعبها”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة كانت قد “قطعت شوطا كبيرا في هذا الإطار”.

ويرى أن القوى الخارجية مثل الصين أو روسيا، “لن تتدخل في الانقلاب الحاصل، ومن سيحدد نجاح الانقلاب من عدمه هو الشارع السوداني”.

وأبدى حمودة مخاوفه من أن “استمرار الانقلاب، قد يؤثر على أمن البحر الأحمر، وبما قد يهدد أحد أهم الطرق التجارية الدولية البحرية”.

مخاوف من نتائج كارثية

الآلاف من السودانيين خرجوا إلى الشوارع في مناطق مختلفة بعد استيلاء الجيش على السلطة في البلاد
الآلاف من السودانيين خرجوا إلى الشوارع في مناطق مختلفة بعد استيلاء الجيش على السلطة في البلاد

المحلل السياسي السوادني، المقيم في الولايات المتحدة، فريد زين، يرى أن “المخاوف الأمنية على المنطقة إذا استمر الانقلاب في السودان، ستكون كارثية، وقد تدفع بحدوث أزمات أمنية داخلية حيث سيحصل انفلات بالأمن وعنف في الشارع السوداني”.

ويتخوف زين من “حدوث انفلات أمني على الحدود الشرقية مع السودان، والتي قد تفضي إلى استغلال لهذا الأمر، واشتعال حرب مع إثيوبيا تتعلق بمناطق حدودية متنازع عليها، أو تسلل عناصر إرهابية لجماعات مسلحة لتدخل السودان وتثير البلبلة”.

وأوضح زين أن السودان “تشكل أهمية استرايتجية بالنسبة للولايات المتحدة”، إذ ستصبح نموذجا للتحول الديمقراطي الناجح في منطقة القرن الإفريقي والشرق الأوسط”.

ولم ينف زين “وجود مخاطر تهدد مصالح الولايات المتحدة في تلك المنطقة، وبما قد يعطي مدخلا لروسيا أو الصين للتدخل ومد أذرعها بما يغذي الصراع الداخلي السوداني”.

عدم استقرار المنطقة

مصر تتابع التطورات الأخيرة في السودان
مصر تتابع التطورات الأخيرة في السودان

المحلل السياسي المختص بالشؤون العربية، عامر السبايلة، يقول في رد على استفسارات موقع “الحرة”، إن “أي حالة من عدم الاستقرار في السودان ستعني عدم استقرار المنطقة ككل، متخوفا من عودة حالة الانفلات الأمني التي قد تسمح بظهور جماعات إرهابية مسلحة”.

ويرى أن “السودان له أهمية استراتيجية للولايات المتحدة، والتي تتركز بعدم فتح المجال لوجود تدخلات روسية أو صينية فيها، خاصة في ظل الأهمية الجيوسياسية للسودان”.

ويؤكد السبايلة أن ما حصل “يمثل انقلابا داخليا فقط، ولا توجد أياد خارجية وراء دعمه على الأقل خلال الفترة الحالية”.

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا الثلاثاء، إلى “إطلاق سراح رئيس الوزراء السوداني المحتجز بشكل غير قانوني”.

وأضاف أن “على القوى الكبرى في مجلس الأمن اتخاذ موقف موحد ورادع لما يجري في السودان”.

ودان غوتيريش “محاولة الانقلاب على الحكم في السودان، ويجب الالتزام بالشراكة المدنية والوثيقة الدستورية المتفق عليها”.

كما تقرر تعليق جميع الرحلات من وإلى مطار العاصمة السودانية الخرطوم حتى السبت، بحسب ما أعلن،  إبراهيم عدلان، مدير الطيران المدني لفرانس برس.

الموقف الأميركي

ودانت الولايات المتحدة الاثنين “بشدة” الانقلاب في السودان والاعتقالات التي طالت قادة مدنيين، داعية إلى العودة الفورية للحكم المدني والإفراج عن رئيس الوزراء المعتقل.

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن في بيان إن “الولايات المتحدة تدين بشدة ما أقدمت عليه القوات العسكرية السودانية”، مبديا قلقه البالغ إزاء تقارير عن استخدام قوات الأمن الذخيرة الحية ضد المتظاهرين.

وأضاف “نرفض بشدة حل الحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين والمؤسسات المرتبطة بها، وندعو إلى إعادة العمل بها على الفور”.

ويواصل سودانيون مؤيدون للقوى المدنية، الثلاثاء، احتجاجهم على سيطرة العسكريين على السلطة وإخراج شركاءهم المدنيين من الحكم.

وقتل أربعة أشخاص وأصيب أكثر من ثمانين بجروح في الخرطوم برصاص الجيش خلال تظاهرات مناهضة.

قال الفريق، عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، إن حمدوك “موجود في منزله، ويواصل حياته الطبيعية، وتقرر إبعاده حفاظا على سلامته”.

وكان البرهان أعلن، الاثنين، الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة، وحل مجلس السيادة الذي كان يترأسه والحكومة برئاسة حمدوك وغيرها من المؤسسات التي كان يفترض أن تؤمن مسارا ديمقراطيا نحو الانتخابات والحكم المدني.

وتعهد القائد العسكري بأن حمدوك سيعود إلى منزله “متى استقرت الأمور وزالت المخاوف”.

الحرة

‫5 تعليقات

  1. ألآن يجب الذهاب الى المحكمة الجنائية مباشرة, على المحكمة النظر فى دور البرهان و حميدتى فى مجزرة القيادة و مجازر دارفور , يجب على القانونويين الشرفاء من أبناء السودان الدفع بهذه المسألة.

  2. البرهان شخص مريض عقليآ ولن يتورع من قتل كل الشعب. لم يحدث في تاريخ الشعوب ان قام قائد بتجويع شعبه وقفل الطرق لمنع وصول الامدادات التموينية مثل ما فعل برهان بواسطة ترك.
    عند انقلابه اول قراراته ايقاف لجنة التحقيق في الجريمة او المجزرة التى ارتكبها بقتل الشباب في اثناء الاعتصام.
    هو شخص يكذب ولا يدري انه يكذب وفي حقيقة الأمر هذا السفاح سيقتل الشباب دون رحمة فمرضه النفسي يجعله لا يعرف ما يقوم به وسيكون اسوأ بكثير من الباطل الخايب عمر بشير.
    المرض النفسي مع الجهل والبلادة المعرفية كارثة كبري واذا استمر انقلابه فهو نهاية دولة اسمها السودان.

    1. ي ابوي بلا يوناميتس بلا بطيخ الشعب السوداني هو صاحب القرار الاوحد في كنس الشاويش البرهان والتشاديين حميرتي واركو وجبريل وفلول الدواعش

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..